Table of Contents
ما هي القراءة السريعة؟ هل سألت نفسك هذا السؤال يوما ما؟ أراغب في معرفة هذه المهارة التي تُسهل عليك قراءة ألوف الكُتب في وقت قصير وكسب مهارات والانغماس في الثقافات الأخرى لإشباع معرفتك.
لا داعِ للتفكير الكثير وباعد معضلة بُطء القراءة التي تدس التكاسل في عقول الكثيرين الذين يرغبون في قراءة الكتب ولكن ليس لديهم الوقت أو يملون من القراءة سريعاً: وذا عن طريق إسكار العقل بالقراءة السريعة حتى يتقنها.
لذا، في هذه المقالة عبر دروس أونلاين أسمح لي أن أُمد لك يدي للتعاون معك في معرفة القراءة السريعة وفوائدها، وسأمدك بخطوات فعالة يُمكنك السير وفقاً لها لقراءة الكتب بسرعة بالغة.
ما هي القراءة السريعة؟
القراءة السريعة هي أفضل ضرب يحل مُشكلة القراءة لمن يحبونها ولكن يملون سريعاً منها، فهي تهتم – في الغالب – بإشباع رغبة القارئ في وقت قصير، وتعريفها أنها مجموعة من الأساليب الهادفة لرفع منسوب الوقت القرائي دون أن يُشكل أي مؤثرات على الحفظ والفهم، كما تَعُد هذا النوع من القراءات هو الأفضل…. نظراً لاعتمادها على استخدام الذاكرة والقضاء على القراءة الصامتة.
لكن دائما ما يبحث القُراء عن مزايا وفوائد القراءة الدسمة التي سَتُعاود عليه عند اتقانها واستخدامها دوماً عن القراءة الصامتة – قراءة العين – التي يعتادونها.
ما مميزات القراءة السريعة؟
تَشبعت القراءة السريعة بمميزات كثيرة دعنا نتناول توضيحها لك الآن:
- إشباع العقل بألوف المعلومات في وقت قصير.
- كِبَر القدرة الداخلية على مواكبة العلوم والمجالات المُختلفة؛ مما يُساعد القارئ على نهل علم جديد من بحر العلوم المُتجددة.
- تحمل القراءة السريعة لصاحبها زيادة في منسوب القراءة السنوية للكُتب.
- مع مرور الوقت في ممارسة القراءة السريعة تستزيد قدرة القارئ على التركيز.
- تحصيل مهارة جديدة لدى العقل وهي سرعة كسب المعلومات الجديدة.
هل هذه المميزات فقط؟ بالطبع لا. ما زلنا في حاجة مُلِحة إلى فهم أهمية القراءة السريعة.
أهميّة القراءة السّريعة
كما قلنا في السابق أن القراءة السّريعة لها عديد من المميزات ولكن… لها أيضًا أهمية في حياة كل قارئ يتمرسها، فما هي أهميتها التي تستزيدك إيجابية؟
- تنمية مهارات الفرد الذّهنيّة وخاصّة عدم التناسي – القدرة على التّذكّر – مما تَجعل العقل نَشِط باستمرار.
- تَعزيز المهنة العقلية لاستقبال المعلومات، والقدرة على استنتاج الأفعال والتوقعات بشكل سريع.
- تحفيز العقل على معرفة المزيد دائماً وهو ما لا تفعله القراءةُ التّقليديّة.
- زيادة الثّقة بالنّفس والقدرة على الدخول في مناقشات مختلفة لوجود عِلم مُترسخ داخل العقل ومواكبة للعلوم الأخريات.
- فتح أبواب المعرفة المُختلفة وسهولة إشباع العقل بما يريده بكل سهولة.
قل لنفسك دائماً: أنا قادر على تعلم القراءة السريعة وكسب تلك الأهميات لنفسي.
كيف تتعلم القراءة السريعة؟
لكي تتعلم القراءة السريعة بالمعنى الحقيقي، تحتاج إلى المرور بثلاث خطوات أساسية هي:
- مرحلة التعليم والتدريب.
- مرحلة تصفح المعلومات السريع.
- مرحلة قياس السرعة والأداء.
دعنا نوضح كل مرحلة على حدة وإشباعك بالتفاصيل، لكن قبل ذلك سأوضح لك الأشياء التي ستحتاج إليها عند تعلم القراءة السريعة:
- مواد للقراءة (الكتب – المجالات – المقالات …إلخ).
- سدادات أذن (عند التواجد في الأماكن الصاخبة).
- منبه أو ساعة توقيت.
- بطاقة صغيرة أو متوسطة الحجم.
المرحلة الأولى: مرحلة التعليم والتدريب
إن الهدف يتمحور في هذه المرحلة حول تعليم ذاتك للمهارة الجديدة، أو كما نَقُول نحن في مجال القراءة السريعة والكِتابة السريعة – وضع الأساس للقراءة – حتى تَصبح مُتمكن يوما ما من قراءة الكُتب دون استهلاك وقت كثير، وفي هذه المرحلة ست خطوات مُتسلسلة. سنتناول توضحها الآن ثم نبدأ بسرد تفاصيلها:
- ضع هاتفك الذكي على وضع الصامت إذا كُنت ليس في حاجة له أثناء هذا الوقت.
- لا تُخاطب نفسك بما تقرأ وكُن صامتاً هذا هو الأفضل حتى تستوعب المعلومة، وإذ كُنت ممن يتحدثون أثناء القراءة يُمكنك مضغ العلكة فهي تُساعد على تشغيل عضلات النطق الصامت أو وضع يديك على فمك أو التحكم في نفسك إذا تحدثت توقف.
- غطِ ما تم إدراكه أثناء القراءة حتى لا تعود له وتستهلك وقت في قراءة نفس الفقرة، فهذا يحدث لنا كثيراً عند القراءة حيث يتحرك بصرنا إلى فقرات قُمنا بقراءتها مُسبقاً، للمحافظة على الوقت وعدم استهلاكه عليك استخدام بطاقة صغيرة لتغطية ما تقوم بقراءته.
- افهم حركات العين حتى تقرأ صحيحاً، لأن القراءة إلا عندما تتوقف العينان عن الحركة، لذلك عليك وقف هذه الحركات حتى تزيد من سرعة قراءتك وفهم ما تقرأه في آن واحد.
- درب عينيك على قلة الحركة دائماً، مخ الإنسان في الأغلب يقوم بتحديد حركة العينين وذلك عن طريق هذا التمرين:
- عليك وضع بطاقة صغيرة فوق السطر الذي تقرأه.
- ضع x على البطاقة فوق الكلمة الاولى، ثم بعد 5 كلمات ثم بعد 7 كلمات أخرى وهكذا حتى نهاية السطر.
- ثم اقرأ النص سريعاً مع تركيز الإبصار على ما تحت العلامات المُحددة.
- حدد للقراءة سرعة أكبر من قدرتك على الاستيعاب وذلك حتى يتم تحسين ردود فعلك مع ازدياد سرعتك في القراءة، وذلك عن طريق الخطوات التالية:
- استخدم قلم عند القراءة ومرره على السطور عند القراءة واقرأ مدة نطق عبارة (موضعَ كلمةْ)، حتى إن لم تفهم اقرأ فقط.
- استمر لمدة دقيقتان مع تركيز تحريك عينيك على الكلام حتى تنتهي الدقيقتين بالكامل.
- استرح لمدة دقيقة وهذه الاستراحة لازمة، ثم اقرأ لثلاث دقائق أخر، ثم مرر قلمك على سطرين وليس سطر واحد واقرأ مدة نطق عبارة (موضعَ كلمةْ).
- جرب برامج العرض البصري سريع التتابع RSVP (Rapid Serial Visual Presentation)، إذا كانت الخطوات السابقة ثقيلة ولا تستطيع تطبيقها بشكل كافي.
المرحلة الثانية: مرحلة تصفح المعلومات السريع
واحدة من أهم المراحل التي سوف تستفيد منها في حياتك بشكل عام هو مرحلة التصفح السريع للمعلومات، فهذه المرحلة تَصنع في عقل القارئ جانب جديد في التصفح لمختلف المعلومات، فيزرع بداخلك حب البحث المعلومات أي كان، فتجد نفسك تلقائياً ذاهباً الى البحث عندما تحتاج معرفة أي شيء أفضل من سؤال غيرك مما يزيد إدراكك للمعلومة التي تحصل عليها.وهذه المرحلة يتوجب عليك المرور بـ سبع خطوات مهمة وهي كالتالي:
- اختيار وقت التصفح المناسب لعقلك حتى تستوعب المعلومة التي تبحث عنها.
- قراءة العناوين ورؤوس الأقسام في البداية حتى يتكون لدى عقل الخلفية العامة عن الموضوع الذي سوف تقرأه.
- قراءة أوائل الأقسام وأواخرها والملخصات التي يحتوي عليها كل كتاب، هذا يُساعدك – عادةً – على فهم الموضوع بسرعة أكبر.
- تظليل الكلمات المهمة التي تلفت نظرك وتجذب انتباهك أثناء التصفح، حيث يمكنك الربط بين هذه الكلمات وبين الموضوع وأيضًا الأفكار التي يحملها فيُساعد ذاكرتك على الفهم والتذكر له في أي وقت بطريقة أفضل.
- تفحص جميع الإنفوجرافيك التي يحتوي عليها الكتاب إذا كانت صور أو أشكال أو خرائط ذهنية، وإذا كان كتاب إلكترونياً ويحتوي على فيديوهات شاهدها، لأن تلك العناصر تحتوي – في الغالب – على معلومات مفيدة وشاملة وموضحة للمضمون.
- عندما تجد نفسك مُشتت أثناء القراءة قم بقراءة بداية كل فقرة – عادة – ما تقدم بداية كل فقرة الفكر الرئيسية لكل الفقرة.
- بعد الانتهاء عُد إلى الكلمات التي قمت بتظليلها ومر عليها بعينيك سريعاً وفك هل انت مُتفهم ما تضمنه تلك الصفحة أم لا، و إذا كان يوجد كلمة تنساها عليك قراءة بعض الجمل من حولها لتذكر المقصود.
المرحلة الثالثة: مرحلة قياس السرعة والأداء
تستطيع من خلال القراءة السريعة أن تدخل قائمة العباقرة مثل جون ستيوارت ميل الفيلسوف والاقتصادي البريطاني الذي انضم اسمه إلى قائمة العباقرة بعد أن تعلم القراءة الأسبوعية بِناءً على رغبة والده وكان يقرأ أسبوعياً كُتب متعددة ويناقش والده اسبوعياً فيما استفاده منها، وكان أهم عنصر مُساعد له هو قياس السرعة والأداء منذ بداية تعلمه وحتى وصل لـ رقم 90 في قائمة العباقرة، لكن كيف تكون هذه المرحلة؟
هذه المرحلة يُمكن اختصارها في نقطتين وهم:
- متابعة سرعة الأداء في القراءة والوقت الذي تستغرقه لقراءة كل صفحة وكُل كُتيب هل تزداد أو تنقص؟ ويُمكن لكُل قارئ تحديد عدد الكلمات التي يقوم بقراءتها من خلال أربع خطوات متسلسلة:
- عدّ كلمات الصفحة، أو عدّ كلمات السطر الواحد ثم اضرب الحاصل في عدد سطور الصفحة.
- ضبط المنبه على مدة عشر دقائق فقط وابدأ بالقراءة وعند تصفير منبهك توقف وشاهد كم قرأت في تلك المُدة.
- قُم بعد ذلك بضرب عدد الصفحات التي قُمت بقرأتها في عدد الكلمات بالصفحة الواحدة، ثم قسم ناتج هذه العملية على 10 حتى تحصل على عدد الكلمات المقروءة في الدقيقة الواحدة (عدد الصفحات المقروءة x عدد كمات الصفحة الواحدة ÷ 10).
- ضع لنفسك هدف الاستمرارية قبل بدء القراءة حتى تتحسن سرعة قراءتك وتستطيع مضاعفة عدد الكلمات التي تقوم بقراءته في نفس الوقت المُحدد.
بالتالي إذا قُمت بالتعلم الجيد والتصفح السريع مع الاستمرار وقياس ادائك ومقارنته بأدائك حينما بدأت سوف تتمكن من مهارة القراءة السريعة في وقت قليل وهي من أكثر الأشياء التي تجعلك تستفاد من الوقت مثلما ذكرت لكم في مقالي عن فن إدارة الوقت وهذا هو هدفنا من تلك الخطوات.
ويُمكنك مشاهدة كيف تتعلم الكتابة السريعة ايضًا من خلال هذا الفيديو لأحمد أبو زيد:
أنا نورا محسن، عاشِقة لكتابة المحتوى بمختلف أنواعه، وسرد الأحداث بأسلوب مميز، وأحاول دائمًا التطوير لتحسين كِتاباتي؛ لكي أخوض الكتابة في تجارب جديدة دون قلق أو خوف.