الحظ هو أشهر “الشماعات” التي ننسب إليها ما يحدث لنا؛ فإن كان شخصا ما ثريا أو سعيدا أو ناجحا بدراسته فهو “محظوظ”، أما من كان تعيسا أو خسر في منافسة أو رسب في امتحانه فهو سيئ الحظ!
- ما هو الحظ؟
يؤمن الكثيرون بالحظ، ولكن ماهو الحظ؟
يختلف معنى الحظ باختلاف السياق المذكور فيه، ومن هذه المعاني:
- التعريف الدارج والشائع على الألسنة؛ فالحظ هو ما يحدث دون سبب واضح أو ترتيب، وهو بذلك ضرب من العشوائية.
- أما التعريف الأقرب لما نعتقده يرداف معنى توفيق الله -عز وجل-، وهذا المعنى يختلف مع المعنى السابق؛ فهو ينفي صفة العشوائية عما يحدث لنا، وهذا ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: “ما أصابَكَ لم يكن ليخطئَكَ وما أخطأكَ لم يكُ ليصيبَكَ”.
- أنواع الحظ:
- النوع الأول: blind luck:
يمكن أن نسمي النوع الأول بالحظ الأعمى؛ وهو ما لا دخل لصاحبه فيه؛ فالناس لم يختارورا أن يولدوا لأسرة ثرية أو مميسورة الحال، وهو ما يترتب عليه –غالبا- النشأة في مستوى تعليمي جيد، والحصول على عمل مناسب وكذلك الرعاية الصحية والتغذية الجيدة.
- النوع الثاني: motion luck:
ونحب أن نسميه “حظ الفرَّاك”، والفراك بالعامية المصرية يعني الشخص كثير الحركة؛ ويقصد به هنا الشخص الدائم السعي لحضور ما فيه نفع، كالمؤتمرات والندوات والدورات التدريبية، وكذلك يهتم هذا الشخص بتوسيع دائرة معارفه وعلاقاته؛ فكل ذلك من شأنه أن يزيد من فرصة جعله “محظوظا”، ويشهد الواقع وسنن الكون بذلك؛ ففرص فالشخص الأول في الحياة أكبر من شخص لا يتحرك ولا يسعى لتكوين علاقات نافعة أو الحضور الفعال في أيٍّ من التجمعات ذات النفع.
ومما قيل في ذلك ما ذكره وودي آلان: ” 80% من النجاح في الحياة يرتبط بحضورك”، وهذا صحيح، فسعيُك يقوي من عثورك على الفرص الجيدة سواءٌ في عمل أو دراسة أو مستوى معيشي وغيرها.
- النوع الثالث: حظ الخبير:
وهو يرتبط بالكادحين في الحياة المتعلمين من تجاربها، فهم أكثر الناس فهما لما يدور حولهم بتعلمهم مما يجري وتوقعاتهم المبنية على خبرة عملية، ما كانوا ليُحَصِّلوها إلا بالسعي الطويل، ولا شك أن في حياتنا الكثير من هؤلاء، فمنهم من اغتنم فرصة استثمارية رابحة، أو ابتدأ في مشروع لم يكن يرى الناس جدواه على المدى البعيد وأصبحوا الآن ما هم عليه الآن من “حظ” جيد.
- النوع الرابع: reputation luck:
reputation luck أو “حظ السمعة”، يرتبط هذا النوع من الحظ بالسيرة أو “السمعة”، فتجد بعض الناس تتفتح لهم الأبواب لمجرد ذكر أسمائهم وسيرتهم الطيبة أو خبرتهم في عملهم، وآخرين توصد دونهم الأبواب، وتضيع منهم الفرص لسيرتهم السيئة أو التقييمات السلبية لهم أو لعملهم. فاهتم ببناء سمعة حسنة في عملك بإتقانك لما تعمل، أولا لأن ذلك من صميم عبادتك لله، فأن متعبد لله بإتقانك عملك، وثانيا لأن ذلك يحَسِّن من “حظك” كثيرا.
- الخلاصة:
جعل الله –عز وجل- للدنيا سننا يسير الناس عليها، ومن هذه السنن ارتباط السعي بالحصول على المراد بتوفيق من الله.
وقد جعل الله-عز وجل- لذلك أسبابا، ومن هذه الأسباب:
- كن حاضرا:
احضر دورات تدريبية وندوات وأعمالا تطوعية، فإن من شأنها أن توسع مداركك وكذا علاقاتك.
- تعلّم:
ونعني هنا التعلم الأكاديمي أو الذاتي، فلا شك أن أصحاب الشهادات أو العلم أكثر حظا من غيرهم.
- اصنع سيرة طيبة لك:
فسمعتك في عملك كالمغناطيس تجلب لك فرصا أو تُنَفِّرُها عنك.
من حظنا الوافر استاذ احمد ابو زيد ..
اننا تعرفنا على محتواك الغني والمفيد .
بارك الله بك اخي الفاضل ..