الإجابة على هذا السؤال مهمة جدا، لأنه بالإجابة عليه سوف تتضح لنا أمور كثيرة منها :
عندما رسبت في أحد المواد وقام والدك بمعاقبتك على هذا، فإذا كان الذكاء شيء وراثي فلماذا إذا عاقبك والدك؟ لإنك بالطبيعة ورثت صفاتك منه هو.
أما إذا كان مكتسبا من البيئة المحيطة والتربية، فأيضا لا يوجد مبرر لأن يعاقبك والدك، لأنه ببساطة لم يوفر لك هذه البيئة الخصبة لتنمية ذكائك.
تعريف الذكاء
الذكاء مصطلح يشمل القدرات العقلية المتعلقة بالقدرة على التحليل، والتخطيط، وحل المشاكل، وبناء الاستنتاجات، وسرعة التصرف، كما يشمل القدرة على التفكير المجرد، وجمع وتنسيق الأفكار، والتقاط اللغات، وسرعة التعلم، كما يتضمن أيضا حسب بعض العلماء القدرة على الإحساس وإبداء المشاعر وفهم مشاعر الآخرين.
مع أن المفهوم العام السائد عند الناس للذكاء يشمل جميع هذه الأمور وربما جعلوها مرتبطة بقوة الذاكرة، إلا أن علم النفس يدرس الذكاء كميزة سلوكية مستقلة عن الإبداع، والشخصية، والحكمة وحتى قوة الحافظة المتعلقة بالذاكرة.
تتوفر العديد من اختبارات قياس مستوى الذكاء (IQ) لكن ليس هناك تعريف موحد للذكاء، وينتقد ويتهم اختبار الذكاء بعدم القدرة على تحديد ذوي الذكاء العالي والمنخفض لأن النظريات المتواجدة الآن تؤكد وجود أنواع متعددة من الذكاء، وأن هذه الاختبارات ليس لديها القدرة على تحديد العبقرية في جميع المجالات.
البشر عمومًا لا يستخدمون كل أجزاء الدماغ للوصول إلى حل مشكلة ما، وإنما يستخدمون الجزء المتخصص في حل المشكلة بذاتها، لذلك فالذكاء ليس نوعًا واحدًا وإنما أنواع متباينة، وربما يكون أداء الشخص في الأجزاء الأخرى ليس على نفس المستوى.
أنواع الذكاء
- الذكاء اللغوي : والذي يمكن من يمتلكه من الإبداع في الكتابة والحديث والخطابة، الذكي لغويا سيكون أكثر قدرة على تعلم اللغات واستخدام اللغة في الوصول لأهداف معينة، وهنا نذكر نجيب محفوظ.
- الذكاء المنطقي- الرياضي : الذي يتضمن القدرة على حل مشكلات منطقية أو معادلات رياضية، الذي يكون منطقيا-رياضيا سيكون أقدر من غيره على التعامل مع المعضلات العلمية وفهمها، وهنا نذكر ألبيرت أينشتاين.
- الذكاء الموسيقي : المتضمن للمهارة في الأداء الموسيقي وفي تأليف الموسيقى وتقديرها واستيعابها، وهنا نذكر بيتهوفن.
- الذكاء الجسدي-الحركي : الخاص بإمكانية استعمال الجسم لحل مشكلات معينة، الرياضيون المتميزون هم من أمثلة هذا النوع، وهنا نذكر مارادونا.
- الذكاء الفراغي : الذي يمكن من يمتلكه من التعرف على أنماط وأشكال مختلفة، أي يعطيه القدرة على فهم المعضلات البصرية وحلها، وهنا نذكر بيكاسو.
- الذكاء العاطفي أو الاجتماعي أو الوجداني : الذي يخص العلاقة مع الآخرين، من يمتلك هذا النوع ستكون له القدرة على فهم نوايا ودوافع ورغبات الآخرين مما يمكنه من التعاون مع غيره، وهنا نذكر غاندي.
- الذكاء الشخصي-الداخلي : الذي يمكن الشخص من فهم قدراته هو ويمكنه من تقدير أفكاره ومشاعره ويمكنه بالتالي من تنظيم حياته بشكل ناجح. وهنا نذكر أفلاطون.
تجربة التوائم
لفترة طويلة اعتقدت أن الذكاء هو شيء مكتسب مئة بالمئة ولكن بعد اطلاعي على هذه التجربة تغيرت وجهة نظري تماما
لإثبات ذلك نحتاج إلى شخصين لهما نفس الجينات الوراثية، وهذا هو تمامًا ما يكون في التوأم المتطابق، وهذا تمامًا ما أُقيمت عليه دراسة جامعة مينيسوتا (Minnesota university) التي أُجريت لمعرفة ما إن كانت الجينات لها تحكمٌ بالذكاء.
بدأت التجربة عندما اجتمع توأمان متطابقان بعد أن كانا يعيشان في أماكنَ مختلفةٍ، ولوحظ أنهما يمتلكان عاداتٍ متماثلة، فاستدعى الدكتور توماس بوشارد – أستاذ فخري في علم النفس ومدير مركز مينيسوتا لأبحاث التوائم والتبني- 88 زوجًا من التوأم المتطابق، لكن 48 منهم يعيشون متفرقين في بيئاتٍ مختلفةٍ ومع عائلاتٍ مختلفةٍ، و40 منهم يعيشون سويًّا في نفس البيئة ومع نفس الأهل.
كانت النتيجة أنّ 69% من التوائم المتطابقة والذين يعيشون متفرقين لهم نفس حاصل الذّكاء “IQ“، أما التوائم المتطابقة والذين يعيشون سويًّا فوصلت نسبة تطابق حاصل ذكائهم إلى 88%. مما يعني أن النسبة الأكبر من الذكاء ترجع للجينات الوراثية، والنسبة الأخرى مكتسبةٌ من البيئة المحيطة والمتغيرات الأخرى.
إذا نعرف من هنا أن الذكاء له نسبة كبيرة وراثية وليس مكتسبا بالكلية
ريتشارد فاينمان
خلاصة القول “هل الذكاء وراثي أم مكتسب؟”
القول الفصل في هذا الموضوع والأكثر منطقية استنادا إلى التجارب السابقة أن الذكاء 50 بالمئة وراثي و 50 بالمئة مكتسب.
وأفضل مثال على هذا هو صالة الرياضة، أحيانا تجد شابا يافعا يبدع في الألعاب ويظهر تكوينه العضلي بسرعة عن غيره، فتتسائل لماذا؟
فيجيبك المدرب أن هذا الشاب لديه جينات جيدة تساعده على هذا، ولكن هل هذا يعني أن من لديهم جينات جيدة فقط هم من سيحصلون على تكوين عضلي؟
بالطبع لا، الاستعداد الوراثي فقط يسهل ويساعد الوصول لهذا التكوين العضلي بأقل مجهود، ولكن يمكن لأي شخص مع الالتزام بالرياضة أن يحقق تكوين عضلي ممتاز.
نصائح لتنمية الذكاء
- القراءة :
لأنها أفضل طريقة للمعرفة والمعرفة بدورها تزيد من عدد الروابط العصبية بين الأعصاب في الدماغ مما يحفز الدماغ على العمل بكفاءة أكبر. - تعلم اللغات:
تعلم اللغات الجديدة غير اللغة الأم يقوم بخلق مسارات عصبية جديدة داخل الدماغ ويحفز نشاطه أيضا. - التعلم :
الاستمرار في تعلم المهارات والأشياء الجديدة يحفز جدا الدماغ وقدرته على التعامل مع كم أكبر من المدخلات والتحليلات - النوم الجيد والأكل الصحي وممارسة الرياضة :
لإن العقل السليم في الجسم السليم، فالنوم الجيد بعدد ساعات كافية وتناول المأكولات الصحية التي لاتسبب التخمة وممارسة الرياضة بشكل مستمر يحافظون دائما على نضارة الجسم وبالتالي نضارة الدماغ ونشاطه وتجنب حالات الخمول بسبب عكس هذه العادات. - تعليم الآخرين :
محاولة تمرير المعلومات التي لديك لغيرك وتعليمك إياها لهم يساعدك على ترسيخ فهمك وتعميقه وبناء جسور جديدة لتنمو وتزيد من حصيلتك العلمية.
يمكنك مشاهدة الفيديو من هنا :