كيف تستفيد من الكتاب بأفضل صورة ممكنة؟

ما من قارئ إلا ويتساءل: كيف أستفيد من الكتاب؟ أقرأ وأنسى ما الحل؟ هل أكرر قراءة الكاتب الواحد؟ وغير ذلك من أسئلة القُرَّاء، فجمعنا لكم بعض النصائح العملية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من القراءة.

  1. لا تتسرع في القراءة لتنهيَ الكتاب؛ فالسرعة ليست هدفًا في ذاتها، فالعبرة بما أفاد وبقي، وفي المثل الصيني: “القراءة بلا تأمل كالأكل بغير هضم”.
  2. ظَلِّل الجمل المهمة في الكتاب التي تجمع الأفكار الكلية التي يريد الكاتب أن يناقشها؛ لتراجعها بصورة دورية فتوفّر عليك الوقت والجهد بدلًا من إعادة قراءة الكتاب، فتثبت الفائدة ولا تتفلت.
  3. دوِّن الفوائد والمناقشات التي تخطر ببالك عند القراءة على الجمل التي ظللتها؛ فهذا يزيد استفادتك من الكتاب.

  1. كرِّر قراءة الكتاب الواحد أكثر من مرة؛ فلتكرار قراءة الكتاب أكثر من مرة فائدة كبيرة؛ فذلك يساعد على ترسيخ فوائده، فكلما أعطيت الكتاب؛ أعطاك، وظهر لك من فوائده ما لم يظهر لك في المرة الأولى، وتكرار الكتب كانت طريقة القرّاء الكبار.

قال الكاتب المشهور عباس العقاد:

“اقرأ كتابًا جيدًا ثلاث مرات، أنفع لك من أن تقرأ ثلاث كتب جديدة”.

ويقول الكاتب الأمريكي Stephen King:

“الكتب الجيدة لا تتخلى عن أسرارها دفعة واحدة”.

والأفضل أن يكون هناك فاصل بين القراءة الأولى والقراءة الثانية.
وبالطبع لا تصلح كل الكتب للتكرار، فمن الكتب ما يستحق أن تعيد قراءته، ومنها ما لا يستحق أن تكمل قراءته المرة الأولى!

  1. “أفضل طريقة للتعلم هي التعليم”، فمن أشهر وأنفع طرق ترسيخ الفوائد في الذهن وتكثيرها؛ هي تعليمها لغيرك.

وهذه تجربة الناقد الأدبي إدوارد سعيد، حيث لاحظ أنه أثناء عملية التدريس ذاتها تتفتح له تصورات لم تكن على باله أثناء التحضير، بل وأصبح يستثمر ويدون هذه الأفكار التي تطرأ له أثناء التدريس في مؤلفاته، وعنون إدوارد سعيد لهذا الأمر عنوانًا في أحد كتبه سماه (لطالما تعلّمت أثناء الدرس) يقول في هذا الفصل: “أنا أدرّس منذ أربعين عامًا تقريبًا، ولطالما تعلمت أثناء الدروس نفسها. أفتقد لشيء ما عندما أقرأ وأفكر دون وجود طلاب، ولذلك طالما اعتبرت دروسي ليست روتينًا يفترض القيام به، بل تجربة بحث واستكشاف، وأعتمد كثيرًا جدًا على ردات فعل طلابي. عندما بدأت التدريس في أيامي الأولى، كنت أفرِط في التحضير، كنت أخطط لكل ثانية من الدرس. فيما بعد، اكتشفت أن تعليقات الطلاب يمكنها أن تحفّز أفكارًا ونقاشات لم أكن أتوقعها مسبقًا، وفي كثير من الأحيان كان ذلك يجد مكانه في كتاباتي”.

  1. طبّق ما تعلمته، فالعمل بالعلم له أثر كبير في ترسيخه، ويحفّزك على مواصلة القراءة لما ترى من الأثر في سلوكك وتصرفاتك وحياتك، والعمل هو الغرض المقصود من التعلم لا مجرد تحقيق المتعة وقتل وقت الفراغ.
  2. اقرأ أكثر من كتاب في الوقت نفسه؛ دفعًا للملل، وتنويعًا للمقروء وفائدته، لكن ليكن الكتاب الآخر خفيفا فلا يزاحم عقلك ويشتت أفكارك.

«وخير جليس في الأنام كتاب».

المتنبي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *