لا يخفى على أحدٍ أن فترة الثانوية العامة من أصعب الفترات التي يمر بها الطالبُ في مسيرتِه التعليمية… لذا إليكم سبع نصائح ذهبية لتحقيق أقصى استفادة منها:
حول المذاكرة لعادة:
لا بد أن الكثيرين في سنوات ما قبل الثانوية كانوا يعتمدون على المذاكرة قبل الامتحان فحسب لاجتيازه، لكن الأمر في الثانوية ليس بهذه البساطة، فلن تجدي محاولة استذكار المنهج في شهر ما قبل الامتحان؛ فالثانوية العامة أشبه بالماراثون أي سباق للمسافات الطويلة، وليست سباقَ سرعة، فلا بد إذن من أن تجعل في حسبانك طول المدة والجهد المبذول خلالها ومتى وكيف يُبذَل.
ولتكوين تلك العادة ينبغي أولًا أن تعرف أن ذلك سيحتاج منك وقتا وجهدا، كما سيحتاج أن تعرف كيف تتكون العادات وتُستدام. ونرشح لذلك كتاب العادات السبعة الأكثر فعالية للمراهقين لشين كوفي، لكن لا بد من تطبيق ما في الكتاب لا الاكتفاء بقراءته!
حافظ على حماسك:
كثير منا يبدأ في أول الدراسة متحمسا، وتكاد توقعاته وآماله تطالان السماء ، ثم لا يلبث فيخمد حماسه وتفتُر هِمَّتُه، وربما هذا ما سيحدث بعد قراءة هذا المقال : )
إذن فلا ينبغي أن تهتم بحماسك، فهو يأتي بغير توقيت وعلى فترات متباعدة، فأنت بحاجة إلى شيءٍ أثبتَ وأقرَّ، متى احتجتَهُ وجدتَه، وهذه هي الأهداف؛ فهي ما تُجدي وقت الكسل ووقت انطفاء حماسك أو عزوفك عن فعل شيء. وللمزيد عن كيفية وضع أهداف ذكية إليك هذا المقال (الأهداف الذكية)
خذ قسطًا من الراحة:
لا بد من تصحيح النظرة الخاطئة عن الراحة بكونها تقصيرا، فهي جزء أساسي من عملية المذاكرة ولا تقل أهمية عن وقت المذاكرة.
فأنت إن أردت بلوغ مسافة 1000 كم بالسيارة، ألن تاخذ في أثناء رحلتك قسطا من الراحة لك وللسيارة؟ فهكذا الأمر؛ ونفسُك أولى بالراحة؛ فبها تبلغ هدفَك وتحقق أملَك.
وليكن –مثلا- إذا حددت لنفسك ساعتين للمذاكرة خمسَ دقائق للراحة بين كل 25 دقيقة مذاكرة متصلة تُرَوّحُ فيها عن نفسك بالحركة أو تجديد نشاطك بتمرين خفيف.
وهذه التقنية تُعرف بـ pommodoro technique حط رابط
ولا تقتصر الراحة على ساعات المذاكرة فحسب، بل لا بد من راحة أسبوعية ليوم أو نصف يوم لتستجمَ نفسك.
جِد متنفسا للضغط:
في الثانوية أنت أشبه ما يكون بـ”حلة الضغط”، فأنت مشحون بضغط من الأهل والمعلمين والأصدقاء وغيرهم، وإن لم تجد متنفسا كما في تلك القدور فحتما ستنفجر!
ومن أفضل تلك المتنفسات الرياضة؛ مارس رياضة قتالية، أو خطط لمبارة كرة قدم مع الأصدقاء، أو اشترك في صالة جيم، أو واظب على نصف ساعة من الجري … ستجد الكثير من الحلول، فاختر ما يناسب جدولك وظروفك.
ذاكر بعد صلاة الفجر:
لعل من أكبر مشاكل طلاب الثانوية هي عدم التوفيق بين مواعيد الدروس والمذاكرة؛ فالطالب يكاد يقضي أكثر وقته في التنقل من درس إلى آخر بما لا يجد معه متسعا من وقت يستذكر فيه دروسه، وإن وجد وقتا فمن الصعب أن يصفوَ ذهنه أو يجد طاقة على المذاكرة.
ولذلك فأمثل الأوقات لتحصيل أكبر قدر بأعلى تركيز هو وقت الفجر، وقد دعا النبي –صلى الله عليهم وسلم فقال-: “اللهم بارك لِأُمَّتي فِي بُكُوْرِهَا”
فستجد بركة في وقتك ونشاطا في جسمك، وصفاء في ذهنك …جرب بنفسك، فالأمر يستحق!
ذاكر في مجموعة:
ربما يستغرب البعض لأنهم يعرفون مآل أن تذاكر مع أصدقائك، فغالبا ما ينتهي الأمر بلعب البلايستيشن أو ربما الذهاب إلى الشاطئ!
لكن لمن أخذ الأمر بجدية وعزْمٍ فإن المذاكرةَ الجماعية أفضلُ وسيلة لمن يجد في نفسه كسلا أو ضعفَ همة أو مللًا من روتين المذاكرة.
كما ستكتسب مهارات من مهارات المذاكرة الجماعية؛ كأن تشرح لغيرك، فلعل أفضل حل لتثبيت المعلومات هو المذاكرة وأنت تدري أنك ستشرح لغيرك، فذلك أدعى للتركيز؛ ذلك لأن ذهنك يستقبل المعلومات بطريقة مختلفة، فغير أنه يُحصِّل المعلومة، فهو يبسطها وينظمها لتخرج على أفضل وجه لمن تشرح له، فضلا عن نفسك.
ومن الضروري عند الاتفاق على المذاكرة في مجموعة أن تضعوا قواعد حاكمة ووقتا لإنجاز القدر المراد.
اقرأ الدرس قبل وبعد شرحه:
قد تكون هذه الوصية الأهم بعد الوصية الأولى، على الرغم من بساطة هذه الوصية إلا أنها مهمة جدا؛ فعند قراءتك للدرس قبل الشرح تظهر لك تساؤلات عن أفكار جديدة ومصطلحات ومواضع غامضة، وعند استماعك للشرح فأنت تركز على شرح ما غَمُض عندك واستشكل عليك في قراءتك السابقة، وهذا يساعد على التركيز جيدا كما يساعد على ترسيخ المعلومة لأنها صارت محفوظة في شكل سؤال وإجابة عندك.
أما القراءة الثانية بعد الدرس فيغفل عنها الكثيرون أو يهملونها؛ ربما لأنهم يظنون أن الذاكرة ما تزال تستحضر ما اكتسبته من معلومات، وذلك صحيح، ولكن في الحقيقة فالمعلومات في الذاكرة قصيرة المدى، وسرعان ما ستتلاشى إن لم تُثَبَّت بالمراجعة وتدوين الملاحظات ووضع الأسئلة.