نمر جميعًا بفترات صعبة و تنتابنا في تلك الأوقات مزيج من المشاعر بين القلق والتوتر؛ خاصة حين يتعلق الأمر بمصلحة الأسرة أو العمل حينها نتعمق بالتفكير ونظل نبحث عن حلول – إلى هنا الأمر طبيعي وصحي جدًا- ولكن حين تُلاحظ أنك تغرق في سلسلة لا تنتهي من التفكير السلبي؛ أعرف أنك دخلت دائرة الإفراط في التفكير وأن عليك إيقاف الأمر والبحث عن طرق علاج التفكير الزائد.
لذا نصحبكم في هذا المقال عبر دروس أونلاين إلى رحلة نفسية نتعرف خلالها على كل ما يتعلق بالتفكير الزائد، الأعراض، الأسباب وكيفية العلاج فقط تابعونا.
ما هو التفكير الزائد؟
في البداية علينا التفرقة بين فكرة التفكير في حل مشكلة ما وبين الإفراط في التفكير، ولكي تستطيع التفرقة بين الأمرين دعنا نوضح لك الأمر بمثال بسيط.
عندما تشعر بالتوتر والقلق تجاه مشكلة بالعمل فالتفكير الصحي سيجعلك تعمل بجد وتنطلق إلى عملك مُبكرًا مُحاولًا إنجاز الأمر واتخاذ إجراءات فعالة لحل تلك المشكلة، على الجانب الآخر سيشعر الشخص المُصاب بآفة التفكير الزائد بالتوتر والقلق ويُفكر بمنتهى السلبية في المشكلة التي حدثت بالفعل أو المُتوقع حدوثها دون البحث أو التوصل إلى حلول منطقية.
ولهذا يمكننا تعريف التفكير الزائد أنه عادة غير صحية تُسبب المزيد من التوتر الناتج عن التفكير بسلبية والتركيز على ماحدث بالماضي والقلق بشأن المُستقبل بدلًا من البحث عن حلول، تجد الأمر يتكرر في رأسك ولا تستطيع التوقف عن التفكير.
تصفح أيضًا: مفهوم السعادة وطرق الوصول لها
اعراض التفكير الزائد
هناك العديد من الاستراتيجيات التي تمكنك من علاج التفكير الزائد؛ ولكن في البداية تُرى ما هي العلامات التي تُشير إلى أن ما تُعاني منه هو التفكير الزائد وليس مُجرد قلق صحي؟
لايعد التفكير المُفرط اضطراب عقلي ولكنه أحد صور اضطراب القلق العام (GAD) وتظهر أعراضه على هيئة سلوكيات تتمثل فيما يلي:
- خاطر سلبي مستمر في الرأس حول القلق من المستقبل أو الخوف من الماضي ولا يستطيع الشخص إيقافه.
- تحليل تصرفات وأقوال ونظرات الرفاق الجانبية التي ربما لم تكن مقصودة والتفكير في ما وراء هذه التصرفات.
- إعادة قراءة النصوص أو الرسائل أكثر من مرة في محاولة لاستيعاب المعنى أو بالأحرى البحث عن ما وراء العبارات.
- يفترض العقل طوال الوقت تصورات سلبية ويتردد سؤال “ماذا لو” وكأن هناك من يتآمر عليك.
- النوم المتقطع لأن التفكير الزائد يؤرق نومك.
- الشعور بالندم وتوجيه اللوم والتقصير إلى ذاتك طوال الوقت.
- الشعور بقلق مستمر يتعارض مع قدرتك على أداء مهام حياتك بكفاءة.
- صعوبة السيطرة على القلق وعدم القدرة على إيقاف التفكير الذي يدور برأسك.
- تخيل السيناريو الأسوأ دائمًأ والقلق بشأن شيء لم يحدث بالأساس.
- التعميم الخاطيء، عند حدوث أزمة أو فشل في أمر مُعين تظل تردد أن هذا سيحدث في كل ما أقوم به لاحقًا لأن الفشل لن يفارقني.
إن ملاحظة تلك الأعراض واستمرارها لفترة طويلة – ستة أشهر مثلًا – تُنبىء بضرورة البدء في علاج التفكير الزائد وإلا فسوف تدور في دائرة مُنهكة لا تستطيع الخروج منها.
تصفح أيضًا: الكمالية عدو الإنتاجية
اسباب التفكير الزائد
لو تأملنا طبيعة التفكير الزائد لوجدنا أنه دائرة تُحاصرك وتظل بداخلها تُفكر دون فعل، ويتعرض الشخص لهذا نتيجة العديد من الأسباب والتي غالبًأ ما تكون لها علاقة بتصرفات المُحيطن به معه في سن مُبكرة، أيضًا طبيعة الشخصية فهناك أشخاص مُفرطي الحساسية عُرضة لذلك أكثر من غيرهم.
ولو أردنا تلخيص أسباب التفكير الزائد سنجد أنها تتمثل فيما يلي:
- التدليل الزائد في الطفولة:
هنا يكون خطأ الأبوين فهم يلبون كل حاجات الطفل و يبادرون في حل جميع مشكلاته، وبالتالي يعجز عن التصرف في المستقبل ويشك دائمًا في قدرته على اتخاذ قرار أو حل مشكلة مُعينة ليغرق في التفكير وفقط.
- الانتقاد المستمر:
انتقاد الأبوين لأطفالهم أو تعرض الشخص للانتقاد المستمر من المُحيطين به بشكل مستمر يجعله يشك في تصرفاته؛ ويعتقد أن الآخرين على صواب والتفكير حيال كل قول أو تصرف يصدر منه “ربما يكون خطأً”
- التعرض للصدمات:
الصدمات المُتكررة تُصيب الشخص بالتردد وتجعله غير قادر على اتخاذ قرار اعتقادًأ منه أن ما سيفعله سيقوده إلى نفس الصدمة التي تعرض لها من قبل.
