يبحث العديد من الأشخاص عن مفهوم السعادة وطرق الوصول لها والفرق بينها وبين الحزن، وذلك لرغبتهم في الوصول إلى الشعور بالسعادة الداخلي وليس شعور الانبساط.

لذا أقدم لكم اليوم في هذا المقال عبر دروس اونلاين أفضل مفهوم السعادة وطرق الوصول لها لتصبح أكثر سعادة، وسوف اوضح الفرق بينها وبين الحزن حتى تتغلب عليه وتصل إلى درجة السعادة التي تُريدها.

لكن قبل الدخول في الحديث دعني اسألك سؤال لماذا أنت حزين معظم الوقت؟

هذا السؤال من الضروري أن تجد له جواب قبل معرفة أفضل الطرق التي تُساعدك أن تصبح أكثر سعادة، لأن معرفة السبب الذي يجعلك تعيس يُسهل عليك التخلص من هذا الطريق والوصول إلى السعادة من طريق آخر.

مفهوم السعادة وطرق الوصول لها والفرق بينها وبين الحزن

مفهوم السعادة:

إن مفهوم السعادة مصطلح معقد ومُتغير من شخص لأخر، ويعتقد بعض الأشخاص بأن السعادة تنبع من التجمع العائلي والتواجد بين الأهل، وبالنسبة لأشخاص آخرين هي الأكل أو الفلوس أو الخروج أو السفر، وأوقات كثيرة يعتقد البعض بأنها مزيج من جميع هذه الأشياء، لكن في النهاية ليس هذا مفهوم السعادة.

لأن هؤلاء الأشخاص لديهم خلط بين مفهوم السعادة ومفهوم الانبساط، فإن نظرنا إلى (الأكل، الفلوس، الخروج، السفر، العائلة، الشغل…إلخ) سوف تجد أن جميعهم وسائل انبساط، وإنها مجرد مؤثر خارجي مرتبط بالحواس مثل (اللمس، التذوق، النظر، السمع).

لكن بمجرد زوال المؤثر الخارجي يزول الأثر ويزول الاستمتاع، لكن هذا الفرق لم ندركه جميعًا، فنجد من يفهم أن هذه الوسائل والمؤثرات هي السعادة وعندما يختفي أثرها يبحث عن شيء آخر يفعله ليشعر بالانبساط مرة أخرى.

وبالتالي يستمر في دائرة مغلقة بين الوسيلة والتكييف الناتج عنها، وهكذا كلما اختفى شعور الانبساط يبحث عن شيء جديد ليشعر به ثانيًا.

لكن في المقابل نجد أن مفهوم السعادة هي مجرد شيء داخلي مرتبط بالحالة الذهنية والروحية للإنسان، وهي مختلفة عن الحالة المادية الخاصة بالاستمتاع.

لأن السعادة تنبع من السكينة وراحة البال الناتجة من تحكُمك في الأفكار الداخلية في تفكيرك (عقلك)، فهي حالة طويلة الأمد، مُرتبطة بشكل أكبر بالعطاء وليس بالأخذ، على عكس الاستمتاع الذي يعتمد على الأخذ والاستهلاك للشعور بالانبساط.

وارتباط السعادة بالعطاء ليس عند شخص واحد بل عند النسبة الأكبر ممن يدرك مفهوم السعادة، على سبيل المثال عندما تقوم بإعطاء الصدقة أو مساعدة شخص محتاج تشعر بعدها بارتياح داخلي أو شعور مميز جداً داخليًا لم تشعر به في أي فعل آخر، ذلك بالرغم إنك ماديًا أنت أعطيت الجزء المهم (المال) ولم تستفيد أنت بهذا الجزء (المال).

تصفح أيضًا: لماذا يفشل اغلب الناس، وأنت أيضا

الفرق بين السعادة والانبساط 

نجد أن الفرق بين السعادة والانبساط كمثل الفرق بين الشعور عند الإعطاء والشعور عند القيام بفعل للانبساط مثل (تناول قطعة شكولاتة) ⬅️اختلاف في هرمونات السعادة الداخلية:

فعندما تُساعد شخص أو تقوم بالعطاء لشيء ما ستشعر بالفرحة أو الارتياح الداخلي وذلك نتيجة فرز هرمون السيروتونين الـ Serotonin.

لكن عندما تقوم بتناول قطعة شكولاتة سوف تشعر بالانبساط وذلك بسبب كونها مؤثر خارجي على حاسة التذوق، بالإضافة إلى فرز هرمون الدوبامين الـ Dopamine.

وإذا كُنت ترغب في معرفة طرق زيادة هرمونات السعادة في الجسم يمكنك رؤية الفيديو التالي:

ولكي تصل إلى السعادة الداخلية وتسأل كيف تُصبح سعيد؟ عليك أولاً معرفة الشيء الذي يجعلك حزين.

ما الذي يجعلك حزين؟

نجد أن ما يجعل الإنسان حزين هو شيء من اثنان:

  1. شيء خارج عن الإرادة:

مثل (الفقد، وفاة شخص عزيز عليك، الخسارة، الفراق).

جميعها أشياء خارجة عن إرادتك.

  1. شيء داخلي لا يعرف أو يتحكم به غيرك:

مثل (التفكير، الندم، القلق، الخوف).

جميعها أشياء بقرارك أنت وحدك.

وإذا سألتك أيهما أكثر ضرراً على نفسك الشيء الداخلي أم الشيء الخارج عن إرادتك ما جوابك؟

عندما سألنا هذا السؤال في فيديو لماذا أنت حزين معظم الوقت؟ كانت النسبة الأكبر إن الشيء الداخلي هو الأكثر خطراً على الإنسان، وهذا صحيح لأن:

الظروف الخارجية التي تُسببلك حزن وتعاسة هي مقابل للأشياء التي تجعلك تشعر بالاستمتاع والانبساط التي قُمنا بذكرها مُسبقًا.

لكن الغريب في هذا الشيء (الظروف الخارجية) إن بالرغم شدتها وقسوتها إلا إنها قصيرة العمر، وإن طالت يكون بسبب التفكير الكثير بها الذي يؤدي بصاحبه إلى اتجاه من أثنين.

  1. التماسك والتعامل الجيد مع المواقف واستمرار حياتهم بالشكل المُعتاد.
  2. الانهيار وعدم القدرة على التعامل وتوقف حياته عند هذه النقطة.

لكن ما الشيء الذي يجذب الشخص للذهاب في أحد الطريقين؟

الشيء الوحيد الذي يجعل الشخص إما أن ينهار وتقف حياته أو يتماسك ويستمر هو:

 المُعتقد والإيمان وإدراك حقيقة الأشياء، ويوجد دلائل من القرآن الكريم على هذا الموضوع.

بسم الله الرحمن الرحيم

“يَا قَوْمِ إِنَّمَا هِذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وإِنَّ الْآخِرَةَ هِىَ دَارُ الْقَرَارِ” سورة غافر.

“وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ” سورة الحجر.

صدق الله العظيم

هذه هي الدنيا، دار الاختبار، دار المكابدة، دار الابتلاء، نعيش بها لكن يجب أن يكون لدينا إدراك حقيقتها وهي مؤقتة مهما طالت سوف تنتقل في النهاية لدار البقاء.

فعندما تُدرك حقيقة الدنيا تَهون عليك الشدائد، وتستطيع تخطي كل شيء صعب وفقد وخسارة وتتعامل معها بشكل أفضل.

فلكل شيء نهاية، وكل مُر سَيمُر.

وهنا يَكون الفارق بين شخص وآخر في تقبل المصائب والشدائد هو المُعتقد والإيمان.

