ماذا لو أخبرتك أن استخدام للأجهزة الذكية يجعلك أقل ذكاءا؟ واستخدامك للأجهزة الغبية يجعلك أكثر ذكاءا؟
لو سألتني عن سبب واحد قام بتغيير حياتي للأفضل سأخبرك بأنه اعتمادي على الأجهزة الغبية أو ذات الغرض الواحد، واقلاعي عن استخدام الأجهزة الذكية أو التي تؤدي أغراض متعددة.
أعرف أنك قد لا تستوعب هذا الكلام لإن معظم الأجهزة الذكية تساعدنا في تسهيل حياتنا وتجعلها أكثر سلاسة، ولكن أعدك بعد انتهاءك من قراءة المقال ستتغير نظرتك تماما.
المقدمة
هنالك موقف تكرر كثيرا وهو ما دفعني لألاحظ تأثير استخدام الأجهزة الذكية على حياتنا وقدرتنا الدماغية، عندما أجلس مع أبي أو أحد الأشخاص الذين لا يتعرضون للتكنولوجيا بشكل دائم ونقوم بحساب شيء ما مثل جمع أو ضرب رقمين أجدني دائما أقوم باستخدام الهاتف، وحينها أنبهر جدا عندما أجد أبي يقوم بحساب المسألة في دماغة في غضون ثوان.
حينها كنت أشعر الحرج لأنني من المفترض أن أكون الشخص المتعلم والمثقف والمهندس أيضا، وهذا دفعني للتفكير، لماذا نعتمد على التكنولوجيا ولا نعتمد على أدمغتنا في مثل هذه الأشياء التي تبدو بسيطة؟
وتوصلت إلى أن الدماغ بطبيعته يحب توفير طاقته بأقصى شكل ممكن، فأي شيء يمكنه تفويضه لشيء آخر ليفعله فستجده دائما يدفعك لاستخدام هذا الشئ حتى يوفر طاقته هو.
الأضرار والفوائد
لايوجد شيئ في هذه الحياة له أضرار محضة أو فوائد محضة، كل ما نتعامل معه في حياتنا اليومية هو مزيج بين هذا وذاك.
حتى أكثر الاختراعات التي قد تظن أنها تدمر البشرية هي في بدايتها كانت لها فوائد كثيرة، مثل الديناميت الذي اخترعه ألفريد نوبل ليساعد العمال في تكسير الصخور والمناجم والجبال والبحث عن الثروات، وقام البشر فيما بعد باستخدامه في الحروب وتدمير البشرية.
وكذلك الأجهزة الذكية، خرجت كل هذه الإختراعات من رحم الحرب العاملية التي استدعت اختراع الحاسوب لفك الشيفرة الخاصة التي تسمة ب”إ نجما” وتم تطويرها فيما بعد ليناسب الاستخدام المدني والعسكري على حد سواء.
ومن وقتها وحتى الآن يتم تطوير التطبيقات والهواتف والحواسيب والأجهزة الذكية بشكل كبير حتى وصل استخدامها حد الإدمان لدى الكثير من الناس.
فمن فوائد التكنولوجيا :
- تعزيز التعليم
- تعزيز وسائل الاتصال
- ظهور التجارة الالكترونية
- تسيير الأعمال الإدارية
- تحسين مستوى الصحة والطب
- الترفيه
ومن أضراء التكنولوجيا :
- الإدمان
- الأخبار غير الموثوقة
- انتهاك الخصوصية
- ضعف العلاقات الإجتماعية الحقيقية
- الأمراض الحديثة النفسية
- انتشار الحروب
- ندرة الحرف اليدوية
- تقليل فرص العمل
فالهواتف الذكية مثلها مثل سائر الأجهزة لها مميزات وعيوب، يمكنك استخدامها لتساعدك على الإنتاجية ولكنها في نفس الوقت تقوم بسحبك داخل دوامة من التصفح لا تنتهي.
كما أن تعرض الأطفال لها في سن مبكرة يسبب أضرار كارثية على مهاراتهم الفعلية في التواصل وغيرها، وقد يصيب الطفل بالتوحد في بعض الأحيان.
المعضلة
يمكن أن تتسائل الآن لماذا أقلع عن استخدام الأجهزة الذكية وأنا يمكنني استغلالها في المنافع فقط؟
يمكن أن يكون هذا السؤال منطقي جدا وصحيح، لكنه من المستحيل أن تسيطر على استخدامك للأجهزة في المنافع فقط.
إذا كانت أمامك وجبة شهية مثل التورتة ووجبة أخرى مثل الشوفان، فماذا ستختار؟ بالطبع ستختار التورته.
لماذا تقوم باختيار وجبة غير شهية فيما يمكنك الاستمتاع بطعم الحلوى؟
مال الحل؟
الحل في أن لا تضع نفسك في اختيار من الأساس.
حاول أن تبدأ في استخدام الأشياء الغبية ذات الغرض الواحد فقط
جرب أن تستبدل كل وظيفة يقوم بها الهاتف بأداة تقوم بهذهالوظيفة.
مثلا حاول أن تستخدم المنبه لإيقاظك وليس منبه الهاتف.
أن تستخدم نوتة لتدوين الأفكار بدلا من الهاتف.
أن تستخدام هاتفا قديما ليس لدية اتصال بالانترنت لاجراء المكالمات منه.
أن تقوم بقراءة الكتب الورقية بدلا من الهاتف أو تقوم بالاعتماد على الكيندل.
يمكنك مشاهدة المزيد عن طريق مشاهدة هذا الفيديو :