نعرض في هذا المقال لكتاب من أهم كتب إدارة العلاقات وتكوينها ؛ سواءٌ كانت علاقاتٍ أُسْريَّةٍ أو مهنية أو علاقة صداقة، وهو كتاب HOW TO WIN FRIENDS & INFLUNCE PEOPLE – كيف تكسب الأصدقاء وتوثر في الناس لصاحبه ديل كارنيجي.
وسنعرض الكتاب من خلال خمسة محاور:
- فكرة الكتاب.
- من المعني بالكتاب؟
- تقييم الكتاب.
- النقاط المهمة.
- تجربتي الشخصية مع الكتاب.
1-فكرة الكتاب:
يقرر الكتاب فكرة أن حياتنا مليئة بالعلاقات شئنا أم أبينا، وهذه العلاقات نكتسبها وقد نكون طرفا فاعلًا مؤثرا فيها، فمع هذه العلاقات ينبغي لنا أن نُحصِّل الأدوات اللازمة لإدارة تلك العلاقات وفهمها وتحقيق الفاعلية الإيجابية فيها.
يرشدنا الكتاب إلى مداخل البشر المختلفة التي يحتاجها أيٌ منا في حياته، وكثيرا ما يعرض الكتاب أفكاره من خلال قصص حقيقية مسلية تُعَدُّ تطبيقا عمليًّا للمبادئ التي يرسيها الكتاب.
وهذا يدفعنا للإجابة عن سؤال:
2-من المعني بالكتاب؟
إذا كنت تعاني من قلة التواصل الاجتماعي والانطوائية، أو كنت اجتماعيا لكن لا تُحسن أن تكون كذلك بالطريقة الصحيحة، فهذا الكتاب يعنيك!
وكذلك إن كنت تجد صعوبة في إدارة علاقات العمل سواءٌ كنت رئيسا أو موظفا، أو كنتَ زوجا أو صديقا أو ابنا أو أبا فانت ممن يعنيهم هذا الكتاب، أي لا بد للجميع ان يقرأ هذا الكتاب، فحتما سيلاحظ أثر تطبيق ما فيه في مختلف علاقاته.
3-تقييم الكتاب:
حصل الكتاب على موقع amazonbooks على تقييم مرتفع، إذ حصل على 4.7 /5 من قرابة 54 ألف قارئ.
يتوفر الكتاب على kindle بسعر 30 سنتا فقط، فلا تفوت تلك الفرصة.
4-النقاط المهمة:
- لا تزال الحكمة والأساليب في هذا الكتاب ومُنذُ ألِّفَ منذُ ما يفوق الثمانين سنة .. لا تزال ذات نفع وفاعلية كبيرة؛ وذلك لأن الناس هم هم وإن تغيّر زمانهم.
- قد تجد معظمَ ما في الكتاب من أساليب ووسائل بدهيًّا، لكنك في الغالب لا تلحظ هذا، وهنا يأتي دور الكتاب في الإشارة إليها وإرشادك إلى أنسب الطرق لتطبيق ما في الكتاب.
- يشير الكتاب إلى فكرة مهمة؛ وهي أن ما يجعل الآخر مهتما بحديثك هو حديثُك عما يهتم به هو لا ما تهتم به أنت، فربما لا تمثل اهتماماتك للآخر شيئا. لذا إن أردت أن تسترعي اهتمام الآخرين فابحث عمّا يهتمون به ليكون فاتحة حديثك معه.
- يرشد الكتاب إلى طريقة بسيطة للمربين أو رؤساء العمل أو من كان في مقامهم لتوجيه الأوامر؛ وهي أن تجعل ذلك الأمر أو التوجيه فكرته؛ وذلك بمشاورته في الأمر، فبذلك يكون مشتركا في الأمر ومتحمسا لتنفيذه حدَّ الإبداع فيه.
وربما لا ننتبه إلى هذا المبدأ في تراثنا وديننا ونظن أن الغربيين أول من سبقوا إلى مثل هذه المبادئ، فقد أرسى -النبي صلى الله عليه وسلم- ذلك المبدأ -مبدأ الشورى- منذ عشرات القرون مع أصحابه –رضوان الله عليهم- في كثير من الأمور، وأنزل الله -عز وجل- في كتابه: “…فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر…”.
- ويوضح النقطة السابقة مثالٌ نحكيه:
تنافست الشمس والريح على نزع معطف رجل، فأخذت الريح تشتد لتنزع عنه معطفه، فما كان من الرجل إلا أن ازداد تمسكا بمعطفه ليحيمه من الريح، وأخذت الشمس دورها فجعلت تزداد دفئًا حتى شعر الرجل بالحرارة حتى نزع معطفه!
فهجومك وإلقاء الأوامر الصريحة على من أمامك قد يكون له نتيجة عكسية؛ فقد يزداد تمسكا برأيه، أما إن مهّدت له الامر وتلطّفتَ فيه فقد يبادر من تلقاء نفسه لتنفيذه.
5-تجربتي الشخصية مع الكتاب:
إن كنت شخصا منطقيا يميل إلى التفكير الرياضي فسيضيف إليك هذا الكتاب –بإذن الله- كثيرا عن البشر؛ فقد علمني أن عمومَ البشر ذوو طبيعة عاطفية، ويميلون لتصديق كل ما هو عاطفي، أما المنطق عندهم فيأتي تبعا للعاطفة.
كما عزز عندي من أهمية شكر الناس على معروفهم، وقد وجدت أثرا مذهلا من كلمة شكر قلتها لأحدهم، وإظهاري لامتناني على أيّ شيء قدمه إليّ مهما كان صغيرا، وقد ربط ديننا الحنيف شكر الناس وعرفان الفضل بشكر الله؛ فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: “لا يشكر الله من لا يشكر الناس”.