قد يصادَفُ عند قراءتك لهذا المقال حصولك على عطلتك الدراسية، أو أنها قد اقتربت بالفعل، والعطلة تعني لكثير منا –إن لم تكن الجميع- وقتا للراحة أو فكاكًا من قيود الدراسة وضغوطها، وهذا لا بد منه لتستعيد نشاطَك وتقوَى على مواصلة ما تفعل كما أشرنا في مقال (7 نصائح لطلاب الثانوية العامة)…

ربما تبادر إلى ذهنك الآن أنك ستقرأ عن تعلم مهارات ما، أو كيفية إعداد نفسك مهاريا وعلميا لسوق العمل، أو طرقٍ لتعلُّمِ لغة جديدة وغير ذلك، وهذا بالفعل من أوجه وطرق الاستفادة من العطلة، لكن في مقالنا هنا نقصد مقصدًا آخر على قدر كبير من الأهمية كذلك؛ فإليك في هذا المقال ثلاثة أشياء ينبغي عليك أن تغتنم عطلتك في تعلمها لتكون أكثر إفادة منها.

نَمْ جيدا، واستمتع، واسترخِ!

نعم إنها عطلة! ففي غمرة المذاكرة والاجتهاد ربما نسي البعض كيف يفعلون أشياء بسيطة كأخذ قسط من الراحة ليحصلوا بعدها على الثمرة المرجوة من طاقة ونشاط تعينهم على استكمال ما بعد العطلة.

هذه ليست دعوى للفراغ أو الخمول، وليست كذلك دعوى لمواصلة الكدّ والاجتهاد؛ فهذا لا يليق بهذه المرحلة، فالمرجوُّ منها إعطاءُ النفس حقها بما لا يُخْمدُ من عزيمتها أو يَشُقُّ عليها.

قد يقول البعض أن من أراد شيئا وَجَبَ أن يُفرِّغَ له نفسه ويغتنم كل ما أتيح له من وقت لِيُحَصِّلَ ما يرجوه ، وأن وقتَ العطلةِ فرصةٌ ذهبيةٌ لمزيدٍ من التعلم، وهذا صحيح، لكنّ هناك حلقة مفقود لا يحدثك عنها الكثير، فيسلِّطونَ الضوء على صور وغرائب الاجتهاد والمذاكرة والتعلم لساعات قد تفوق العشرين ساعة يوميا! ربما لا يتعمدون تصديرَ هذه الصورة المثالية من الاجتهاد والسعي وإغفالَ الحديث عن الراحة، فبطبيعة الحال نحن نلتفت أكثر إلى كل غريب وجديد، ونغفل عن النظر إلى ما اعتدنا رؤيته.

ولتكون الصورة أقرب إلى الكمال والموضوعية فإنك تجد هؤلاء الأشخاص الذين يصِلونَ ليلَهم بنهارهم ويقضون الساعاتِ الطوال في أعمالهم وتعلمهم لا يقطعونها براحة … تجدهم يندمون على وقت كان أولى لهم أن يمضوه مستجمّين أو مسترخين قليلا من عناء اجتهادهم، وكما تجدهم يَصِفُونَ ما بلغوه باجتهادهم المتواصل الدؤوب من مكانة وتفوُّقٍ لا نظير له في مجالهم، تجدهم كذلك يصفون لائحة تطول من أمراض صَحِبَتهم وآلام لازمتهم كضريبة لازمةٍ لإغفالهم حق أنفسِهم في الراحة بين فينة وأخرى!

إن الحياة بكافة مراحلها سعيٌ لا يتوقف، فإن كنتَ تظن أن اجتهادك حدّ الضغط على نفسك ييسرُ عليك في مرحلة مقبلة أو فيما بقيَ فهذا صحيح حقا، لكن لا تنسَ الضريبة إن لم تراعِ في ذلك نفسك ! فما تحصُلُ عليه من رفاهٍ واستقرار مادّيٍّ جنيتَه من جنايتك على نفسك قد يقابله ظهرٌ منحنٍ أو بصرٌ قد ضعُفَ، أو ضغطٌ عصبيٌ لا يَقَرُّ إلا بأدوية تلازم جيبك…!

أخبرونا بآرائكم وتجاربكم في التعليقات أسفل المقال؛ هل توافقون أيضا أن وقت الجد للجد ووقت الراحة للراحة؟ وكيف تقضون أوقات عطلاتكم؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *