من أكثر المواضيع التي يُطلَبُ منا أن نتكلم عنها هي العمل الحر عبر الإنترنت، وتلبية لهذه الطلبات نقدم إليكم هذا المقال الذي اعتمدنا بشكل أساسي فيه على خبرات ننقلها إليكم من محمود خالد أشهر “فريلانسر” في العالم العربي، وهو شاب مصري درس الهندسة في الجامعة ثم اتجه إلى العمل الحر في مجال الـ Video editor و الـ Monteur (المونتاج)
والذي جنى من عمله ما يفوق 20000 دولار خلال عام واحد فقط!
قد تتساءل وقد كَثُرَ الحديثُ عن العمل الحر، واحتدمت المنافسة بين أهل المجال…
هل ما زال هناك مُتَّسَعُ لمن يرغب في دخول هذا المجال؟
الإجابة نعم؛ هناك دوما مكان للمزيد؛ فلا زال هناك ازدياد من العملاء الذين يبحثون عمن يؤدي لهم خدمات.
إن ما يميز واحد عن الآخر مدى تميُّزِه ووجودُ أعمالٍ سابقة له، وكذا التقييماتُ الإيجابيةُ له، وانتشاره في أوساط مجاله؛ وهذا يحتاج منك –لا شك- بذلٌ ووقت وجهد، وقبل ذلك توفيق من الله -عز وجل-، فالكثير يظن أن ظروف ومتطلبات العمل الحر سهلة وميسورة؛ فأنت –تقريبا- تعمل في أي وقت شئت، وفي أي مكان أحببت، ولا تحتاج ظروفا خاصة لكي تعمل.. وهذا قد يكون صحيحا أحيانا، لكنك لا تُحصِّل ما في الدنيا إلا بأسبابها وقوانينها، ومن الأسباب كما ذكرنا الوقت والسعي وبذل الجهد إن أردت تَميُّزًا.
كما يؤدي وقت تواجُدك دورا مهما في طلب العملاء لك، فبافتراض أن هناك ألفا من الفريلانسر يتواجدون على منصة ما يعرضون خدماتهم، فبالتأكيد لن يكون جميعُهُم متواجدين في نفس الوقت.
إذن فهناك دوما مكان لأي شخص جديد يرغب بدخول مجال العمل الحر وخاصة إذا كان ماهرا ومتميزا فيما يعمل.
فماذا إن لم تمتلك مهارة بعد ولا تعرف كيف تبدأ؟
يمتاز العمل الحر بتعدد مجالاته – والتي تزداد يوما بعد آخر- فيَسْهُلُ عليك أن تجد مجالا قد يناسب ميولك، وأكثرها شيوعا الـ photoshop ، أو الترجمة بين اللغات، ومنهما قد تكون بدايتك في مجال العمل الحر.
كيف تقنع عميلا وليس لك باعٌ طويل في المجال؟
في بداية عملك –ولفترة قد تمتد لشهور- قد تجد صعوبة في العثور على عملاء، فهذه بعض النصائح:
-لا تيأس، واصبر؛ فالكثير لا يلبث أن ينقطع في البداية لإحباطهم بسبب قلة أو انعدام الأعمال التي تُطلب منهم.
– يُستحسن أن تجعل سابقة أعمالك أو تجاربك منظّمة وأن تحسن عرضها. – كما يستحسن أن تُشْعِر العميل بأنك مهتم وتفهم ما يريد فتقترح عليه تعديلات وإضافات.
– ومن المهم كذلك أن تجعل سعر خدمتك التي تقدمها متوسطا، واحذر أن تتدنى بسعرك كثيرا؛ فهذا لن يجذب إليك العملاء بسهولة كما تظن، بل ربما يرتابون من قيمة وجودة ما تُقدِّم!
– أنشئ حسابات على كل منصات ومواقع العمل الحر التي تعرفها.
– اقضِ وقتا طويلا على منصات العمل الحر، فالأمر يشبه أن تقضي يومك في متجر، وتلك المنصات هي متجرك الذي تعرض فيه مهاراتك.
هل أترك كليتي أو عملي في مقابل العمل الحر؟ ومتى أفعل؟
لا ننصح بترك الكلية أو العمل حتى وإن كان منّا من تركهما وأصبح ما هو عليه الآن من تميز ونبوغ في مجاله.
يمكن أن تفكر في ذلك فقط إن تمكنت من مهاراتك لدرجة تستطيع فيها أن تصبح أكثر استقرار ماديا مما أنت عليه الآن، وأقوى مهاريًّا حيث تستطيع أن تُسوِّقَ لنفسك بشكل يقوي انتشارك في أوساط مجالك.
وفي حال قررت ترك عملك الحالي لصالح عملك الحر، فلا بد أن تجعل لك رصيدا من مالك لمدة بضعة أشهر في حال -لا قدر الله- لم توفق.
فلا تأخذك الحماسة وقت البدايات وتقرر ترك كليتك أو عملك!
كيف تتقاضى أجرك من الفريلانس؟
هناك أكثر من طريقة لتسلم الأجر، وتختلف باختلاف المنصة التي تعمل من خلالها، وما عليك إلا أن تتبع شرح المنصة لكيفية إضافة حسابك الذي ستستقبل من خلاله أجرك سواء كان حساب بنكي أو غيره.
ما هو العامل الأكثر تأثيرا في مستواك في العمل الحر؟
لا شك أن صاحب الموهبة يختصر الكثير من المسافات والوقت في العمل، غير أن صاحب العزيمة والاستمرار في بذل الجهد وإن كان لا يملك من الموهبة شيئا قد يفوق ويُبدِعُ أكثر من ذي الموهبة!
فكما ذكرنا، أمورُ الدنيا لها أسبابَها وقوانينَها التي لا تُحصِّلُها إلا بها وإن كنتَ ما كنتَ في الموهبة والذكاء.
من أين أبدأ؟
تذخر مواقع الإنترنت المختلفة بكمًّ هائل من المنصات التعليمية التي تستطيع من خلالها إتقان مهارة ما، وكثير من هذه المواقع مجاني، وأشهرها موقع YouTube ، وبعضها مجاني لفترة تجريبية… المهم أنك أمام كثير من مصادر التعلم المفتوحة، ولا تحتاج غير عزيمة وسعي، وجهاز حاسوب هو مدخلك إلى المجال الذي تُفضِّل، لكن لا تنسَ أن تشتري جهازًا تُناسِبُ إمكانياتُه متطلباتِ المجال الذي ستبدأ فيه، أو ترفع من إمكانيات جهازك إن كنت تملك واحدا بالفعل.