يمُر اليوم الطبيعي على الإنسان بالكثير من الأمور، والأشياء التي يفعلُها بشكل مُتكرر وتلقائي بدون التفكير فيها ولا بذل الجهد فيها أيضًا، حيث يقوم الانسان يوميًا بفعل “عادات يومية سيئة” و”عادات يومية جيدة”.

حيث يوجد نوعان من هذه العادات التي يفعلها الإنسان الطبيعي في يومه، النوع الأول وهي “العادات اليومية الجيدة” وهي أفضل أنواع العادات التي إن استمر عليها الإنسان أصبح التطور بالنسبة له شيء حتمي.

أما النوع الآخر، وهي “العادات اليومية السيئة” وتسمى بهذا الاسم لأنها تَضر فاعلها سوآءًا على المدى القريب أو على المدى البعيد.

واليوم سوف نُسلط الضوء على بعض أنواع هذه العادات اليومية السيئة، بالإضافة إلى أننّا سوف نُعطيك بعض النصائح عن طريقة تجنُبها والتوقف عن فعلها.

وسوف نشرح لك طريقة بسيطة تُساعدك على تجنب أي نوع من أنواع العادات اليومية السيئة، إذا ما هي هذه الطريقة؟ وكيف استخدمُها؟

10 عادات يومية سيئة

اخترنا لك أشهر “10” عادات يومية سيئة يفعلها 95% من الأشخاص يوميًا ومن هذه العادات:

عادات يومية سيئة

أولًا: المهام المُختلفة 

من أكثر عادات يومية سيئة انتشاراً تلك التي يمكن أن تستمر عليها، وذلك لأنها تستنزف طاقتك ولا تشعر بعدها بالإنجاز، وذلك لأنك توزع طاقتك على العديد من المهام في وقتًا واحد.

نعم عقل الإنسان مُتطور جدا، ولكن لا يستطيع أن يعمل عقل الإنسان بأعلى مراحل التركيز على العديد من المهام مثل المذاكرة وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي في نفس الوقت.

وغيرها الكثير من الأمثلة التي تُقاس على هذا الشيء، فتعدد المهام المُتخلفة من اسوء أنواع العادات التي اكتسبها الكثير من الأشخاص، ولا بد أن تبدأ في التوقف عن فعلها، لكي تُحافظ على طاقتك وتبدأ بالإنتاج.

ثانيًا: التصفح المُستمر للبريد الإلكتروني أو الفيسبوك

لا بد لك أن تعلم أن الهدف الأساسي لأي موقع تواصل اجتماعي مثل “فيسبوك” هو أن تقضي عليه أطول وقت مُمكن، لذلك تعمل كل الشركات على الوصول لطريقة نفسية تجعلك لا تستطيع التخلي عنها.

ونجحت الشركات بالفعل في جعل الكثير من الناس لا يستطيعون الجلوس في أي مكان إلا مع تصفح هذه التطبيقات.

 لذلك تُعد عادة التصفح المُستمر من اسواء أنواع العادات اليومية السيئة التي اكتسبها البشر، وربما هي أسوئهم حتى الآن. 

ثالثًا: تأجيل المهام الصعبة

اكتسب الكثير من الناس هذه العادة من العصور القديمة، وهيا عادة نشأت بسبب طبيعة الدماغ البشرية، لأن عقل الإنسان لا يُحب العمل الشاق أبدًا.

ويسعى دائمًا للحصول على هرمون السعادة “Endorphin” من المهام السهلة والسريعة، وذلك لأن المهام الصعبة تجعل العقل البشري في حالة جُهد وتركيز وهي عكس ما يُحبه العقل.

لذلك تم اكتساب هذه العادة في الكثير من البشر، بسبب عدم تدريب عقولهم على تقبل العمل على المهام الصعبة.

رابعًا: الإكثار من الاجتماعات

الإكثار من الاجتماعات هي أحد أشهر عادات يومية سيئة التي اكتسبها الكثير من البشر، وذلك لأن كثرة الاجتماعات والجلوس في التجمُعات سوآءًا أكانت تجمُعات عائلية أو غيرها من التجمُعات.

فيهة عبارة عن هروب مُوقت من المهام والعمل المطلوب من الشخص، بالإضافة إلى الكثير من الوقت الضائع الذي يمُر على هذا الشخص دون وقوع أي استفادة عائدة عليه.

خامسًا: الجلوس طوال اليوم

هناك ما يُسمى بمنطقة الراحة أو “Comfort Zone” وهي المنطقة التي لا يبذل فيها العقل البشري أي مجهود مُطلق، فهيه المنطقة المُفضلة للعقل.

ويتم اكتساب هذه العادة عند تكرارها، وعند الهروب المُستمر من الأعمال والواجبات الواقعة على هذا الشخص.

ومع التكرار المُستمر لهذا الهروب، والخوف المُستمر أيضًا من الخروج من هذه المنطقة أصبحت عادة يومية سيئة للكثير من البشر.

سادسًا: عدم الاستجابة للمنبه

ويتم اكتساب هذه العادة عند عدم استجابتك للمنبه بصورة مُستمر والحصول على العديد من الغفوات المُتكررة.

ومع التكرار لهذه العادة أصبحت استجابتك لصوت المنبه بلا جدوى، لان عند حصولك على غفوة لمدة خمس دقائق يدخل عقلك في حالة سُبات مؤقت، ومع تكرارها يُصبح العقل أقل نشاطًا، وتقل معه قدرة التركيز تدريجيًا. 

سابعًا: الفشل في ترتيب الأولويات

من ضمن العادات اليومية السيئة المُكتسبة خِصيصًا للشباب هي الفشل في ترتيب الأولويات، حيثُ يتم تقديم المهام الغير مُهمة والغير عاجلة على المهام المُهمة والعاجلة.

والتي بدورها تعمل على نفاذ طاقة الجسم والعقل، ويصبح من الصعب على الجسم الاستمرار في تنفيذ المهام ويعصب على العقل أيضًا التركيز لفترة أطول.

لذلك عند تأخير المهام الصعبة عن المهام السهلة يدخل عقلك في حالة كسل، وتهرب من تنفيذ هذه المهام والسبب الأساسي في هذا هو عدم الترتيب الصحيح للمهام التي يجب تنفيذُها.

ثامنًا: التخطيط الصارم

التخطيط الصارم للمهام اليومية وعدم وجود المرونة في هذا التخطيط وهذه الجداول التي يتم وضعها للكثير من المهام، يجعل هناك صعوبة في تنفيذُها.

والسبب في ذلك هو عدم سير الأمور يوميًا كما كُنا نُخطط، لأن المُتغيرات تحدث دومًا، ممّا تجعلُنا في تغير دائم.

بالإضافة إلى عدم وجود رفاهية تبديل المهام في هذا التخطيط الصارم، يجعلنا نتكاسل ونتهاون في تنفيذ كل المهام الموضوعة، ممّا يجعله يفشل بطريقة سيئة ومحبطة، وبدوره يعود هذا الإحباط على نسبة إنتاجُنا.

تاسعًا: العشوائية

العشوائية وعدم التنظيم والترتيب تجعلُنا دومًا في حالة فوضى مُستمرة، وهذا ينعكس دومًا على نسبة الإنتاجية والحالة النفسية للشخص الفوضوي.

لذلك تُعد عادة العشوائية وعدم الترتيب من العادات اليومية السيئة، وتُعد أيضًا من أهم أسباب زيادة نسبة التشتيت وعدم التركيز.

عاشرًا: الهاتف قبل النوم 

عادة استخدام الهاتف قبل النوم من أشهر عادات يومية سيئة التي تم اكتسابُها عند 95% من البشر خصِيصًا الشباب منهم.

حيثُ إن هذه العادة تجلب الكثير من الأمراض المُزمنة، والتي تُؤثر على الحالة العقلية والمزاجية للشخص.

مثل الأمراض التي تُصاب بها العين بسبب الشعاع الأزرق الخارج من الهاتف، والتي تتعرض له العين مباشرةً لفترات كبيرة، ممّا يُسبب جفاف للعين والاحمرار والإحساس بالأم.

بالإضافة إلى أن الشعاع الأزرق الخارج من الهاتف يرسل إشارات إلى المخ تمنعه من الدخول في حالة السُبات التي بدورها تصل إلى النوم.

بل بالعكس تجعله في حالة نشاط دائم، ممّا يُسبب حالة من الأرق وعدم الحصول على النوم بطريقة سليمة وصحية. 

كيف تتخلص من العادات السيئة؟

سوف نخبرك اليوم بطريقة رائعة تجعلك تتخلص من عاداتك اليومية السيئة، ويمكنك عكس هذه الطريقة واكتساب عادات جيدة جديدة، إذًا ما هذه الطريقة؟

هذه الطريقة التي أخبارنا بها الكاتب الرائع “جيمس كلير” في كتابة العظيم “العادات الذرية” هذا الكتاب الذي غير حياة الملايين من الأشخاص وأنا منهم.

ذكر الكاتب أربع قوانين للتوقف عن الاستمرار في العادات اليومية السيئة، بالإضافة إلى أنه يمكنك عكس هذه القوانين، واستخدامها بطريقة مُختلفة تمامًا لاكتساب عادة جديدة وهذه القوانين هي:

أولًا: (الإشارة) اجعلها خفية

لا بد أن يمُر عقلنا بأربع مراحل لكي يكتسب أو يترك عادة من عاداته، والمرحلة الأولى هي الإشارة التي يستجيب لها المخ.

لكي تتوقف عن هذه العادة يجب أن تجعل الإشارة خفية أو غير واضحة، مثل إخفاء الهاتف من المكان الذي تجلس فيه، لأن عقلك سوف يلتقط إشارة الهاتف إذا كان أمامك ويجعلك تُمسك به لا إراديًا.

ثانيًا:(التوق) اجعلها غير جذابة

وهي المرحلة الثانية لا بد أن تجعل الهاتف غير جذاب، بمعنى عدم تحميل تطبيقات التواصل الاجتماعي عليه أو الألعاب التي تُحبُها.

ويمكنك أيضًا إخفائُها بدلًا من الحذف التام، الهدف هنا عدم توفير أي شيء جذاب على الهاتف لكي تُرسل إشارات للمخ بأن هذا الهاتف مُمل.

ثالثًا:(الاستجابة) اجعلها ضعيفة

وهي المرحلة الثالثة، ويجب عليك هنا إغلاق كل الإشعارات والأصوات التي تخرج من الهاتف، لكيلا تحدث عملية استجابة بينك وبين الهاتف عند صدور أي صوت منه، مثل:

رابعًا:(المُكافأة) أجعلها غير مُشبعة

وهي المرحلة الأخيرة، ويجب عليك هنا جعل المُكافأة التي يحصل عليها المخ من هرمون السعادة “Endorphin” غير مشبعة، لكي يشعر المخ بالممل وعدم الشبع ويجعلك تلقائيًا تنفر من استخدام الهاتف.

ويمكنك قياس كل العادات على هذا المثال، واستخدام هذه القوانين في ترك أي عادة يومية سيئة تفعلها، ويمكنك أيضًا عكس هذه القوانين واستخدامُها في اكتساب عادة جيدة جديدة تمامًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *