هذا المقال سيكون بداية مقالات سلسلة مراجعات الكتب التي سننشرها تباعًا إن شاء الله…
وهنا نود أن ننبه أن قراءة أو سماع ملخص للكتاب لا يغني عن قراءته، فربما تكون إفادتك من الكتاب أفضل من إفادتي؛ وذلك لأني قد أهتم بعرض ما أراه نافعا من خلال تجربتي، وما ينقصني من العلم أو الحكمة ليس بالضرورة هو ما ينقصك.
وقد اخترت في هذا المقال أحدَ أكثرِ الكتب تأثيرًا في حياتي، وهو كتابThe obesity code – شيفرة البدانة لصاحبه جايسون فانغ.
وسنعرض الكتاب من خلال خمسة محاور:
- فكرة الكتاب.
- تقييم الكتاب.
- النقاط المهمة.
- تجربتي الشخصية مع الكتاب.
- خلاصة الكتاب.
1- فكرة الكتاب:
لا يخفى علينا أن السمنة هي رأس أمراضٍ كثيرة، والمحفزة لكثير من المشاكل الصحية، ويتناول الكتاب تلك المشكلة والتي هي سمة كثير من الناس في وقتنا الحالي، كما يتعرض لنقد بعض طرق الحمية السائدة، والتي غالبا ما تؤتي ثمارها في أول الأمر، ثم ترتد بعد ذلك فلا تجدي نفعا!
2-تقييم الكتاب:
حصد الكتاب على موقع amazon books تقييمات مرتفعة، فحصل من أكثر من 21 ألف قارئ على تقييم 4.6) /5)، وكذلك فهناك 78% من القارئين قد منحوا الكتاب خمسة نجوم!
والمذهل في تقييمات الناس ليس فقط انبهارهم به، بل اتباعهم لما يرشد الكتاب إليه من حلولٍ علمية ومجرَّبَةٍ لمشكلة السمنة، ومما حفزني لقراءة الكتاب الصورُ التي أرفقها البعض لوزنهم قبل قراءة الكتاب وبعد تجربة حلوله.
3-النقاط المهمة:
يرسخ الكتاب لفكرة هامة؛ وهي أن السمنة مشكلة مركبة، فالأمر ليس ببساطة: كلما أكلتَ أكثرَ زاد وزنُك والعكس!
ويدعم الكتاب فكرة أن السمنة مشكلة هرمونية وليست زيادة سعرات حرارية. إذن فحساب السعرات الحرارية وربطه بالسمنة ليس دقيقا كما يرى الكاتب، بل يربط المشكلة بمستوى هرمونَي الأنسولين والكورتيزول، وبذلك يدحض الكتاب دعاوى كل أنظمة الحمية المغايرة التي تربط السمنة بكثرة الأكل أو تقليل السعرات الحرارية في الوجبات؛ فربما تنجح تلك الأنظمة على المدى القريب، لكن على المدى البعيد لن تجدي تلك الأنظمة، بل ربما تتسبب في مشاكل صحية أخرى.
1-3- ربما تندهش إذا عرفت أن الكتاب يرى أن الرياضة لا تساعد كثيرا كما نظن في مشكلة السمنة؛ فتأثريرها الإيجابي في تقليل الوزن قد لا يتخطى نسبة 5% فقط! فالأثر الأكبر لتقليل الوزن يعود إلى انتقاء ما تأكل، وتكون ممارسة الرياضة حينئذٍ عاملًا مساعدًا في عملية تقليل الوزن.
إذن فللرياضة -كما يرى الكاتب- مميزات كثيرة، لكن ليس من أهمها فقدان الوزن الزائد.
2-3- يسلط الكتابُ الضوءَ على جانب إيجابي لا نراه في تعامل جسمنا مع الغذاء؛ فما يزعجنا ونلاحظه هو أننا نحتاج قدرا كبيرا من الجهد لحرقِ قدرٍ ضئيل من السعرات الحرارية ؛ فيُحيلُ الكتابُ انتباهنا إلى جميل صنع الله -عز وجلّ-؛ وهو الجانب الإيجابي؛ فبنفس المنطق الحسابي فقدرٌ قليلٌ من نوع غذاء معين هو ما يمنحك طاقة كبيرة تعينك في يومك!
3-3- ينصح الكتاب بتقليل النشويات، وعلى رأسها الأرز، فهي ليست بالأهمية الغذائية المرتفعة ليستفيد منها جسمنا، بل يكون له أثرٌ سلبيٌ علينا. فبتقليل النشويات يبدأ الجسم في استمداد الطاقة من الدهون وبذلك يقل الوزن. فالفكرة الجوهرية للكتاب هي التحكم في مستوى الأنسولين في جسدك؛ فالأنسولين هو ما يحفز تخزين الدهون، فبزيادته يخزن الجسم الدهون، وبنقصانه يبدأ الجسم بحرق الدهون.
4-تجربتي الشخصية مع الكتاب:
منذُ توقفت عن تناول النشويات في طعامي، لاحظت تغيرًا في معدل نشاطي وانتباهي، فلم أعتد محتاجا كالسابق إلى المنبهات كالقهوة لرفع تركيزي أثناء اليوم، كما لم أعد أشعر بعد الطعام بخمول وميل للاسترخاء، ووجدت أن جودة نومي صارت أفضل، وقد كان تناولي للنشويات من أسباب تلك الأعراض.
كما استطعت الصوم متقطعا لمدة 24 ساعة متواصلة دون أن أشعر بأعراض الصوم مثل الصداع والشعور بمزاج سيئ.
5-خلاصة الكتاب:
إن كنت تعاني من السمنة أو داء السكر، أو جربت كثيرا اتباع نُظُمًا مختلفة للحمية ولم تجدِ نفعا، فنرى أن هذا الكتاب سيكون ذا نفع كبير لك -إن شاء الله-، فالكتاب يُعّرِفُكَ بالأسباب التي تستدعي أن تتوقف عن تناول أطعمة معينة، وما تفعله أنواع الغذاء المختلفة بجسمك، وحينها ستتبع نظاما غذائيا صحيا دون ضغوط الإحساس الحرمان والمنع التي غالبا ما تكون أسبابا لفشل النظم الغذائية الأخرى.