Table of Contents
معادلة الاستمرارية (consistency) سر يغفل عنه الكثيرون من الراغبين في إحراز تقدم كبير، على الرغم من كونه القوة الحقيقية نحو نجاحات باهرة، تعرف في هذا المقال على أهمية الاستمرارية، ولماذا تعد الاستمرارية أهم من الكمية؟ كيف تُرسخ مفهوم الاستمرارية في عقلك بخطوات بسيطة؟ وكيف تحافظ علي هذا المبدأ طوال حياتك، فقط تابع معنا قراءة هذا المقال في دروس أونلاين.
معادلة الاستمرارية (consistency)
بداية وقبل أي شيء نود طرح سؤال هام -ماذا تعني الاستمرارية؟ – إنها ببساطة تعني فعل شيء ما بشكل متكرر سواء كل يوم أو شهر أو عام، مهما كانت الظروف أو التغيرات التي تطرأ على حياتك، أنت لا تتخلى عن هذا الفعل.
دعنا نضرب مثالًا تخيل أن لديك كوب كبير تُضيف إليه قطرة واحدة من الماء كل يوم، لا شك أن الكوب سيستمر في الزيادة حتى يصل إلى الامتلاء، هذا هو المعنى الحقيقي للاستمرارية.
حتى وإن كان ما تبذله صغير من وجهة نظرك أو خطوات بسيطة نحو هدفك، إلا أنها في النهاية قادرة مع معادلة الاستمرارية على إحداث فارق وتغيير كبير على المدى الطويل والقصير.
وبالقياس على ما تملكه من مهارات تخيل لو أنك عملت على تحسين مهاراتك بنسبة 1% يوميًا، تخيل أنك في نهاية العام ستصل إلى مستوى تحسن يصل إلى 37 ضعف، هل تدرك حجم التغيير في عام واحد؟ إن هذا بالضبط هو التأثير المتراكم للمجهود البسيط ولكنه على رغم بساطته مستمر.
الاستمرارية أهم من الكمية
كما يقول كل الناجحين لا يبدأ النجاح بمجهود عظيم مفاجئ، ولا يولد في لحظة وإنما هو تراكم لمجهود مستمر حتى وإن كان كم هذا المجهود متواضع؛ فالاستمرارية أهم من الكمية.
لو تأملنا مسيرة أحد الرياضيين البارزين وليكن “محمد صلاح” مثلًا باعتباره أحد النماذج الناجحة في لعبة كرة القدم والذي يراه الكثيرون قدوة، كيف وصل صلاح إلى هذا المستوى من الاحترافية في اللعبة؟ سنجد أن الموهبة كانت عامل واحد من عوامل النجاح، ولكن بدون مجهود مستمر وتدرب يومي لم يكن صلاح ليصل إلى هذا المستوى.
لذا نود أن نهمس في أذن كل باحث عن النجاح والتميز “استمر” نعم استمر فيما تفعله حتى وإن لم تر فارقًا كبيرًا أو لم تُحرز تقدمًا ملحوظًا الآن -ستصل- تأكد أنك ستصل إلى ما تريد فالاستمرارية أهم من الكمية، لا تستضئل ما تبذله فالجبال الشامخة من الحصى الصغير.
تصفح أيضًا: كيفية تتخلص من التردد والخوف الزائد؟
هل النجاح يتعلق بالاستمرارية؟
بكل تأكيد هناك ارتباط وثيق بين النجاح والاستمرارية، ولأعجب أن الروتين على الرغم من كونه أمر مزعج في بعض الأحيان، إلا أن الروتين هنا بمعنى ( فعل بسيط كل يوم) أمر إيجابي قادر على إحداث فارق كبير في حياتك على المدى الطويل.
ولو تأملنا معًا مسار الطبيعة الثابت كل يوم من دوران للشمس والقمر والكواكب لوجدنا أن هذا المسار الثابت هو سر استمرار تلك الحياة، الاستمرار دون كلل هو سر النجاح، وليس النجاح فحسب، بل النجاح الدائم.
قد يبدو الأمر مزعج في البداية أو بحاجة لمجهود، ولكن مع الوقت سيُصبح هذا الذي تبذله روتين مستمر تفعله دون أدنى مجهود، تخيل أنك بحاجة إلى خسارة بعض الوزن، السبيل الناجح نحو تحقيق هذا هو روتين صحي مستمر، رياضة مع تغذية صحية يعني فقدان بعض الجرامات من الوزن، استمرارك في هذا الروتين الصحي يومًا بعد آخر قادر على إحداث فارق كبير من الكيلو جرامات.
خطوات بسيطة نحو الاستمرارية
يُمكنك ترسيخ معادلة الاستمرارية داخلك عبر خطوات بسيطة:
- حدد ما ترغب في تحقيقه في البداية.
- اسأل نفسك لماذا ترغب في تحقيق هذا الأمر (هذا هو حافز الاستمرارية)
- اكتب المعوقات التي تتوقع حدوثها واسأل نفسك هل هذا مُعوق حقيقي أم لا؟
- فكر في كيفية التغلب على المُعوقات الحقيقية.
- قسم هذا الهدف إلى أهداف أصغر.
- استعن بأصدقاء إيجابيين حريصين على مراقبة تقدمك نحو هدفك.
- إن شعرت بالتعب يومًأ تذكر ما ستكون عليه بعد تحقيق هذا الهدف (الحافز الذي حددناه في البداية)
- استمر في السير بخطوات صغيرة واسعد بكل تقدم تُحرزه مهما كانت بساطته.
- تقبل الفشل ولا بأس بقليل من الراحة وإعادة تقييم خطواتك.
- اقرأ عن المثابرة وتعلم كيف تتحلى بروح التحدي والإصرار.
تأمل الطبيعة وأسرار التناغم بها، حلل ما تراه وحاول إدراكه بعقلك ستتعلم منها أن استمرارية الأحداث اليومية من شروق للشمس وغروبها، تعاقب الفصول هو القوة الكامنة وراء استمرار هذا العالم.
تصفح أيضًا: خطوات تعلم القراءة السريعة في 10 دقائق
في هذا الفيديو شاهد 10 صور عن الاستمرارية ستساعدك على إدراك كم هو مهم أن تستمر بفعل أشياء بسيطة قادرة على تحقيق أهداف عظيمة مع الوقت.
كيفية المحافظة على الاستمرارية
مما سبق يتضح أن الاستمرارية هي كلمة السر في كل رحلة نجاح مستمرة، ونحن هنا لا نعني النجاح اللحظي وليد الصدفة الذي يصل إلى القمة وفجأة يختفي، نحن هنا نؤسس لرحلة نجاح مستمرة وقودك خلالها هي الاستمرارية، وحتى تتمكن من الحفاظ على تلك الاستمرارية عليك إدراك ما يلي:
-
الاستمرارية مقابل الكثافة
حين تبدأ في أمر ما لا تُفرغ شحنتك كلها بالبداية، لأن هذا المجهود الكبير سيجعلك تشعر بالتعب أسرع وربما تفقد القدرة على الاستمرار، ابذل صغيرًا ولكن بصورة مستمرة.
-
لا يمكنك تحريك الجبل، ولكن يمكنك تحريك الصخور
تقسيم الهدف الكبير إلى أهداف صغيرة تبذل مجهودك في سبيلها بصورة مستمرة سيقودك نحو تحقيق هذا الهدف الكبير، ولكن البداية بالهدف الكبير سيُشعرك بالإحباط أو حتى الإجهاد دون القدرة على الوصول إلى هدفك.
-
لا تخشى الفشل
الاستمرارية رغم الإخفاقات هي سبيلك نحو النجاح، تأكد أن الأمر بحاجة إلى روح من التحدي والإصرار، والاستمرار بعد كل مرة فشلت بها هو بمثابة فرصة جديدة نحو البدء بخبرة أعلى اكتسبتها من محاولة لم تنجح.
-
الخطوات البسيطة قادرة على إحداث فارق كبير
ربما تشعر أن الأمر صعب في البداية، أو أنك لا تفهم جيدًا، أو أنك لست قادر على الصعود إلى نهاية الجبل، نعم أنت مُحق، الأمر يحتاج إلى خطوات صغيرة في القفزة من الأرض إلى قمة الجبل أمر صعب إن لم يكن مستحيل.
لكن إن قررت أن تُقسم مسارك إلى خطوات صغيرة، فخطوة تلو خطوة تلو خطوة ستكتشف بعد فترة وجيزة أنك بالفعل قد وصلت للقمة، والسر كله في معادلة الاستمرارية.
-
مع المثابرة أنت تستطيع
لا نجاح دون مثابرة، هذه قاعدة راسخة لأنك بكل تأكيد ستواجه إخفاقات لو أنك تخليت عن هدفك مقابل كل إخفاق، لن تصل لشيء، الأمر بحاجة إلى مثابرة وإيمان بقدراتك.
لو نظرت إلى قطرات المياه بضعفها وصغرها ربما تندهش من قدرة هذه القدرة على نخر جبل عظيم، لا تُحدث القطرة الواحدة تأثير في جبل عظيم، ولكن القطرات المتتالية والمستمرة قادرة على نخر الجبل بالفعل.
آمن بقدراتك وتأكد أنك تستطيع، كل ما تحتاجه هو مجهود مستمر ومع معادلة الاستمرارية المكونة من (جهد يسير + عمل مستمر) سيكون النجاح المستمر حليفك وستنبهر بما أنجزته في فترة قصيرة ما كنت تظن أنه بحاجة إلى وقت ومجهود لا تستطيعه.
تصفح أيضًا: أسباب التسويف المزمن