تصفح أيضًا: أهم درس في حياتي مؤثر من دروس الحياة التي لا تقدمها المدرسة

كيف تصبح أكثر سعادة؟

السعادة هي قرار واختيار “Happiness is a Choice”.

كل شخص منا يستطيع اختيار حالته سعيد أم تعيس، وهذا ما يَجهله العديد من الأشخاص، ولتسهيل هذا المفهوم هعطيك تشبيه بسيط إن السعادة اختيار، على سبيل المثال:

كل شخص منا الآن يعرف جهاز الكمبيوتر ولديه واحد بالفعل، ويوجد جزئين مُهمين في الجهاز وهم (الرامات Ram، مساحة التخزين الـ Storage) 

مساحة التخزين الـ Storage تضم جميع البرامج وجميع المعلومات بمختلف أنواعها، لكن الرامات Ram هي الجزء المسؤول عن تشغيل الشيء الذي تختاره من وحدة التخزين في الجهاز.

هكذا كل شخص يمتلك بداخله ذاكرة وهي مُشابهة لـ مساحة التخزين الـ Storage، ونجد أن الذاكرة تضم الذكريات، لحظات الفرح، لحظات الحزن، المواقف حلوة أو سيئة أو الفخر أو الغدر.

وأيضًا كل شخص عنده شيء شبيه بـ الرامات Ram وهو الإشارات الداخلية التي يتم توجيهها حتى تشغل مساحة تفكيرنا ووعينا بشيء محدد، لأن الشخص إن أراد السعادة يختار اللحظات المفرحة والسعيدة من ذكرياته، لأن عقلنا وذكرياتنا فيها خليط بين كل اللحظات المختلفة.

كما يمكنك معرفة الإجابة بالتفصيل من خلال الفيديو التالي:

ولتوضيح إجابة كيف تصبح أكثر سعادة؟

إن السعادة تأتي من خلال التحكم في الأشياء واللحظات والأفكار التي تشغل تفكيرك الحالي، لأن الشخص هو من يختار ما يشغل تفكيره، ويتفادى كونه رد فعل أو مفكر لاختيار شخص آخر وهو:

  1. (اللاوعي) لأن في حالة عدم الإدراك والاستسلام يصبح الامر سهل على اللاوعي إنه يُميل ذهنك إلى الأشياء السلبية المتواجدة في ذاكرتك، لأنها باختصار تستثيره أكثر.
  2. (السوشيال ميديا) لأنك في حالة التصفح على السوشيال ميديا مع عدم التركيز وفي جلسة خاصة مع نفسك لمشاهدة التايم لاين بدون أي وعي أو تركيز، هذا يؤثر عليك بالسلب ويجعلك أكثر حزنًا.

تصفح أيضًا: كيف تزيد من سعادتك؟

التمرين على اختيار السعادة:

  1. تخطي أي فكرة حزينة تأتي في بالك.
  2. أسأل نفسك بعد تخطي الفكرة (ليه الحزن في بالك دلوقتي؟).
  3. حاول خلق المونولوج الداخلي مع نفسك في نقاش الأمور المختارة للتفكير، أو تكلم مع نفسك بصوت عالي.
  4. خد القرار وانت بتعمل جميع الخطوات إنك مُفضل السعادة لنفسك لأنك شخص يستحق السعادة.
  5. تكرير الخطوات والعَمد على التفكر في الأمور السعيدة، يخلق بداخلك هالة للسعادة.
  6. التحكم الدائم بالفكرة التي سوف تستغل عقلك في التفكير الحالي.
  7. عيش كل لحظة بكامل حواسك واستمتع بها.
  8. اندمج في أي فعل تقوم به.
  9. لا تشغل بالك بالماضي والمستقبل، فقط استمتع بالحاضر.

بذلك اكون انتهيت من مقالي عن مفهوم السعادة موضحة الفرق بين السعادة والانبساط، والطريقة التي يمكنك من خلالها أن تصبح أكثر سعادة وأفضل تمرين على اختيار السعادة أيضًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *