يرى كثيرون أن المذاكرة في رمضان عبءٌ ثقيل وعقبة كبيرة؛ فالناس في الشهر الفضيل إما يعانون من الصداع نهارا، أو متخمون بالطعام بعد الإفطار.
لكن في الواقع سيكون رمضان كما تريده أنت، فإن أردته للعبادة فسيكون كذلك بحسن استعدادك وتخطيطك له، وإن أردته لاكتساب السيئات فما أكثر القنوات التي تفتح مصراعيها لتبثَّ أنواع اللهو والمحرمات المختلفة التي ربما تزيد عما كانت عليه في غير رمضان.؟
وإن أردت فرصة لإنقاص الوزن الزائد فهو فرصة مثالية؛ فأنت تأكل مرتين فقط في اليوم، وإن تركت الأمر لنفسك تأكل في الإفطار ما تشتهي من أطعمة وحلويات رمضانية فما أسهل أن يزداد وزنك فوق ما كنت عليه قبل رمضان.
إذن فرمضان واحد، لكن تختلف طرق استغلال الناس له.
شروط لتحقيق أقصى استفادة من المذاكرة:
- اجعل مكانك مرتبا ومنظما؛ حيث إن الفوضى لها شأن كبير في صرف انتباهك وتشتيت تركيزك.
- تخيّر أوقاتا هادئة للمذاكرة، ونرى أن أفضل الأوقات في رمضان بعد صلاة التراويح ، وبعد صلاة الفجر. ولكلٍّ من الوقتين مميزاته، لذا نقترح أن تحضر ورقة وتكتب فيها مميزات كل منهما، ثم اختر بعد ذلك الوقت المناسب لك.
- وقت ما بعد صلاة التراويح:
تنتهي صلاة التراويح الساعة 9:00 م تقريبا، ومن بعدها حتى وقت السحور وصلاة الفجر الساعة 4:00 ص تقريبا يوجد لديك متوسط 7 ساعات لتذاكر فيها. ولمزيد عن تقنيات المذاكرة يمكنك الاطلاع على فيديو ذاكر أقل ذاكر بذكاء من هنا.
بعد صلاة الفجر والأذكار تكون الساعة قد قاربت الخامسة صباحا، فيصبح لديك حتى 11:00 ص 6 ساعات كافيات لنوم جيّد.
ومن بعد صلاة الظهر وحتى العصر 3 ساعات تقريبا يمكنك أن تذاكر خلالها أو أن تراجع أو تُحضّرَ لدروس جديدة.
لكن لا ننصح بالمذاكرة من بعد العصر؛ إذ غالبا ما يشتد الجوع والعطش ويقل التركيز بما لا يسمح بالاستفادة مما تذكر، فسيكون رائعا إن قضيت هذه الساعات في المسجد تقرأ وردك من القرآن والأذكار.
4.وقت ما بعد صلاة الفجر:
من الساعة 4:00 فجرا وحتى الظهر في تمام 12:00 ظهرا لديك 8 ساعات لتذاكر خلالها، وبالتأكيد ستكون مذاكرتك مقسمة على عدة جلسات، وللمزيد عن تقسيم جلسات المذاكرة يمكنك مشاهدة مقطع تقنية البومودوروا
بعد فراغك من المذاكرة حتى الظهر يمكنك أخذ قيلولة، وإن وجدت من نفسك حاجة أكثر للنوم فلا بأس أن تستيقظ عصرا، لكن احذر أن يمتد نومك بعد العصر أو حتى المغرب، فكلنا قد جرب أن ينام بعد العصر وأن يستيقظ ويجد في نفسه خمولا وإحساسا بالإرهاق، كما أن النوم بعد العصر سيمنعك من النوم بعد صلاة التراويح فيفْسَدُ بذلكَ برنامجُك.
وأفضل ما تفعله بعد العصر هو ما قد ذكرنا سابقا من التعبد في مسجد قريب أو في بيتك وتلاوة الأوراد.
أما بعد صلاة التراويح فيمكنك أن تُكمِل حاجة جسمك من النوم فتنام حتى موعد السحور أو قبله بقليل، فمجموع ساعات نومك حينئذ 7 ساعات متفرقة تقريبا، وهي فترة ينال فيها جسمك كفايته من النوم.
ونحن نفضل فترة ما بعد صلاة الفجر للمذاكرة، جرب الوقتين وستجد في وقت ما بعد الفجر نشاطًا وصفاءً وتركيزا أفضلَ، وقد دعا النبي –صلى الله عليه وسلم- لنا وقال: “اللهم بارك لأمتي في بكورها”.
فجدير بنا أن نغنَمَ من هذا الوقت وننهل من بركاته.
كما أن لهذه الفترة ميزة أخرى رائعة، وهي أن هذا الوقت – من الفجر وحتى الظهر- تكون مواعيد الامتحانات عادةً، وأنت بهذا تدرب ذهنك على التركيز في هذه الفترة.
فننصح باعتماد هذه الطريقة حتى بعد انقضاء رمضان.
لكن أنت مالكُ أمرك وقرارك، فاختر أيَّ الوقتين أنسب لك وستُحصِلُ منه الفائدة لا شك، بشرط الاستمرارية وألا تنقطع، فأنت على أقل تقدير ستستمر بطريقة من الاثنتين مدة شهر كامل، فأنت بحاجة أن تضبطَ ساعتك الحيوية على وفق أحد الوقتين.
إذن أنت على موعدٍ مع كثير من الإنجاز والنفحات والعطاء في رمضان، ولكن إن صَدَقْتَ العزم فيما تطلب.