Table of Contents
إن الوعي الذاتي من أهم المهارات الحياتية التي يجب اكتسابها؛ حيث يشعر الكثير من الأشخاص في بعض الأوقات بأن هناك جوانب في حياتهم وشخصياتهم لا يفهمونها، وأن هناك مواقف وسلوكيات يقومون بها تسبب لهم مشكلات ونتائج سيئة ولكنهم لا يتوقفون عن ممارستها؛ لذلك لابد من اكتساب مهارة الوعي الذاتي والذي يمكننا من فهم أنفسنا وتصرفاتنا بشكل أفضل.
في السطور التالية بموقع دروس أونلاين سوف نتعرف على مفهوم الوعي الذاتي، أهميته، وكيفية تطويره فتابعونا.
ما هو الوعي الذاتي؟
الوعي الذاتي أو ما يسمى بالإنجليزية “Self-awareness” هو انتباه الشخص إلى الطريقة التي يفكر بها ويتصرف على أساسها، أما عن مفهوم الوعي الذاتي بشكل أكثر تفصيلًا فهو:

- البحث عن الأشكال المختلفة لطرق التفكير التي نستعملها وطريقة ملاحظة المواقف التي تواجهنا بالإضافة إلى طريقتنا في تفسير الأشياء وفهم ما يحدث في العالم من حولنا.
- فهم أمزجتنا المختلفة ومشاعرنا بدلًا من العمل على إصلاحها أو تجنبها.
- ملاحظة الطريقة التي نتصرف بها في المواقف المختلفة ومعرفة طريقة استجابتنا للأشياء وسلوكياتنا وعاداتنا.
وبشكل مختصر الوعي الذاتي هو محاولة فهم أنفسنا بشكل أفضل.
تصفح ايضًا: أهم 7 مهارات للتفكير الإيجابي وأهم قواعده
فائدة الوعي الذاتي
الوعي الذاتي له فوائد كثيرة يمكن حصر بعضها في النقاط التالية:
-
إقامة علاقات أفضل
لن تتمكن من تحديد ما تريده من علاقتك بالآخرين ما لم تكن تلك الأمور واضحة لك بينك وبين نفسك، كما أن الوعي المتدني بالذات يجعل الشخص دفاعيًا في تعامله مع الآخرين؛ مما يؤدي لفشل العلاقات الاجتماعية لذلك عليك التعرف على نفسك أولًا لتتمكن من تكوين علاقات ناجحة مع الآخرين.
-
تعديل المزاج
يرتبط مزاجنا ومشاعرنا بطريقة تصرفنا وأفكارنا، وعندما يكون لدينا وعي أكبر بالعلاقة المتبادلة بين مشاعرنا وتصرفاتنا وافكارنا؛ يكون من السهل علينا تنظيم هذه المشاعر والتحكم فيها مما يساعد على تحسين المزاج.
-
تحسين مهارات اتخاذ القرار
تؤدى ردود الفعل العاطفية والأفكار المتضاربة إلى اتخاذ قرارات خاطئة لذلك عندما يصبح لدينا وعى ذاتي بمشاعرنا وطريقة تفكيرنا؛ سوف نتمكن من التمييز بين أهدافنا طويلة الأجل والرغبات المفاجئة وبذلك يمكننا اتخاذ قرارات سليمة مبنية على تفكير منظم وليس رغبات وقتية مفاجئة.
تصفح أيضًا: 10 من أهم مهارات العمل هي أسرار للنجاح
-
تقوية مهارات التواصل الفعالة
عندما يكون لديك وعى ذاتي بما تريده وما تؤمن به سوف يمكن لك التواصل بطريقة أفضل مع أصدقائك، زملائك في العمل وأسرتك لذلك كلما عرفت نفسك بشكل أفضل كلما تمكنت من التعامل مع الآخرين بطريقة أفضل.
-
رفع الإنتاجية
قلة الإنتاجية والتسويف والتأجيل لا تكون بسبب قلة الجهد في العمل فقط؛ ولكن هناك أسباب داخلية عند الشخص تؤثر على إنتاجيته بشكل سلبي، وعندما يواجه شخص صعوبة في ذهابه إلى عمله فإن ذلك يمكن أن يرجع إلى مشاعر أو أفكار تعوق طريقه لذلك يساعد تحسين الوعي الذاتي في القضاء على جزء كبير من الأشياء التي تعوق زيادة الإنتاجية.
ويُمكنك تعلم افكار جديدة لرفع جودة حياتك من خلال الفيديو التالي لأحمد ابو زيد:
طريقة اختبار الوعي الذاتي
نظرا لأهمية الوعي الذاتي في أغلب جوانب الحياة لذلك يجب أن يعرف كل شخص إذا كان يمتلك وعي بذاته أم لا ولكي يتم اختبار الوعي الذاتي يجب أن يكون الشخص قادر على الإجابة على أسئلة اختبار الوعي بالذات التي يقدمها مركز INLP، ويساعد هذا الاختبار على قياس مدى وعي الشخص بنفسه وذاته وهو مجاني بدون مصاريف وقام بتصميمه مدرب البرمجة اللغوية العصبية Mike Bundrant والذي يمتلك 25 سنة من الخبرة في تقديم الاستشارات النفسية.
يحتوي الاختبار على 12 سؤال وعند الإجابة على كل سؤال يحصل الشخص على علامة معينة كما يتم تقديم تحليل عن مستوى الوعي الذاتي والجوانب التي تحتاج إلى تطوير.
تصفح أيضًا: أنواع الذكاءات المتعددة
كيفية تطوير الوعي الذاتي في 30 يوم؟
بعد أن يتعرف الشخص على مستوى وعيه بذاته ويكتشف أنه يحتاج إلى تطوير يجب عليه التعرف على كيفية تطوير الوعي الذاتي ويتم ذلك من خلال عدة خطوات وهي كالتالي:
استعمل ماذا بدل من كلمة لماذا
في بعض الحالات يطرح الأشخاص اسئلة مثل لماذا أنا حزين، ولماذا لا تسير الأمور كما أريد، ولماذا يعاقبني رئيسي في العمل.
ولكن الأشخاص الذين لديهم وعي عالي بذاتهم يطرحون أسئلة تبدأ بكلمة ماذا لأنها سوف تكون اسئلة نافعة أكثر بالنسبة لهم لأنها تركز على المستقبل أكثر من الماضي.
فعلى سبيل المثال إذا كان الشخص يشعر بالإحباط في عمله ويقوم بطرح سؤال مثل لماذا أشعر بالإحباط؛ سوف يجد أنه يشعر بالمزيد من الإحباط، ولكن إذا سأل نفسه ما هي الأمور التي تجعلني أشعر بالإحباط في العمل؛ سوف يجد نفسه يفكر في الأشياء الخارجة عن إرادته والتي تعوقه عن تحقيق أهدافه مما يجعله يفكر في طريقة لإصلاح هذه الأمور.
تصفح أيضًا: 9 نصائح للمذاكرة الناجحة
كن منتبه لما يضايقك في الآخرين
في الحقيقة أن الكثير من الأشياء التي تضايق بعض الناس في الآخرين هي مجرد انعكاس لأشياء وصفات موجودة لديهم هم بالفعل؛ حيث من المعروف أن كل شخص لديه صفات وسلوكيات لا يحبها في نفسه وبسبب عدم قدرته على تغييرها يقوم بتجاهلها.
ولكن هذا الحل ليس مناسبا على المدى البعيد والأفضل أن يسأل الشخص نفسه “هل الصفات والسلوكيات التي تضايقني في الآخرين هي انعكاس لصفات موجودة عندي” وسوف تساعدك الإجابة على هذا السؤال في معرفة ذاتك بشكل أفضل.
اقرأ القصص الخيالية
تساعد قراءة القصص الخيالية التي تكون جودتها عالية في فهم طبيعة الآخرين وكلما لاحظت الآخرين بشكل جيد تمكنت من فهم نفسك بشكل أفضل.
احصل على تغذية عكسية وقم بتقبلها
الكثير من الأشخاص لا يسعوا الى الحصول على تغذية راجعة عن أنفسهم رغم أن التغذية الراجعة تعد من طرق النمو الشخصي الفعالة.
لذلك يمكن لك اختيار شخص قريب منك لكي يقدم لك تغذية عكسية ويخبرك عن جوانبك السلبية التي تحتاج إلى إصلاح ثم تقبل هذا النقد بصدر رحب، واعمل على تغيير هذه الجوانب السلبية في نفسك.
قم برحلة صغيرة
تساعد الرحلات وزيارة الأماكن الجديدة في الخروج من الروتين اليومي الذي يمكن أن يكون ممل، كما أنها تساعدك على التعرف على ذاتك بشكل أوضح، وليس المقصود بالرحلة هو الذهاب خارج البلاد ولكن يمكن السفر إلى مدينة قريبة أو التعرف على أجزاء من مدينتك لم تكن تعرفها مثل شوارع وأحياء بعيدة عنك لم تزرها من قبل.
تعلم مهارة جديدة
يساعدنا تعلم مهارات جديدة في تغيير طريقة تفكيرنا وزيادة وعينا بذاتنا حيث يحتاج تعلم مهارة جديدة إلى عقل مرن يرى الأحداث بمنظار جديد مثل عقل الاطفال.
تصفح أيضًا: أهم 9 طرق لتغيير التفكير السلبي
خصص جزء من وقتك لتوضيح مبادئك وقيمك
لا تترك نفسك لكي تغرق في مشاغل الحياة؛ ولكن خذ وقت للتفكير في طموحك وقيمك العليا مثل ما هو هدفك في الحياة، وما الذي جعلك تشعر بالفخر في حياتك وسوف تساعدك هذه الأسئلة العميقة على فهم نفسك وذاتك.
ولكي تنفذ هذه الخطوة بالشكل الصحيح يمكن لك قضاء نصف ساعة كل شهر مع نفسك؛ لكي تتحدث عن أهدافك العليا ومبادئك وقيمك، ويمكن لك كتابة الأمور التي ترغب في تحقيقها في ورقة وليس المطلوب منك في هذه الخطوة أن تكون فيلسوف ولكن هي مهارة مهمة سوف تساعدك في فهم نفسك بشكل أفضل.
ولكن يجب التعرف على اهمية الاستمرارية في هذه المبادئ فهي أهم من الكمية، ويُمكنك مشاهدة ذلك في فيديو احمد ابو زيد عن الاستمرارية والكمية:
أنا نورا محسن، عاشِقة لكتابة المحتوى بمختلف أنواعه، وسرد الأحداث بأسلوب مميز، وأحاول دائمًا التطوير لتحسين كِتاباتي؛ لكي أخوض الكتابة في تجارب جديدة دون قلق أو خوف.