هل يطرأ على ذهنك الكثير من الأفكار والخطط بشأن موضوعٍ ما ولكنك لا تجد رؤية واضحة لربط تلك الأفكار؟ هل تبحث عن وسيلة تساعدك على تنظيم المعلومات لسهولة تذكرها لاحقًا؟ هل أنت بحاجة لتعزيز تدفق الأفكار وحل المشكلات بشكل إبداعي؟ إذن أنت بحاجة إلى استخدام الخرائط الذهنية.
تُرى ما هي الخرائط الذهنية؟ ما هي أهميتها؟ ماذا عن استخداماتها؟ كيف تستغل الخرائط الذهنية في التعليم؟ ماهي كيفية رسم خريطة ذهنية ببساطة؟ كل هذه التساؤلات نُجيبكم عنها بين سطور هذا المقال.
ما هي الخرائط الذهنية؟
إن أول من وضع الخرائط الذهنية واستخدمها هو أستاذ الذاكرة المعروف توني بوزان “Tony Buzan” صاحب الإسهامات الكبيرة في مجال الذاكرة؛ وهي ببساطة عبارة عن استبدال فكرة تدوين الملاحظات أو المعلومات بالطريقة التقليدية إلى تخطيطها في صورة خريطة تساعدك على هيكلة الأفكار بصريًا مما يُمكنك من تسجيل المعلومات وترتيب الأفكار وخلق الروابط بينها لتسهيل استيعابها وتذكرها.
تصفح أيضًا: علاج التفكير الزائد والوسواس
أهمية الخرائط الذهنية
تساعد الخريطة الذهنية على تقسيم المشروعات الكبيرة والتخطيط لها بفاعلية دون إرهاق، وعليه سواء كنت تبحث عن طريقة لتدوين أفكار جديدة أو تنظيم معلومات حالية فإن الخرائط ستساعدك على فعل ذلك بمنتهى الكفاءة.
ولو أردنا تلخيص أهمية الخرائط الذهنية في نقاط ستكون كما يلي:
- تخطيط العقل مما يُعزيز الإبداع ويعمل على تدفق الأفكار.
- استخلاص المعلومات والوصول إلى الوضوح بشكل أسرع.
- سهولة إدارة المشاريع الكبيرة بكفاءة أعلى.
- تعزيز القدرة على الاستيعاب وتنظيم المعلومات في الذاكرة بتسلسل هرمي مثالي.
- تساعد الطلاب على تحسين القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات وسهولة استرجاعها.
- يساعد استخدام الصور والعبارات على تثبيت المعلومات بالعقل وبالتالي سهولة نسخها وقت الحاجة.
استخدامات الخرائط الذهنية
لن نكون مبالغين على الإطلاق حين نذكر أنه من الممكن استخدام الخرائط الذهنية في كل شيء بلا استثناء؛ يمكن أن يشمل الأمر رواد الأعمال، الطلاب وحتى ربات المنازل الذين يرغبون في إدارة شئون المنزل بسهولة.
وعلى هذا يُمكننا القول أن استخدامات الخرائط الذهنية متنوعة بين:
- المشروعات التجارية:
حيث يستخدم المستثمرين الخرائط في التخطيط إلى مشروعاتهم وتطوير أفكارهم بشكل تعاوني، إلى جانب إمكانية تقسيم المشروعات المعقدة إلى أجزاء أبسط قابلة للإنجاز بسهولة.
- الدروس التعليمية:
يستخدم الطلاب الخرائط الذهنية من أجل تدوين الملاحظات، تلخيص المعلومات، تخطيط المهام اللازم إتمامها في المستقبل القريب.
كما تُستخدم في تمارين العصف الذهني وتجميع المعلومات من مصادر مختلفة ووضع مُخطط يساعد على حفظ المعلومات بسهولة.
تصفح أيضًا: فوائد تدوين اليوميات الـ 10 في إعداد العظماء
كيف تستغل الخرائط الذهنية في التعليم
من الممكن استخدام الخرائط في التعليم على صعيد التدريس والتعلم على حد سواء؛ فنجد أن هناك البعض يُقرر رسم خريطة ذهنية لمهمة مُعينة؛ بينما يُفضل البعض الآخر رسم خريطة بها لكافة المعلومات التي تلقاها خلال الفصل الدراسي، هذا إلى جانب استخدام المدرسين لها في توضيح وتبسيط المعلومات.
أما عن الطرق والأفكار التي تساعد المدرسين والطلاب على استغلال خرائط الذهن في التعليم فهي تتمثل فيما يلي:
-
تدوين المعلومات:
عادة ما يذكر المُعلم خلال دروسه الكثير من المعلومات التي يصعب تذكر جميعها بعد وقت قليل من انتهاء الدرس؛ وهنا تساعد الخرائط على رسم المعلومات على هيئة مُخطط يشمل كل ما قاله بدايةً من الموضوع الرئيسي وحتى أدق التفاصيل.
-
تنظيم الأفكار وربطها:
يسمح لك التخطيط الذهني بتنظيم الوقت والأفكار وإيجاد الروابط بين كل ما يدور بعقلك مما يُمكنك من إنجاز مهمتك في وقت أقل وبسهولة وكفاءة أعلى.
-
حل المشكلات:
يتعرض كل من المعلمين والطلاب للكثير من المشكلات على مدار الفصل الدراسي، تطبيق خريطة ذهنية للمشكلة يُمكن من رؤية خيارات وحلول مختلفة واختيار الأفضل من بينها، وبالتالي فهي تمكنك من تنظيم عقلك واستخدام المعلومات المتاحة للوصول إلى الحل الأمثل.
تصفح أيضًا: أهم 4 خطوات فعالة تجعل قوي الإرداة والعزيمة
كيفية رسم خريطة ذهنية
والآن وصلنا إلى التساؤل الأهم في مقالنا اليوم كيف يمكنني رسم خريطة ذهنية؟ الإجابة ببساطة تتلخص في 6 خطوات يمكنك اتباعها لإنشاء خريطة ذهنية مُذهلة تُلبي احتياجاتك:
-
حدد الموضوع أو الغرض الرئيسي من الخريطة:
الخرائط الذهنية تبدأ من الداخل ثم تتوسع إلى الخارج ولهذا فإن تحديد الموضوع الرئيسي هو البداية ليكون مركز الخريطة، من الممكن أن يكون الموضوع:
- مشكلة مُعينة.
- مشروع تبحث عن أفكار وخطوات لتنفيذه.
- درس صعب تحاول استذكاره.
دعنا نضرب مثال لموضوع رئيسي وليكن “قارات العالم”
-
أضف الفروع الرئيسية:
وهنا عليك تحديد أهم الفروع المُتعلقة بموضوعك لتنظيم الأفكار والمعلومات ومحاولة توضيحها في تسلسل هرمي بسيط، وبالقياس على مثالنا سنجد أن أهم الفروع قد تكون آسيا، أفريقيا، أوروبا، الأمريكتين، القارة القطبية الجنوبية، استراليا.
-
ابحث عن مواضيع فرعية:
أضف المزيد من المعلومات عن كل فرع رئيسي ولكن في شكل عبارات قصيرة أو كلمة واحدة؛ مع الالتزام بالموضوع الرئيسي للخريطة.
-
إعادة ترتيب الموضوعات:
ليست خطوة رئيسية ولكن قد تشعر بأنك بحاجة إلى ذلك بعد تفريغ كافة المعلومات أمامك؛ يمكنك إعادة ترتيب المعلومات مرة أخرى.
-
الصور والألوان:
ستساعدك الألوان والصور على سهولة الفهم والحفظ ومن ثم سهولة استرجاع المعلومات، عليك تحديد لون للموضوع الرئيسي ولون مختلف للفروع وآخر للمواضيع الفرعية.
من الممكن استبدال شكل الكتابة التقليدي بصور، بالتطبيق على مثالنا تضع صورة للكرة الأرضية في المنتصف وحولها صورة لكل قارة وهكذا، الصور والألوان وسيلة ممتازة.
-
دون ملاحظاتك:
ربما تحتاج بعض النقاط للتوضيح، يمكنك تدوين الملاحظات وإرفاق الملفات أسفل الخريطة الذهنية.
تصفح أيضًا: مبادئ النجاح الـ10 تعرف عليهم لرفع جودة حياتك
بعد كل ما سبق نخلُص إلى أن الخرائط الذهنية وسيلة رائعة تساعدك على التفكير بشكل إبداعي وخلق روابط جديدة بين تلك الأفكار من خلال دمج الرموز والصور التي تساهم في ثبات المعلومة بالعقل وبالتالي سهولة استرجاعها، لذا إذا قررت البحث أو محاولة استذكار أي معلومة عليك تجربة تدوينها بخرائط الذهن والتي ستُحب استخدامها دائمًأ، يمكنكم التعرف على المزيد عن الخرائط الذهنية واستخداماتها من خلال الفيديو التالي عبر قناة دروس أونلاين: