هل حاولت معرفة الجواب لماذا لا نلتزم بالجدول من قبل وفشلت؟ هل جربت عدة طرق لـ عمل الجدول اليومي يُساعدك في تنظيم وقتك ولم تنجح؟ إذا كانت إجابتك بـ (نعم) فمرحباً بك في هذه المقالة عبر دروس أونلاين التي ستساعدك في الالتزام بجدول يومي بدون تسويف.
ما هو الجدول اليومي؟
الجدول اليومي هو وسيلة للتخطيط المنهجي لأحداث يومك، ويعمل بمثابة التذكير بالمهام التي تحتاج إلى إتمامها خلال اليوم.
كما يمكن لجميع الأشخاص استخدامه بشكل احترافي لتنظيم الاجتماعات والمشاريع والمهام المتعلقة بالعمل أو لتتبع التزاماتك الشخصية مثل لقاء الأصدقاء أو المناسبات العائلية.
يمكنك أيضًا اختيار إنشاء جدول يرسم روتينك اليومي، من وجباتك إلى نظام التمرين، فبغض النظر عن مدى احتياجاتك الكثيرة، يمكنك تنسيق جدول يناسب هذه الاحتياجات المختلفة.
لكن عليك وأنت تُخطط أن تتذكر دائماً أن “من السهل أن يكون التخطيط مثالياً، ولكن من المستحيل أن يكون التنفيذ مثالياً”
خطوات عمل جدول يومي لتنظيم الوقت
إذا كنت ترغب في إنشاء جدول يومي مُثمر يُلبي احتياجاتك الخاصة، فاتبع الخطوات التالية:
-
لا تكتب كل شيء
ابدأ بكتابة كل مهمة سواء كانت شخصية أو مهنية، تُريد إنجازها خلال الأسبوع، تذكر وأنت تكتب عدم تضمين المهام التي تقوم بها بشكل تلقائي ولا تأخذ الكثير من الوقت، مثل إتمام المهام العملية جميعها في العمل والمهما المؤجلة، والمهام اليومية المنزلية مثل إعداد الإفطار أو غسل الأطباق.
-
تحديد الأولويات
حدد الأولويات اليومية لديك بدقة، ولا تعطي عملاً أكثر من حجمه الطبيعي، على سبيل المثال قم بتمييز احتياجات العمل اليومية، مثل الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو الرد على المكالمات الهاتفية، باللون الأزرق وإبراز الرغبات الشخصية، مثل قراءة كتاب أو الخروج لتناول القهوة مع صديق، باللون الأخضر، وهكذا لأم اختلاف الألوان يُعطيك ارتياح لتحقيق المهام واحدة تلو أخرى.
-
قم بعمل مخطط أسبوعي
قم بإنشاء مخطط أسبوعي، ثم ابدأ في ملئه بالاحتياجات الشخصية والعملية اليومية والأسبوعية، وبعدها حدد المكان المناسب لإكمال المهام التي تتكرر أسبوعيًا للحفاظ على مستوى متوسط لإتمام المهام بـ قدر الإمكان على سبيل المثال:
إذا كان لديك يوم الاثنين أربع مهام ذات أولوية فقط، ففكر في إضافة مهمة أسبوعية مثل الذهاب للسوبر ماركت لشراء الأدوات والمنتجات المنزلية التي تحتاجها بدلاً من القيام بذلك في أيام السبت عندما يكون لديك ست مهام ذات أولوية أكثر من هذه المهمة.
-
تحسين المهام الخاصة بك
راجع جدولك اليومي وحدد ما إذا كانت هناك مهام يمكنك توفير بعض الوقت منها، على سبيل المثال:
إذا كنت تذهب تقليديًا إلى السوبر ماركت لشراء الأدوات والمنتجات المنزلية التي تحتاجها بشكل يومي، ولكن يأخذ منك وقتاً يمكنك الاستفادة منه، ففكر في خدمة توصيل الطلبات إلى المنازل أو نقل المهمة إلى يوم آخر من أيام الأسبوع تكون متفرغاً فيه أكثر.
-
كن مرنًا وسهلاً في الجدول ولا تلوم نفسك وتضغطها بضرورة التنفيذ
جرب جدولك الزمني لمدة أسبوع أو أسبوعين واضبطه حسب الحاجة، فقد يستغرق إنشاء جدول يومي يلبي احتياجاتك الشخصية والمهنية بضعة أسابيع، لذا كن صبورًا، وتذكر السماح ببعض المرونة كل يوم، حيث ستظهر أمامك مهام واحداث غير متوقعة تجعل يومك لم يسير وفقاً لهذا الجدول 100%.
تصفح أيضًا: كيفية استغلال الوقت وكسب عادات جديدة
ما هي أهمية الجدول اليومي؟
يساعدك الجدول اليومي في تحديد أولويات رغباتك واحتياجاتك بكل سهولة، ويوفر لك هيكلًا وخطة واقعية للوصول إلى هدفك اليومي، تشمل مزايا الجدول اليومي ما يلي:
- جدولة الوقت لتلبية جميع الأهداف اليومية.
- زيادة الإنتاجية.
- الحد من التسويف.
- تكوين عادات صحية.
- التمتع بـ توازن جيد بين العمل والترفيه.
- يساعدك على تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من وقتك في كل من العمل والمنزل.
تصفح أيضًا: طرق تطوير الذات
لماذا لا نلتزم بالجدول اليومي؟
هل سألت نفسك من قبل لماذا لا نلتزم بالجدول اليومي؟ سواء كان جدولاً للمذاكرة او جدولاً للتخطيط اليومي؟ بكل تأكيد أنك قد سألت نفسك هذا السؤال من قبل، وعلى الأغلب أنك لا تملك الإجابة لذلك، فدائماً ما يصيبك الاحباط بعد فشل الجدول، وقد لا تفكر في أن تبدأ من جديد.
لكننا سنجاوب عليك الآن من خلال تجارب أحمد أبو زيد مع الجدول اليومي وكيف نلتزم به، كما سنجاوب على لماذا لا نلتزم بالجدول اليومي بالتفصيل الآن:
إجابة (لماذا لا نلتزم بالجدول اليومي؟)
السبب باختصار يتلخص في مقولة “لا تعطي وعوداً وأنت سعيد“.
هذا يرجع أنه عندما تكون سعيداً فهذه ليست حالتك الطبيعية الاعتيادية، فترى في هذه الحالة أن كل شيء ممكن ويسهل تحقيقه وأنه يمكنك تحقيق كل ما تخطط به في هذه اللحظة.
لكن عندما تذهب لفراشك لتنام وتستيقظ في اليوم التالي تجد أن الحماس الذي كان لديك أثناء تحضيرك للجدول قد اختفى، فتجد أنك قد ألزمت نفسك بأعمال فوق طاقتك.
كما يقول أحمد أبو زيد أن الأهم من تقوم بعمل جدول، هو أن تسأل نفسك ما هو الوقت الذي أقوم فيه بعمل الجدول؟
وهذا للأسف عندما تكون متحمساً ومشحوناً بطاقة إيجابية وتمتلك طاقة عالية بداخلك لتغيير حياتك.
وفي هذه الحالة يقوم عقلك باستصغار كافة الأعمال أمامك، فيقنعك أنك تستطيع قراءة 20 صفحة يومياً، والتمرن 3 ساعات بدون تعب، ومذاكرة أكثر من 7 ساعات متواصلة.
لكن عند التطبيق فسرعان ما يتحول هذا الجدول دليلاً على فشلك، وعدم التزامك، فتقوم بـ تمزيق هذا الجدول في النهاية.
فأساس المشكلة أن الإنسان يبالغ في تقدير نفسه في المستقبل، فأنت تظن أنك في المستقبل ستكون أكثر ذكاءاً، ونشاطاً، وحماساً، واصراراً، وهذه غلطة كبيرة.
لذا عليك أن تعامل نفسك بالعكس تماماً وأنك ستكون أقل ذكاءاً وأقل نشاطاً عند قيامك بهذه الأعمال.
ويمكنك رؤية هذه الأسباب بشرح مُفصل أكبر من خلال الفيديو التالي:
ما هو الحل؟
“معرفة السبب هي نصف الحل” فما هو الحل؟ الحل ببساطة هو أن تنظم جدولك بحيث تضع في عين الاعتبار أنك لن تكون بأفضل حال وبكامل نشاطك عند قيامك به.
- بمعنى، عند تخطيطك لجدول مذاكرة وتظن أنك تستطيع مذاكرة 6 ساعات يومياً، فاجعلهم ساعة ونصف فقط، وإذا كنت تعتقد أنك تستطيع قراءة 20 صفحة بشكل يومي، فخطط لقراءة 5 صفحات فقط.
- هذا مبدأ مهم عند التخطيط قد سبق ذكره في كتاب “العادات الذرية”، وهي فكرة تجزئة الأعمال اليومية لأجزاء بسيطة يسهل القيام بها.
- الجميل عند تطبيقك لهذا المبدأ، وإنجاز القدر الصغير من الأعمال التي ألزمت نفسك به، ستشعر بنشوة الإنجاز والسعادة وستريد أن تنجز المزيد من الأعمال بل وسترغب في زيادة القدر المطلوب منك يومياً.
- هذا هو الجزء الأول من الحل وهو الأسهل، أما الجزء الثاني وهو الأصعب، هو الالتزام بالجدول إذا تعرضت لشئ طارئ، كضيف بدون موعد مسبق، او انقطاع الكهرباء او اي شئ عطلك عن الالتزام بالجدول.
- في هذه اللحظة فمعظمنا يلغي هذا اليوم من الجدول ويبدأ في اليوم التالي، وهذا شيء خاطئ، فالأصح هو أن تقوم بتعديل جدول هذا اليوم، قم بإزالة الأعمال غير الضرورية واستبدالها بأخرى، أخر بعض المهام، قم بإعادة ترتيب للأعمال في هذا اليوم.
- حيث لابد أن تتعامل مع جدولك بشكل إرشادي وليس إلزامي، وتتقبل فكرة التعديل فيه على مدار اليوم، وأن تكون مرناً تحت أي ظرف.
تصفح أيضًا: فن إدارة الوقت
لذا حاول أن تكون المهام يومياً محدودة ومركزة قدر الإمكان، وأفضل حل هو أن يكون لديك مهمة واحدة لتركز عليها أو أن يكونوا 3 مهام على أقصى تقدير، حيث أن المَهمة الواحدة تجعلك تركز قدر الإمكان وتنجزها في وقت قياسي وبدقة.
وهناك كتاب شهير يُسمى “The One Thing” وهو يسعى لإخبارك أن أفضل طريقة لإنجاز الأعمال هي أن تركز على عمل واحد فقط.
وفي النهاية تذكر هذه المقولة دوماً “من السهل أن يكون التخطيط مثالياً، ولكن من المستحيل أن يكون التنفيذ مثالياً” فلا تحزن إذا لم تنجح من المرة الأولى فهذا طبيعي.