الذكاء العاطفي
نحن نُلاحظ دومًا أنه يوجد بعض الناس من حولنا يستطيعون التحكم في مشاعرهم بطريقة كبيرة جدًا، ويتمتعون بقدرًا عالي جدًا من الذكاء العاطفي. فالتحكم في المشاعر ليس بالأمر السهل ويحتاج إلى قوة عقلية كبيرة، بالإضافة إلى الكثير من المهارات التي تُنمي قدرة الذكاء العاطفي لدى هؤلاء الأشخاص. ودائمًا ما نجد أن أغلب المُديرين والأشخاص المُؤثرين في المُجتمع لديهم قدرة عالية جدًا على إدارة مشاعرهم بصورة جيدة، لكي يُساعدهم هذا على التقدم والنجاح في جميع جوانب حياتهم. ولكن ما هو مفهوم الذكاء العاطفي؟ وما هي علامات افتقار الذكاء العاطفي؟ وهل الذكاء العاطفي مهم أم لا؟ كل هذه الأسئلة وأكثر تدور حاليًا في ذهنك، ولكن لا تقلق سوف نُجاوب معنًا على جميع هذه الأسئلة.

ما هو الذكاء العاطفي؟

الذكاء العاطفي هو مفهوم ظهر حديثًا في المُجتمعات العربية، وهو يتكون من مجموعة من القدرات والمهارات التي تجعلك تتحكم في المشاعر التي تصدر من خلالك للآخرين. وتُساعدك أيضًا في فهم وتقبل مشاعر الآخرين من حولك، بل وأيضًا تُساعدك على تحليل هذه المشاعر وفهم جميع أنواعها، لكي تكون قادرًا على التعامل معها بصورة حكيمة وجيدة. الذكاء العاطفي

علامات افتقار الذكاء العاطفي

يوجد الكثير من العلامات التي تدل على أنك تُعاني من افتقار في ذكائك العاطفي، ممّا يؤثر سلبًا على جميع جوانب حياتك، ومن أهم هذه العلامات هي:

أولًا: تجنبك الحديث عمّا تشعر به

إن كنت تتجنب التحدث عن مشاعرك بصراحة خوفًا من الأشخاص من حولك، أو خوفًا من نظرة العطف التي سوف تحصل عليها منهم، فأنت هنا تُعاني من افتقار في الذكاء العاطفي. ولذلك لأنك لا تبوح بمشاعرك بصدق ودائمًا ما تميل إلى تحريف هذه المشاعر، أو قول ما تشعر به بطريقة مُبهمة وغير واضحة. لا بأس في أن تبوح بمشاعرك بصدق، فقولك “أنا قلق قليلًا” أو “أنا حزين” أو “أنا أشعر بالإحباط” لا يُقلق من مكانتك أمام نفسك أو أمام الآخرين، بل العكس تمامًا لأنه سوف يُساعدك ذلك على الشعور بالراحة النفسية.

ثانيًا: لومك لنفسك دائمًا على ما تشعر به

دائمًا ما يُعاني الناس ذوي الذكاء العاطفي المُتدني من إحساس اللوم الدائم على ما يشعرون به من مشاعر مُختلفة. وذلك بسبب نشأتهم أو شخصيتهم التي زرعت في عقولهم فكرة، أو مُعتقد أن ما تشعر به هو سببٌ صادر من أفعالك فقط، وهذا المُعتقد غير صحيح. فالشعور بالحزن والقلق وغيرها الكثير من المشاعر غالبًا ما يتم اكتسابها، بسبب الأشياء المُحيطة بنا حتى وإن كانت هذه المشاعر نابعة من داخلنا فلا يصح أن نخاف من لون الناس لنا على هذه المشاعر. ولا يصح أيضًا أن نلوم نفسنا على هذه المشاعر خوفًا من آراء الآخرين فينا وخوفًا من انتقاد الناس لنا.

ثالثًا: محاولة سيطرتك على عواطفك

يرى الكثير من الأشخاص الناجحين والذين يتحلون بقدرًا عالي من الذكاء العاطفي، أن مُحاولة السيطرة على المشاعر وتحجيم قُدراتها، قد يؤثر سلبًا على الشخص الذي يفعل ذلك. حيثُ أن مُحاولة سيطرتك على شعورك بالغضب، وكتم ذلك الغضب النابع من الكثير من المواقف التي تتعرض لها يوميًا، قد يؤدي إلى الانفجار في لحظة لا تستدعي كل ذلك الغضب. لذلك يجب عليك تفريغ كل مشاعرك دومًا، والبحث عن طرق لحلها وتفريغها بالطريقة الصحيحة، لأن عدم تفريغ هذه الطاقة والتعامل معها بطريقة ذكية وصحيحة، قد يُحولك إلى قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت.

رابعًا: السير وراء العواطف بدون تفكير

سيرك وراء عواطفك دائمًا بدون تفكير هو أحد أسباب افتقارك للذكاء العاطفي، وذلك لأن اتباعك لمشاعرك وحدها قد يؤدي بك إلى الوقوع في الكثير من المشاكل. لذلك يجب عليك أن تستخدم عقلك أيضًا مع مشاعرك في تحديد جميع قراراتك، لأن دائمًا ما تكون القرارات النابعة من المشاعر فقط خاطئة، بل وأحيانا قد تؤدي إلى حدوث بعض الكوارث. هذه بعض العلامات التي تدل على أنك تعاني من افتقار في الذكاء العاطفي ولكن هذه ليست العلامات الوحيدة، بل يوجد الكثير من العلامات ولكن هذه الأهم من بينها.

أهمية الذكاء العاطفي

تقع أهمية الذكاء العاطفي في الكثير من الأمور والنقاط المُهمة التي يجب عليك معرفتُها وإدراكها، لكي تعمل على تنمية هذه المهارات بداخلك، والاستفادة منها في جميع جوانب حياتك، وهذه أهم النقاط:

أولًا: الوعي العاطفي

عند اكتسابك تلك المهارة تُصبح على دراية واسعة بجميع مشاعرك، وتستطيع فهم كل هذه المشاعر والتعامل معها بالشكل الصحيح.

ثانيًا: التحكم بالمشاعر

يُساعدك الذكاء العاطفي على التحكم بمشاعرك بصورة كبيرة، بل وتوظيفها بطريقة صحيحة أيضًا، لكي تُساعدك في جميع جوانب حياتك.

ثالثًا: الشعور بالآخرين

يُساعدك الشعور بالآخرين على بناء علاقات قوية مع الكثير من الأشخاص من حولك، بل وتصبح ذا أهمية عالية بالنسبة لهم.

رابعًا: تطوير المهارات الاجتماعية

يُساعدك الذكاء العاطفي على تطوير جميع مهاراتك الحياتية واستخدامُها بالشكل الصحيح الذي يخدُمك، ولكي تستطيع التعامل مع كل أنواع الأشخاص من حولك بطريقة جيدة.

خامسًا: تعزيز مهارات القيادة والعمل الجماعي

يُساعدك الذكاء العاطفي على تعزز مهارات القيادة لديك، حيثُ يُساعدك هذا على التميز في محيط عملك، ويُساعدك أيضًا على الحصول على أعلى المناصب القيادية في عملك.

سادسًا: التمتع بصحة نفسية وجسدية جيدة

زيادة نسبة الذكاء العاطفي لديك تُساعدك على الحصول على صحة نفسية وجسدية جيدة، بالإضافة إلى تجنبك الكثير من الأمراض.

سابعًا: التأقلم مع المتغيرات 

يُساعدك الذكاء العاطفي في التعامل بالشكل الصحيح مع كل المُتغيرات والمشاكل التي تحدث دومًا في حياتك، ويُساعدك أيضًا في التعامل مع تلك المشاكل بطريقة ذكية وصحيحة.

خصائص الذكاء العاطفي

يتكون الذكاء العاطفي من العديد من الخصائص والعناصر المُهمة، ومن أهمها:
  1. الوعي بالذات.
  2. التنظيم الذاتي.
  3. التحفيز والحماس المُستمر.
  4. التعاطف مع الآخرين.
  5. المهارات الاجتماعية.
خصائص الذكاء العاطفي

الفرق بين الذكاء العاطفي والذكاء العقلي

يكمُن الفرق بين الذكاء العاطفي والذكاء العقلي في أن الذكاء العاطفي مُرتبط بالمشاعر بشكل مُباشر، وهو عبارة عن مجموعة من المهارات والأساليب التي يُجيدها بعض الأشخاص في حياتهم. والتي تُساعدهم على فهم مشاعرهم ومشاعر الأشخاص المُحيطة بهم، لكي يتعاملوا معها بصورة جيدة وحكيمة. أما الذكاء العقلي فهوة مُرطبة بالسلوك العقلي بطريقة مُباشرة، ويبعد تمامًا عن الجانب المُتعلق بالمشاعر، فالذكاء العقلي يُستخدم في جميع الأمور الحياتية، منها الأمور البسيطة ومنها المعقدة والأكاديمية.

طريقة تنمية الذكاء العاطفي

يوجد الكثير من طرق تنمية الذكاء العاطفي التي يستخدمُها الكثير من الأشخاص الناجحين في حياتهم مثل:
  1. تكلم لغة العواطف بطلاقة.
  2. أفصل بين عملية التحفيز وعملية الاستجابة.
  3. مارس التفكير الواعي.
  4. تعلم كيفية التعبير عن استجابتك للعواطف.
  5. تعاطف مع ذاتك ومع الآخرين.
  6. اعمل على تنمية وزيادة قدراتك الاجتماعية.
  7. تعلم إدارة ضغوطاتك وانفعالاتك بطريقة صحيحة.
  8. عبر دائمًا عن نفسك وعن مشاعرك بكل صراحة.
Facebook
Twitter
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *