متى تبدأ في تعليم ابنك اللغة الإنجليزية؟ هذا ما سنعرفه معا في هذه المقالة.

موقف مذهل وصادم بالنسبة لي عندما كنت أشاهد أحد البرامج التلفزيونية  التي تقوم بعمل تجارب مجتمعية مع المارة، كان المذيع يسأل الأطفال عن الحيوانات وكانوا يجيبون عن أسماءهم باللغة الإنجليزية وبلكنة ممتازة.
ولكن عندما طلب منهم أن يخبروه أسماء هذه الحيوانات باللغة العربية لم يستطيعوا.

وهذا يجعلنا نعرف أن تعليم الأطفال لغة أجنبيه في الصغر بجانب لغتهم الأم هو موضوع خطير وذو أهمية.
لأنه يؤثر على هويته وانتماءه وأفكاره وفي بعض الأحيان يؤثر على دينه.

لاشك أن تعليم الأطفال اللغة الإنجليزية أصبح من أهم الأشياء في هذا العصر، بسبب الإنجليزية هي لغة العلم، فإذا كنت تريد لطفلك أن يتعلم الخبرات الكافية والمهارات التي تؤهله لسوق العمل يجب عليك أن تعلمه اللغة الإنجليزية، ولكن متى تبدأ في ذلك؟
هناك فرضية تقول أنه كلما بدأت تعليم الأطفال اللغة الإنجليزية في سن مبكرة كلما كان ذلك أفضل، لإن القدرة الاستيعابية للطفل في السن الصغيرة تكون عالية جدا.
وهذا ما فعله عمر عبدالرحيم مع ابنه علاء في تعليمه للغة الإنجليزية.

يقول عمر عبدالرحيم أنه عندما أراد تعليم ابنه اللغة الإنجليزية قام بالبحث في مصادر عده، ووجد أنه يجب أن تربط اللغة عند الطفل بشخص معين.
فليس من الجيد أن يكلمه الوالدين معا بلغتين معا، فمن المفترض أن يكلمه الأب مثلا بالإنجليزية والأم باللغة العربية، حتى يتمكن الطفل من ربط الأشياء مع بعضها بصورة صحيحة.
ولكن عمر عبدالرحيم حالة خاصة جدا، لإنه مدرب ومدرس لغة محترف جدا وعنده الخبرة الكافية التي تساعده في التعامل مع ابنه بشكل صحيح، فليس من الجيد تعميم تجربة عمر عبدالرحيم على كل الأطفال.
والذي نأخذه من تجربة عمر أن الطفل كلما تعلم اللغة في سن مبكرة كلما اتقن هذه اللغة بشكل أكبر وأسهل.
ويرجع ذلك إلى المرونة العصبية التي يتمتع بها دماغ الطفل، فالطفل لديه مرونة كبيرة جدا في تكوين الخلايا والروابط العصبية.

ولكن هل ذلك يعني أن الأطفال الأكبر سنا، مثلا في سنة العاشرة لا يستطيعون تعلم اللغة الإنجليزية؟
هنا يجب أن نفرق بين مصطلحين مهمين وهما تعلم اللغة واكتساب اللغة.
والتعلم يكون بشكل واعي على عكس اكتساب اللغة الذي يحدث بشكل غير واعي في حالة الأطفال الصغار.

ولكن محاولة تعليم الأطفال لغة أخرى ليست دائما ناجحة وهذا ما حدث مع كريم السيد.

يقول كريم السيد أنه كان يريد تعليم أولاده اللغة العربية -لأنهم أجانب- وعندما بدأ في ذلك لاحظ أنه تأخروا في الكلام عن الأطفال العاديين.
وعندما قام باستشارة متخصصين أخبروه أن بعض الأطفال يحصل لديهم تأخر في النطق عندما يتم التحدث معهم بلغتين مختلفتين.
الغريب هنا أن “أيان” ابن كريم السيد عندما جاء إلى مصر وذهب إلى مكان متخصص لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، قام بتعلم اللغة في شهرين فقط!
وذلك يقدح في فرضية أن الأطفال يتعلمون أسرع من غيرهم، بل البالغين لديهم القدرة على التعلم الواعي أفضل بكثير من الأطفال، حتى لو كان اكتساب اللغة أفضل عند الأطفال، ولكن في النهاية الوعي مهم جدا!
فالشخص البالغ يتعلم أسرع بكثير من الأطفال، ولكن الأطفال على الرغم من المدة الطويلة التي يأخذونها في اكتساب اللغة إلا أنهم يتقنون اللغة أكثر من البالغين.

الخلاصة

ليس هناك سن معين لتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية أفضل من غيره، تعلم لغة ثانية دائما متاح في أي وقت، بل على العكس تماما، التعلم في الكبر يكون أسرع بكثير.
ومن المهم عند الرغبة في تعليم اللغة للطفل أن نراقب الثقافات والأفكار التي تتسرب إلى عقله مع اللغة نفسها.
لذلك من المهم أن اتقان ابنك للغته الأم أهم بكثير من تعليمه لغة أخرى.
وبعد اتقانه للغته الأم أيا ما كان السن الذي أتقنها فيه، عندها يكون جاهزا لتعلم لغة أخرى بعد أن يكون قد تعرف على لغته الأم واستقى ثقافته وأفكاره منها.

 

يمكنك أيضا مشاهدة الفيديو من هنا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *