انتشر العلم والثقافة في العالم بعد حدوث الانفتاح التجاري والثقافي في الكثير من الدول، وانتشرت معه الكتب والروايات حول العالم، وأصبح الأشخاص غير القارئين يبحثون عن فوائد القراءة.
فلعالم الآن يتطور بشكل كبير جدًا، لذلك يبحث الناس عن التطور أيضًا لكي يواكبوا هذا التطور العالمي الكبير، والخطوة الأولى للتطور هي القراءة.
ولكن يوجد الكثير من الأسئلة التي تدور في عقول الباحثين عن التطور والثقافة مثل ما هو مفهوم القراءة؟ وما هي فوائد القراءة؟ وما هو أثر انعكاس القراءة على التفكير؟
مفهوم القراءة
القراءة هي عملية ذهنية في المقام الأول، مبنية على تفكيك بعض الرموز والعلامات المرئية وتحويل هذه الرموز إلى مصطلحات داخل العقل ليتم التعامل بها بين البشر.
وهي أيضًا جزء من لغة التواصل حول العالم مع اختلاف الرموز واللغات المستخدمة في كل مُجتمع، حيث إن اللغة تتكون من رموز وحروف وأرقام معروفة يتم تداولها بين الناس لإتمام عملية التواصل.
ويوجد الكثير من المصطلحات التي تعرف عملية القراءة، وكل مصطلح يدل ويعتمد على فكرة مُعينة ولكن الأصل في التعريف واحد وهو فك الرموز اللغوية لتحويلها إلى مصطلحات لكي يتم فهمها والتعامل بها بين الناس.
تصفح أيضًا: 10 عادات يومية سيئة تجنبها لكي تنجح أسرع
فوائد القراءة
إن كُنت من الأشخاص الذين لا يحبون القراءة ففي السطور القادمة سوف أعمل على تغيير هذه المُعتقدات الموجودة في عقلك، بل وسأعمل على زرع فكرة حب القراءة بداخل عقلك.
والفكرة بسيطة، سوف أخبرك بفوائد القراءة التي سوف تحصل عليها حين تبدأ بالقراءة، ومن أهم هذه الفوائد هي:
أولا: تحفيز الدماغ
الدماغ البشري يعمل كأي عضلة موجودة في الجسم، لذلك يجب تمرينه وتحفيزه لتجنب إصابته بالأمراض، فالقراءة تعمل على تنشيط وتحفيز الدماغ البشري ومنعه من الإصابة بالكثير من الأمراض، مثل:
- مرض الزهيمر.
- مرض الخرف المُبكر.
- أمراض قلت التركيز والتشتت.
ثانيًا: التخفيف من التوتر
يتعرض الإنسان في حياته العادية والمهنية إلى الكثير من الأشياء المُسببة للتوتر مثل:
- ضغط العمل.
- العلاقات السامة.
- المشاكل العائلية.
وغيرها الكثير من أسباب التوتر، لكن وجد أن للقراءة أثر كبير جدًا في تخفيف حدة هذا التوتر، حيث أن الإنسان عندما يبدأ في القراءة يتم فصل عقله تمامًا عن العالم الخارجي، بل يدخُل عقلُه في عالم آخر من السكون والهدوء التام.
ثالثًا: زيادة المعرفة
تعمل القراءة على زيادة المعرفة، لأن كل مصطلح يتم قراءته يتم حفظه وتخزينه في الذاكرة، لكي يتم استخدامه في وقتًا آخر.
وبهذا يُصبح العقل لديه مخزون كبير من المفاهيم والمصطلحات التي تعمل على زيادة وعيه المعرفي والثقافي.
رابعًا: تقوية الذاكرة
عند قراءتك للكثير من الكتب والروايات وتعرضك للكثير من المصطلحات الجديدة يعمل عقلك على تخزين واسترجاع هذه المعلومات دائمًا، وبهذا الشكل يتم تقوية الذاكرة لديك.
فعند قراءتك لبعض الروايات يتم ربط واسترجاع الأحداث التي في الرواية من الذاكرة، ويتم تنشيطها أيضًا لاستنتاج الأحداث القادمة، وكل هذا يعود بالنفع عليك وعلى قوة ذاكرتك.
خامسًا: تحسين مهارة الكتابة
تحسين مهارة الكتابة تأتي بالتوازي مع زيادة نسبة قراءتك، لأنك عندما تقرأ الكتب والروايات والمقالات تُدخل الكثير من الكلمات الجديدة في عقلك وذاكرتك.
وبالتالي تزيد حصيلتك اللغوية وتزيد معها مهارتك في الكتابة والسرد القصصي والكثير من المهارات الأكاديمية الأخرى.
سادسًا: تقوية مهارة التحليل
تُساعد القراءة على تقوية المهارات التحليلية، لأنه عند قراءتك بعض الروايات الغامضة وبعض الألغاز التي تستدعي التفكير التحليلي والتفكير النقدي يتم نشيط العقل هنا.
ويتم استخدام التحليل هنا، لكي تستطيع فك الرموز وفهم الأحداث التي تدور بداخلها بل وستصبح قادرًا على توقع الأحداث القادمة أيضًا.
وكل هذا يحدث بسبب تنشيط الدماغ ووضعها في حالة تفكير وتحليل كل الأفكار والأحداث، ويساعدك هذا على استخدام مهارة التحليل في المواقف الحياتية التي تتعرض لها يوميًا ويساعدك أيضًا على التعامل معها بذكاء.
سابعًا: تنمية مهارة الاستقبال
تُساعدك القراءة علي زيادة وتنمية مهارة الاستقبال والتواصل مع الآخرين، لأن كثرة القراءة تصقل مهارات التواصل والاستقبال عن القارئين.
وذلك لأن كثرة تعرض عقلك للأحداث والروايات تُعطيك خبرة كافية للتعامل في مثل هذه المواقف، بالإضافة إلى أن القراءة تفتح مدارك جديدة بداخل عقلك، وزيد من نسبة تكوين الوصلات العصبية الجديدة.
ممّا يُساعدك على التفكير والتواصل بصورة أفضل بكثير من الماضي، لذلك يجب عليك القراءة لكي تُنمي مهارة التواصل الفعال لديك.
ثامنًا: تُعد وسيلة للتسلية والمُتعة
تُعد القراءة وسيلة للتسلية والمُتعة، لان عند قراءتك للكتب بهدف التسلية لا يحتاج عقلك وقتها أن يستهلك الكثير من الطاقة، بل بالعكس يدخل عقلك في حالة من الهدوء والسكينة.
ويوجد الكثير من الكتب التي تُساعدك على الراحة النفسية، مثل الكتب التي تحتوي بداخلها على القصص القصيرة والمواقف المضحكة وهناك كتب أخرى تحتوي على نصائح نفسية تساعدك في الاسترخاء والتسلية.
تاسعًا: تُعد القراءة مُفتاحًا للعلم
تُعد القراءة مفتاحًا للعلم لأنه، عند قراءتك للكتب وغيرها من المواد المقروءة مثل المقالات والصحف تُصبح وقتها قادرًا على إيجاد المعرفة دون الرجوع إلى أحد أو سؤال الآخرين.
بل العكس تمامًا عند قراءتك واستمرارك على القراءة يُصبح لديك ثقافة كاملة تزيد مع الوقت، وتصبح أنت المرجع الثقافي للكثير من الأشخاص من حولك لكي يسألوك عن بعض المسائل التي لا يعرفونها.
بل سوف يستشيرك الناس في القضايا الحياتية، لأن كثرة القراءة تُعطيك المعرفة الكافية والحكمة اللازمة للتصرف بالشكل الصحيح.
وتصبح لديك أيضًا حصيلة لغوية وثقافية كبيرة ترفع من شأنك العلمي بداخل مُحيطك ومُجتمعك.
عاشرًا: تغيير منظوراتك الفكرية
المنظورات الفكرية هي طريقة رؤية الأحداث وفهمها بالنسبة للشخص، فإن القراءة تعمل على تغيير طريقة فهمك للأشياء من حولك وتعطيك طريقة تفكير فريدة وعلى نطاق أوسع، لكي تستطيع فهمها بطريقة مُختلفة ومُميزة.
تأثير القراءة على المهارات اللغوية
تعطي وتأثر القراءة على مهارتك اللغوي من ناحية التطوير والزيادة، لان باستمرارك في القراءة تُصبح لديك حصيلة لغوية كبيرة في ذاكرتك.
لكي تُساعدك على التحدث بلباقة وفصاحة مع الأشخاص من حولك، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة في مهارتك الأكاديمية من كتابة وسرد وتفسير للمصطلحات.
تصفح أيضًا: 10 عادات يومية مفيدة للمحافظة على حياتك
انعكاس القراءة على التفكير
تؤثر القراءة على طريقة تفكيرك، بالإضافة إلى تنمية مهارة التفكير لديك وتغيير منظوراتك الفكرية، حيث يُمكنك فهم الأشياء بطريقة مُختلفة تمامًا عن غيرك من الأشخاص.
بحيث تزيد نسبة التفكير العميق لديك، ويصبح لديك بصيرة في التعامل مع المواقف المختلفة، لأنك قبل القراءة كنت تأخذ القرارات من مفهومك الشخصي فقط في التفكير وربما كنت لا تسمح بدخول أي أفكار جديدة إلى عقلك، أو تقبل الأفكار الجديدة التي تتعارض مع أفكارك.
لكن بعد استمرارك على القراءة اختلف هذا الأمر، وأصبحت ترى الأشياء من منظور مُختلف تمامًا وأصبح عقلك جاهز لاستقبال الأفكار الجديدة والمُختلفة.
بالإضافة إلى تفكيرك بالأمور من العديد من المنظورات الفكرية المُختلفة، بالإضافة إلى عدم الاعتماد على منظورك الفكري الخاص فقط.
لذلك تزيد نسبة البصيرة لديك وتصبح أكثر حكمة وهدوء في أخذ القرارات في حياتك الشخصية أو حياتك العملية.
كما يجب عليك الاستمرار في القراءة، وإن كنت لا تقرأ فجرب قراءة بعض القصص الصغيرة الموجودة من حولك.
مثل قصص الأطفال أو القصص التي تحتوي على صور، لكي تُحفز عقلك على تقبل فكرة القراءة والتطور.