نسعى جميعا إلى حياة أفضل نكون خلالها أكثر امتلاكًا للمهارات، أكثر إنجازا وتحقيقا للأهداف، أكثر تطورًا ونضجًا وقدرة على إدارة شؤون حياتنا بمهارة وكفاءة أعلى، لكن لن يستطيع أيًا منا تحقيق هذا جملة واحدة ولكن يتطلب الأمر رحلة طويلة تُسمى برحلة تطوير الذات.
تُرى ما هو مفهوم تطوير الذات؟ ما هي أهميته؟ ماذا عن المهارات اللازمة لتلك الرحلة؟ كيف يؤثر هذا على ثقتنا بأنفسنا؟ تفاصيل كثيرة نتناول الحديث عنها بين سطور هذا المقال عبر دروس أونلاين تابعونا.
مفهوم تطوير الذات
يُعد تطوير الذات رحلة للنمو الشخصي تنظر خلالها داخلك وتُعيد تقييم ذاتك ثم تُحاول العثور على طرق فعالة لتقويم جوانب القصور وتطوير شخصيتك بتعلم مهارات تجعلك أكثر وعيً بذاتك؛ وأكثر ثقة بنفسك، وأكثر قدرة على تحقيق تطلعاتك.
دائما ما أرى ارتباطا وثيقًا بين هرم ماسلو للاحتياجات ( Maslow’s hierarchy of needs) وبين تطوير الذات؛ حيث يركز الهرم على 5 احتياجات أساسية يجب تلبيتها هي:
- العقل.
- الروح.
- الجانب الاجتماعي.
- البدن.
- العاطفة
يرى ماسلو أنه يجب تلبية تلك الاحتياجات من أجل الوصول إلى أقصى إمكانياتك؛ كذلك تطوير الذات في رأيي أنت تستخدم كل مهاراتك بل وتطورها حتى تصل إلى أعلى مستويات الوعي الذاتي والثقة بالنفس والنمو والإدراك.
تصفح أيضًا: علامات وطرق علاج فقدان الشغف
ما هي أهمية تطوير الذات؟
ربما يأتي السؤال عن أهمية إدراك مفهوم تطوير الذات في المقام الأول لكل الباحثين عن جدوى الأمر، وفي الحقيقة لا تقتصر أهمية تطوير الذات على جانب معين أو فائدة واحدة؛ وإنما يُحقق جملة من الفوائد منها:
-
الوعي الذاتي:
يتطلب تطوير الذات زيادة الوعي والإدراك والإلمام بكافة جوانب شخصيتك مثل:
- عاداتك.
- سلوكياتك.
- أفكارك.
- مشاعرك.
- ردود أفعالك.
في رحلة التطوير أنت تستثمر ما لديك وتتطلع لاكتساب ما ينقصك؛ وخلال الرحلة يزداد وعيك بذاتك إلى أقصى حد ممكن.
-
عقل أوعى:
ستتعلم كيف تستخدم عقلك بطريقة صحيحة، كيف تُدربه على التفكير الإيجابي، كيف تُصبح أكثر انتاجية لتصل بالنهاية إلى عثل مُبدع ومُبتكر.
-
المرونة
يرتبط مفهوم النضج الذي يُعد أحد نتائج تطوير الذات بالمرونة، تلك الصفة التي تُمكنك من التعامل مع المصاعب والعقبات والصدمات بأقل تأثير سلبي مُمكن، وهي واحدة من المهارات الهامة التي نتعلمها خلال رحلة تطوير الذات.
-
المزيد من المهارات والمعرفة
سيتطلب منك تطوير ذاتك البحث عن مهارات جديدة وتعلمها؛ وبتعلم تلك المهارات ستكتسب معارف جديدة وستخوض تجارب تجعلك أكثر علمًا ومعرفة.
-
إدارة علاقاتك بشكل أفضل
كلما كنت أحرص على تطوير ذاتك؛ كلما ازددت وعيًا وواحدة من أهم تلك الجوانب هي الوعي بأهمية علاقاتك الاجتماعية والعاطفية التي تُصبح أكثر قدرة على إدارتها شكل أفضل مما سبق.
أهم مهارات تطوير الذات
لا شك أن مهارات تطوير الذات لا تنتهي، ربما يكفيك النظر داخلك وتقييم ذاتك لتقف على أهم المهارات التي تحتاج اكتسابها أو حتى تطويرها، ولكننا حاولنا جمع أهم المهارات التي يحتاجها كل شخص واختر من بين القائمة ما ترى أنك بحاجة إلى اكتسابه:
-
مهارات التواصل مع الآخرين
وهي تشمل العديد من الجوانب والمهارات الأخرى مثل:
- مهارة الاستماع.
- مهارة التحدث.
- مهارة الإقناع.
ولا يقتصر الأمر على التواصل مع المُحيط القريب أو زملائك بالعمل، بل يشمل التواصل مع الجميع وبكافة الطرق مثل:
- التواصل وجهًا لوجه.
- التواصل من خلال شاشة الكمبيوتر.
- التواصل بالمراسلة.
سيفتح لك إتقان مهارة التواصل بذكاء ومرونة باب كبير من الفرص والنجاحات.
-
مهارات المرونة والقدرة على التكيف
الأمر هنا في غاية الاهمية فبدون تطوير مهارة المرونة لن تستطيع إدارة علاقاتك ولا التواصل بشكل جيد مع الناس، إنها أشبه بحلقة مُتصلة أو كما ذكرنا في البداية رحلة بها محطات متتالية تقودك في النهاية نحو الوعي بذاتك والوصول لأفضل نسخة منها.
-
إدارة الوقت
لن أبالغ حين أقول إنها أهم مهارة من مهارات تطوير الذات، الوقت مثله مثل المال – رأس مالك – إما أن تستغله أفضل استغلال وتكون أقدر على تنظيم وقتك؛ وإما أن ينقضي دون فائدة حقيقية
كلما استطعت تنظم وقتك بشكل أفضل؛ كلما كانت الأمور تسير بشكل أفضل وكنت أقدر على إعطاء كل مهمة حقها وفي نفس الوقت الاستمتاع بقسط من الراحة.
-
مهارات التعلم
من الطبيعي أن تحاول اكتساب واستكشاف العلوم الجديدة، والتي سيزيد اكتسابها من ثقتك بنفسك، ستجد أنك أكثر علمًا ونضجًا، يمكنك تعلم لغة جديدة، مُطالعة بحث هام، حضور دورة تعليمية في مجال اهتمامك.
-
التفكير الإيجابي
صديقي تذكر أن كل ما ذكرناه من مهارات دون تعلم مهارة التفكير الإيجابي لن يُجدي نفعًا، ببساطة ستواجه خلال رحلة تطوير الذات دائما صعوبات ومعوقات، وهنا بدون تفكير إيجابي ربما تنهزم وتشعر باليأس والإحباط، ولذا فإن واحدة من أهم المهارات هي التفكير بإيجابية للبحث دائمًا عن حلول وطرق للتغلب على المشكلات.
-
مهارات أخرى
بجانب تلك المهارات ستكون بحاجة إلى اكتساب مهارات أخرى متفرقة متعلقة بالمظهر وكيفية الاعتناء به، لباقة التحدث، الحزم، التفكير بشكل نقدي، الحسم، اتخاذ قرارات فورية وتنفيذها، مهارة البحث.
ولا تنسى الإرادة إنها مفتاح السر الذي بدونه لن تصل إلى غايتك، تحلى بإرادة قوية وتذكر أن لديك هدف وأنك ستصبح أفضل نسخة منك ولكن الأمر بحاجة إلى بعض الجهد.
تصفح أيضًا: كيفية استغلال الوقت وكسب عادات جديدة
تطوير الذات والثقة بالنفس
إن تطوير الذات والثقة بالنفس مرتبطان إلى حد كبير، وهما سبب ونتيجة لبعضهما بمعنى أنه:
- سيقودك تطوير ذاتك إلى مزيد من الثقة بالنفس.
- لن تتمكن من تطوير ذاتك بدون ثقة بنفسك.
إذا كنت تشعر ببعض القصور في مسألة الثقة بالنفس؛ ساعد نفسك وابدأ في تعلم مهارات وحضور دورات واكتساب علوم ستُعزز بكل تأكيد ثقتك بنفسك.
وعلى الجانب الآخر إذا كنت تملك قدرًا من الثقة بالنفس فسيكون تطوير الذات وقود جديد يُعزز من ثقتك بنفسك وستكون ثقتك بنفسك دافع أيضًا للثقة في المهارات التي ترى أنك بحاجة إلى تعلمها، كما ذكرنا هما سبب ونتيجة لبعضهما.
طرق تطوير الذات وتقوية الشخصية
والآن أعلم أن ما يدور برأسك هو كيف السبيل؟ ما هي طرق تطوير الذات وتقوية الشخصية؟ الأمر هنا بحاجة إلى خطة من 6 خطوات هي:
- حدد النقاط (نقاط القصور) التي ترغب في تحسينها.
- استعن بمدرب أو مُرشد لوضع الخطة، قد يكون ( life coach) من الممكن أن يكون صديق واعي.
- حدد هدفك ماذا تُريد، هل تريد اكتساب عادات جديدة؟ هل تريد التخلص من عادات سلبية؟ هذا سيساعدك جدًا.
- اتخذ رفيق بالرحلة لتقييمك ومُساءلتك، سيكون هذا دافع ورادع في نفس الوقت للتخلي عن الكسل وتدارك الإحباط.
- قيم نفسك وكن صادقًا معها، كيف تسير نحو أهدافك؟ هل أنجزت شيئًا أم أنك تبحث في اتجاه خاطئ.
- عقلك الواعي هو العامل الأهم، اعرف ماذا تريد وكيف يمكنك الوصول، وستصل بكل تأكيد.
كل هذه النقاط تُساعدك على تطوير وتقوية شخصيتك، ولكي تحافظ على تحقيق الأهداف والاستمرارية عليك مُشاهدة هذا الفيديو لأحمد أبو زيد الذي يُقدم فيه طريقته في المحافظة على النجاح واستمارية السعي:
وفي النهاية عزيزي تذكر أن ما ستغدو عليه حين تنجح في تطوير ذاتك سيجعلك فخورًا بنفسك، وأن الرحلة ستستمر مدى الحياة، سيزيد شغفك بالتعلم والبحث عن مهارات جديدة، وسترى النجاح والثقة والسعادة بأم عينيك، فقط تحلى بإرادة قوية وأتمم ما بدأت.
تصفح أيضًا: طرق للتخلص من التشتت الذهنى والنسيان