غالباً يعتقد عديد من الاشخاص أن الكمال هو أساس اعتدال وزيادة الإنتاج، لكن هذا خطأ، لأن السعي نحو الكمال في بعض الأحيان يؤدي إلى الدمار وقلة الإنتاج.
ولكي لا يقع هؤلاء الأشخاص في فخ السعي وراء الكمال وارتكاب الأخطاء، سوف أقوم بتوضيح المفهوم الاساسي للكمال ولماذا الكمالية عدو الإنتاجية عبر مقالنا التالي في موقعنا دروس أونلاين.
ما هو الكمال في علم النفس؟
ذُكر في علم النفس أن الكمال هو سمة شخصية تمتاز بكفاح الفرد حتى يبلُغ الكمال في فعل الأشياء، بالإضافة إلى وضع معايير مرتفعة جدًا للأداء من جميع الاتجاهات والجوانب سواء سلبية أو إيجابية.
هل يوجد شخص كمالي من وجهة نظر علم النفس؟
نعم، فالشخص الكمالي أو المثالي هو الذي لديه هوس الكمال في جميع الأشياء كـ النجاح والإنجاز والتفوق في أداء جميع المهام بدقة عالية ترهق بها نفسك وترهق العاملين معك (إذا كنت تعمل في فريق).
الشخص المهووس في علم النفس يُصنف من الأشخاص المضطربين نفسياً، كما يُسمى فيه بالشخص الكمالي أو المثالي، وهذا الشخص المُصاب بـ هوس الكمال يضع لنفسه حدود ومعايير لتحقيق وإنجاز الأهداف بأي ثمن..
ويكون دائمًا في نظره أن ما يفعله أقل مما يستحق وتعتقد أنه ليس بالقدر الكافي مهما كان الجهد المبذول فيه، كل هذا الجهد المبذول من قِبل هؤلاء الأشخاص يكون بِناءً على اعتقادهم أن الكمالية أو المثالية شيء صحيح وهادف.
لكن هذا خطأ لأن السعي نحو الكمال يجعل الشخص دائمًا في حالة من عدم الرضا؛ بسبب سعيهم الدائم وراء الكمال (الشيء الذي لن يصلوا له أبداً).
تصفح أيضًا: فوائد تدوين اليوميات الـ 10 في إعداد العظماء – أكتشفهم الآن
ما هي أعراض الكمالية؟
لقد تواجد أعراض عديدة تدل على الإصابة بالكمالية، هذا الأمر الذي يُدمر النفسية ويسبب المشاكل الداخلية والاضطرابات النفسية.
- التباهي الدائم بأنك شخص مدقق ولم ترضى بأي شيء.
- بذل الجهد المُضاعف في أي شيء تقوم به حتى تشعر بالرضا، لكنك لم تشعر به.
- الشعور بحب السيطرة على جميع الأشياء.
- نقد الذات أو جلد النفس بصفة مُستمر إنها لم تفعل المطلوب، على الرغم من أنك قائم بالمطلوب وأكثر.
- عدم تَقبل الأخطاء والسعي دائماً لإثبات أنك الأفضل وأنك لم ترتكب خطأ.
تجارب مع الكمالية أو البريفكشنزم
يوجد كثير من التجارب مع الكمالية أو البريفكشنزم، ومن أشهرها تجربة احمد أبو زيد التي أنقلها لكم الآن:
كان احمد أبو زيد من الأشخاص المُصابون بـ الكمالية أو البريفكشنزم لكنه استطاع ان يتخلص منها عندما اخذ قرار بعلاج نفسه.
لكن لماذا هل هي مرض؟
نعم، إن الكمالية أو البريفكشنزم مرض، فعندما نجد أشخاص يتباهون بالكمال والسعي ورائه دائماً وإنهم لا يرضون بأي شيء، فهنا يجب عليك أن تعرف أنه مريض بـ البريفكشنزم.
تصفح أيضًا: ١٠ مبادئ أساسية أطبقهم في حياتي – أحمد أبو زيد
من هو الشخص الكمالي؟
عرف أحمد أبو زيد (الشخص الكمالي) بأنه:
الشخص الذي يريد أن يكون كل شيء بلا شوائب أو أخطاء أو كسور وإن كانت بسيطة، أو في حيز المقبول، فهو شخص يريد التحكم في كل شيء بالكامل.
ولا يوجد نسبة محددة لإصابة هؤلاء الأشخاص ممكن يكون 100% أو 50% أو 20% فهذه النسبة تختلف من شخص لآخر، حسب تسويفه للشيء وهل يقبل بالجودة أم بالكمية وهذا ما سوف أجيبكم عنه من خلال الفقرة القادمة عن الوصول للجودة من خلال الكمية.
الوصول للجودة من خلال الكمية
من أشهر القصص التي تتحدث عن الجودة أم الكمية، قصة التصوير التي ذكرت في كتاب (Atomic Habits) حينما قام دكتور جامعي في فن التصوير الفوتوغرافي في إحدى جامعات أمريكا بتقسيم طلابه إلى مجموعتين (الأولى للكمية، الثانية للجودة).
مجموعة الكمية طُلب منهم تصوير عدد مُعين من الصور بغض النظر عن الجودة، بينما طُلب من مجموعة الجودة صورة واحدة فقط لكن بجودة عالية.
وفي نهاية الفصل الدراسي كان أغلب الصور المميزة هي من مجموعة الجودة وليس مجموعة الكمية.
ولكن صورة واحدة لكل شخص، على عكس الأشخاص في مجموعة الكمية كل فرد كان بيحاول يوجد الصورة الأفضل ووقت الفرز وجد أكثر من صورة مميزة.
بالتالي الشخص الكمالي اندمج وخرج صورة وحدة فقط، بينما الشخص الآخر أنتج أكثر من صورة ليس جميعهم أفضل شيء ولكن بينهم نسبة صور بجودة عالية.
والمُستفاد من هذه القصة مثل ما عبر (أحمد أبو زيد: الوصول للجودة من خلال الكمية هو الأفضل).
تصفح أيضًا: أغرب التناقضات في حياتنا
ما هي مواصفات الشخص الكمالي؟
مواصفات الشخص الكمالي أو البريفكشنست هي:
- الكل أو لا شيء، هو لا يقبل بأقل من 100% وهو مبدأ غير عملي على الإطلاق.
- ناقد وقاسي على نفسه، ودائمًا مراجع على أي مهام سواء تخصه أو لا بغرض الرغبة في حصوله على 100% في كل شيء.
- وضع معايير غير طبيعية للأهداف الخاصة به.
- التركيز فقط على النتائج النهائية، فهو شخص غير مقتنع بأن السعادة تكمن في الرحلة وليس الوصول.
- الغضب والاكتئاب إذا لم يحقق هدفه، فهو لم يقبل الفشل بأي صورة نهائية، رغم أن احتضان الفشل وتقبل إن الفشل هو جزء من رحلة التعلم حتى تستطيع تحقيق الهدف.
- التسويف والاندماج مع الفكر لدرجة زائدة حتى يصل للأفضل، وهذه النقطة هي وقود الاكتئاب.
- تقديره لنفسه منخفض بشدة، ولم يرضي عن أي مهام يقوم بها.
- الدفاعية وعدم تقبل النقد البناء.
شاهد الآن: أداة واحدة هتنظم حياتك
لماذا الكمالية عدو الإنتاجية؟
قال أحمد أبو زيد أن الكمالية أو التسويف لم تجعلك تصل للشيء بشكل سريع؛ لأنك ترغب في السيطرة على كل شيء بذاتك وترغب في فعل كل شيء بنفسك دون تدخل أي شخص وذلك يأخذ من وقتك كثيراً.
لكن إذا كُنت مهتم بدورك أنت فقط وكل خطوة فيما يَحدث حولك تجعل صانعها فقط من يقوم بها، سوف يتواجد لديك الوقت للتعلم وتطوير الذات، القراءة، سوف تشعر أنك تؤدي المطلوب منك بشكل أكبر وأفضل لأنك أصبحت متفرغ فقط لهذه النقطة.
هذا بالإضافة إلى:
السعي للكمالية هو شيء مكلف للغاية ولكن لماذا؟
لأن أي فعل تقوم بعمل لكي تبدأ من الـ 0% وتصل حتى الـ 100% سوف تحتاج إلى وقت ومجهود وطاقة بأضعاف، بالإضافة إن الحاجة لأدوات الإنتاج مكلفة أيضًا.
كما تم تفسير الجواب بالكامل من خلال الفيديو، ارجو مشاهدته ورؤية لماذا الكمالية عدو الإنتاجية؟ بالتفصيل:
كيف تتخطي الكمالية أو تتخلص منها؟
في خطوات تُساعد الشخص الكمالي على تخطي الكمالية والتسويف، وهذه الخطوات كالتالي:
- التنازل عن مبدأ (إنك تعمل كل حاجة بنفسك وبيديك).
- الاقتناع بعدم تواجد شخص برفكت في كل المجالات.
- وضع الديدلاين لأي مهام.
- البدء بالخطوة الأولى مهما كانت فكرتك.
- لا تقارن نفسك بأحد، قارن نفسك بنفسك.
- الاقتناع بجملة (انت مش سابق حد ولا متأخر عن حد).
هذه الخطوات تُساعدك على التخلص من هذا المرض “الكمالية أو التسويف” الذي يُعطلك عن الإنتاج.
بذلك نكون انتهينا من مقالنا عن تفسير الكمالية عدو الإنتاجية وعلى جميع التفاصيل المُتعلقة بها ووضحنا لكم كيفية التخلص منها بخطوات بسيطة، ولا تنسوا متابعة قناة دروس أونلاين على اليوتيوب ومشاهدة كل جديد.