- الخوف من نظرة المجتمع:
وضع نظرة المجتمع أولوية والبحث عن الكمال ورضا الآخرين، وهنا يظل الشخص خائفًا من الفشل أو القيام بسلوك خاطئ يُعرضه للوم.
تصفح أيضًا: مبادئ النجاح الـ10 تعرف عليهم لرفع جودة حياتك
أضرار التفكير الزائد
قد يتخيل أحدهم أن أضرار التفكير الزائد هي مجرد حالة من القلق والتوتر فقط، ولكن في الحقيقة الأمر أخطر من ذلك وهذه الأضرار هي ما تُحتم على كل شخص يُعاني من الأعراض السابقة البدء في تلقي علاج التفكير الزائد وإلا فسوف يكون عُرضة للعديد من المشكلات النفسية والصحية مثل:
- الأمراض العقلية:
إنها ليست مبالغة ولكن غرقك في التفكير المفرط سيؤدي بك في النهاية إلى خلل بسلامة قواك العقلية وسيصل الأمر إلى حد الوساوس المُنهكة عقليًا.
- خلل بالذاكرة وخلايا المخ:
يؤدي القلق الزائد إلى إفراز هرمونات معينة ومنها الكورتيزول؛ وزيادة إفراز هذه الهرمونات يُعرض الجزء المسؤول عن الذاكرة بالمخ إلى الخلل عن طريق تغيير بنيته.
- ضعف الجهاز المناعي:
أيضًا أحد أضرار زيادة الكورتيزول في الجسم هو إضعاف الجهاز المناعي مما يجعلك أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض.
- أمراض أخرى:
يؤدي القلق أيضًا إلى الإصابة بمجموعة من الأمراض مثل:
- اضطرابات الجهاز الهضمي لاسيما من يعانون من مشكلة القولون العصبي.
- أمراض القلب والأوعية الدموية نتيجة عدم انتظام ضربات القلب.
- فرط في نشاط الغدة النخامية والغدة الكظرية.
إن البحث عن علاج التفكير الزائد هو طوق النجاة الوحيد لحماية نفسك من الإصابة بتلك الأمراض التي قد تتطور إلى عواقب سيئة جدًا.
تصفح ايضًا: أهم 4 خطوات فعالة تجعل قوي الإرداة والعزيمة
علاج التفكير الزائد والوسواس
إن علاج التفكير الزائد والوسواس يبدأ من عندك أنت، إرادتك في إيقاف الأمر يجب أن تصل إلى أقصى مراحلها، يُقدم الخبراء النفسيون مجموعة من النصائح التي ستساعدك في علاج التفكير الزائد ومنها:
-
أوقف ما يدور في رأسك:
إنها الخطوة الأولى كل ما يساعدك على إيقاف التفكير أفعله، أخرج في تمشية سريعة بالحديقة، مارس فعل تُحبه: التلوين، الطهي أي شيء يجعلك سعيد ويشغلك عن ما يدور برأسك من أفكار.
-
اتبع عادات تجعلك أكثر هدوءًا:
إنها خطوة هامة جدًا ستهديء من ما يدور في عقلك، يمكن أن يتطلب الأمر جلسة استرخاء بها مجموعة من الشموع المُعطرة، أو أي شيء آخر يجعلك أهدأ.
-
ركز فقط على الحاضر:
كلما راودتك أفكار حول الماضي السيء وقلق بشأن المستقبل الذي تتوقع أن يكون سيء أيضًا أوقف هذا بقرار منك، فكر في حاضرك وفقط وحاول أن تجعله أفضل بشتى الطرق.
-
دون أفكارك بالكتابة:
بما أن المشكلة متعلقة بأفكار كثيرة تراودك بشكل مزعج فإن واحدة من خطوات علاج التفكير الزائد هو تدوين تلك الأفكار وكأنك تُخرجها من رأسك وبالتالي لن تُزعجك مُجددًا ها أنت قد دونتها.
-
ثق في قدرتك على اتخاذ القرار وأوقف الصوت السلبي بداخلك:
أنت بحاجة إلى المزيد من الثقة بالنفس، لا تقلق بشأن اتخاذ قرار خاطىء فهذا أفضل بكثير من تلك الدائرة التي تجعلك غير قادر على اتخاذ أي قرار، من الطبيعي أن تُخطأ لا تبالغ في البحث عن الكمال.
-
ركز على الإيجابيات:
تذكر أنه لازال هناك أشياء إيجابية أنت فعلتها وهناك المزيد ستفعله، ماحدث بالماضي به عبرة يمكنك الاستفادة منها وأنت لن تُكرر نفس الخطأ الآن فقد تعلمت الدرس.
-
استعن بمتخصص:
إذا كنت قد اتبعت كل ما سبق من نصائح علاج التفكير الزائد ولازالت تعاني فهنا يأتي دور المعالج النفسي، يمكنك الاستعانة بمتخصص يقدم لك الدعم ويساعدك في تصحيح تفكيرك حتى لا يقودك إلى ما ذكرنا سابقًا من أضرار.
وختامًأ عزيزي تذكر أن قناة دروس أونلاين تُساعدك على التخلص من التفكير الزائد سيؤثر على حياتك الاجتماعية والعملية لذا أنت بحاجة إلى بذل جهد كبير للتخلص منه؛ والبحث عن طريقة تتجاهل بها أفكارك السلبية.
هذا مقالة عمل رائع جدًا احببت المقلات التي لا تكون له علاقة بفيديوهات القناة اتمنى ان تستمروا بهكذا محتوى جميل
انا بحس بجزء من الاعراض دى فعلا