لماذا لا يتقن العرب اللغة الإنجليزية مثل باقي الأمم؟ لماذا العرب لديهم مشكلة مع اللغة الإنجليزية كما يظهر لنا؟
في الحقيقة هذا السؤال في بدايته خاطئ ويجب عدم السؤال عنه، ولكن دعونا نحاول الإجابة عليه لنعرف لماذا؟

لماذا يجب ألا نسأل هذا السؤال؟ أو لماذا هذا السؤال في صياغته خطأ؟
لإنه ينبني على افتراض ليس صحيحا بالأساس، وهو أن كل الأمم والأعراق والجنسيات متقنة للغة الإنجليزية بكفائة، والعرب وحدهم هم من يعانون مشكلة مع اللغة الإنجليزية.

من الممكن أن يكون سؤالك صحيحا استنادا للإحصائيات التي تقول أن العرب يقعون في أسفل التصنيف للأمم التي تتقن اللغة الإنجليزية، ولكن يظل هناك فارق بين الناطقين باللغة من غير الإنجليزين وبين المتحدثين الأصليين بها، حتى وإن اقتربت أحد الدول من اتقان اللغة الإنجليزية وهي بالأساس غير إنجليزية.

ويرجع ذلك إلى عدة أسباب وهي:

ولكن بالنظر في حال دولة مثل مصر، نجد أنها قد احتلت من بريطانيا ما يقارب 70 عام وأكثر، فلماذا لم نتكلم الإنجليزية بطلاقة مثل ما حدث في المغرب مع الفرنسية؟

ودعني أخبرك أن الاحتلال الإنجليزي لم يستطع أن يفرض اللغة الإنجليزية كلغة أساسية في التعليم خصوصا في الأزهر الشريف الذي لا يمكن تدريس مواده العلمية باللغة الإنجليزية والتي تتعلق بشكل أساسي باللغة العربية وقواعدها والعلوم الشرعية التي ليس لها أصل غير عربي.
بالإضافة إلى مجهودات الترجمة التي كانت نشطة في فترة الاحتلال الإنجليزي حيث أن محمد علي كان حريصا على ترجمة العلوم إلى العربية، حتى وصل الأمر أن الطالب كي يتخرج من الكلية التي يدرس فيها لابد عليه أن يترجم كتابا في التخصص الذي سيتخرج منه من الإنجليزية إلى العربية.
كل هذه العوامل حالت بين الإنجليز وبين فرض اللغة الإنجليزية على المصريين كلغة أساسية، وهو بالمناسبة شيء يستحق الإشادة.

لماذا تهيمن اللغة الإنجليزية؟

مشكلة العرب مع اللغة الإنجليزية

قد يتبادر إلى ذهنك الآن أين إجابة سؤالي؟ ولماذا لا يتقن العرب اللغة الإنجليزية مثل باقي الأمم؟
كان لابد من توضيح بعض الأشياء حتى نصل إلى إجابة السؤال.
وإجابة السؤال تتلخص في كلمة واحدة وهي “الثقة”.
قلة الثقة هي العامل الأكبر لعدم اتقان اللغة الإنجليزية لأنه يمنع الشخص من ممارسة اللغة بحرية دون الخوف من الخطأ، وذلك بسبب التربية السيئة التي نشأ الكثير منا عليها وهي التركيز على المظهر وترك الغاية.
والغاية من تحدث اللغة الإنجليزية هو تحقيق التواصل مع الغير بشكل فعال يضمن وصول المعنى المراد، وهذا يحدث بأقل وأبسط الإمكانيات اللغوية ولا يتطلب أن تتحدث مثل الأجانب تماما، أو كالمتحدثين الأصليين للغة.
حيث أن الأجانب يفهمون كل ما نقول حتى لو كان نطقنا لبعض الكلمات بشكل خاطئ.

وقد قمنا بتجربة فعلية بسؤال أحد المتحدثين الأصليين باللغة الإنجليزية عن ما إن كان ضعف اللغة الخاصة بنا يمثل عائقا في التواصل، يمكنك مشاهدة التجربة من هنا :

One Response

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *