يُعدُّ الهاتف المحمول من أكثر الاختراعات التكنولوجية تأثيرا في حياة البشر؛ إذْ سهّل كثيرا من مهام الناس على الرغم من صغر حجمه مما يستدعي التقدير.
لكن لهذا الجانب جانبًا آخرَ مظلمًا، وفي هذا المقال سنساعدك على الحصول على ميزات الهاتف المفيدة، كما سنساعدك على التحرر من “استعباده”، فأغلبنا -إن لم نكن كلنا- مدمنون له بدرجة أو بأخرى.
ومن مؤشرات هذا الإدمان الاستعمال المبالغ فيه للهاتف، وكثرة تصفح تطبيقاته والإشعارات المختلفة، وكذلك الشعور عند البعد عنه أن شيئا ما ينقص أيدينا وأنفسنا، وكأن الهاتف أصبح امتدادا وجزءًا منهما!
في هذا المقال سنركز أكثر على الخطوات العملية المجربة التي ستساعدك على التحرر من استعباد الهاتف لك.
الهاتف ليس شريرا في ذاته، لكن ما يجعله يطلق شرورخ هو طريقة استعمالنا له، وقبل ذلك استخدام الشركات العملاقة المصنعة له لعِلْمِ النفس والبرمجة للسيطرة على عقولنا وأسر انتباهنا.
خطوات التحرر من استعباد الهاتف:
إلغاء الإشعارات:
فالإشعارات بمثابة منبهات يضبطها الكثير من الأشخاص في أوقات مختلفة غير معلومة لتستلب انتباهنا وتركيزنا، ونحن أضعف من مقاومة نغمة الإشعارات المحببة وضوءها المبهر!
إلغاء متابعة كل الأصدقاء والصفحات والمجموعات على الفيسبوك:
قد تبدو هذه الخطوة صعبة على الكثير ومتطرفة أيضا، ولكن كما ذكرنا نحن أضعف من المقاومة عند وجود تلك المغريات. لكن نؤكد أنه عند القيام بتلك الخطوة ستشعر بالصفاء والتركيز بل والحرية كذلك!
قد تحدثك نفسك بأنك تستفيد من متابعة تلك الصفحات والأشخاص، وستفقد هذه الفائدة إذا ما ألغيت المتابعة، والرد على هذا يكون بأننا:
– سنعيد متابعة بعض ما نراه مفيدا حقا، لكن هذه المرة بانتقاء واعٍ لما نتابع.
– سنحدد وقتا لتصفح كل ما قام من نتابعه بنشره بدلا من المتابعة المتفرقة لِفُتاتٍ معرفي في أوقات مختلفة
فَعِّل الوضعَ الرمادي أو المظلم/ الداكن:
بعد تفعيل هذا الوضع ستجد انخفاضا ملحوظا لمعدل استخدامك لهاتفك، وذلك لأنه لا ألوان كثيرة لتجذب انتباهنا.
فنحن نحب الألوان، وهي بالفعل تلفت انتباهنا، وهذا بخلاف الأبيض والأسود اللذَين لا نهتم بهما كثيرا إذا ما قورِنَا بشيء متعدد الألوان.
وعندئذٍ سينتقل اهتمامنا من التركيز على الصور والفيديو إلى المحتوى المقروء ذي القيمة الأهم.
(ممكن نحط طريقة بالصور لتفعيل الوضع الداكن في الموبايلات المختلف وده هيزيد من الدخول على المقال لما الناس تبحث عن طريقة تفعيل الوضع)
احذف تطبيقات التواصل الاجتماعي:
وهي كذلك خطوة صعبة، وهذا هو مربط الفرس، فالغرض تصعيب الوصول للتطبيقات، وسنكتفي بالدخول عليها من خلال المتصفح فقط.
ضع حدا أقصى لاستخدامك لتطبيقات التواصل:
وتذكرنا هذه الخطوة بقانون باركسنج (حط رابط للمقال أو الفيديو) الذي خلاصته أنك إن لم تقيد المهمة بوقت زمني محدد لإنجازها فإن هذه المهمة ستتمدد حتى تشغل وقتك كله!
لا تأخذ هاتفك لغرفة نومك:
لا شك أن الكثير منا لا ينام إلا على ضوء هاتفه ولا يستيقظ إلا على وقع إشعاراته ! وهذا ما ذكرناه أن الهاتف أصبح جزءا لا يتجزَّأُ منّا.
إن الوقت الذي تُهدره قُبيل نومك بعبثك في الهاتف كان الأولى به أن يُهيِّئَكَ للنوم، وأحرى أن تسترخي فيه لتحظى بنوم عميق. والوقت الذي تضيعه على الهاتف حين استيقاظك قد يتسبب بإفساد يومك؛ لمعرفتك لخبرٍ غير سارٍّ، أو هدرِ أفضلِ أوقاتِ يومك وطاقتِك البِكْرِ في سفاسف استخدامك غير الواعي للهاتف.
إذا أبعدته ستلحظ بركةً في يومك، وطاقةً في بدنك، وصفاءً في ذهنك، واسترخاءً عند نومك ونشاطا عند اسيقاظك.
يمكنك استبدال الهاتف قبل نومك بكتاب خفيف أو الكيندل بديلا عنه؛ فذلك له أثر في الاسترخاء قبل النوم.
قد تتحايل عليك نفسك أنك تحتاج الهاتف كمنبه، الحل بسيط، اشترِ منبها!
الخلاصة أن هناك حلولا كثيرة -ليس من بينها الهاتف- تصلح بديلا عن الهاتف.
اقضِ يوما بلا هاتف:
لن نخبرك بما سيحل في يومك من تغيير، فتجربتك -لا شك- ستكون فريدة.
هذا التحدي ليس دعوة لترك استخدام الهاتف، فالجميع متفق على أنه أداة
ربما لم يسبق لها مثيل في الفائدة، لكن الغرض أن تلحظ بنفسك بعد التحدي ما يمكن أن تحصل عليه من ميزات أكثر إذا كنت رشيدا في استخدامك لهاتفك.
أخبرنا في التعليقات هنا أو على مقطع اليوتيوب عن تجربتك.
لا تعتمد على الهاتف في كل شيء:
حاول أن تنجز مهامك باستخدام الكمبيوتر أو التابلت؛ فذلك أدعى أن تفك الارتباط بالهاتف الذي يلازمك في كل مكان تقريبا!
فليس من الصواب أن يكون نفس الجهاز المستخدم في العمل أو التعلم هو نفسه الذي تستخدمه للترفيه؛ فتلقائيا ستميل للاستخدام الترفيهي والعبثي حتى إن أردت استخدامه للتعلم أو العمل!
اقرأ عن وثائقي social dilemma:
يعرض الوثائقي شهادات بعض مصممي تطبيقات التواصل الاجتماعي، ويكشف مدى شرور هذه التطبيقات وندمَهم على تصميمها، كما يكشف أن مصمميها أنفسهم يقللون هم وأسرهم استخدام هذه التطبيقات لشرورها!
بعد أيام من تطبيق الخطوت ستلاحظ أن يدك تمتد كثيرا نحو جيبك لتمسك الهاتف وتتصفح التطبيقات، لكن عندما تجد أنه لا تطبيقات موجودة، والوصول إليها يتطلب خطوات أصعب نسبيا، مثل دخول المتصفح أولا ثم تسجيل الدخول ثم لا تجد أنك تتابع أحدا وإن وجدتَ محتوى ستجده داكن اللون غير جذاب فسرعان ما ستزهد وتعيد الهاتف إلى جيبك.