الصدمة النفسية – مراحل وأعراض وعلاج اضطراب ما بعد الصدمة


الصدمة النفسية
الصدمة النفسية

هل تساءلت يوماً عن معنى الصدمة النفسية وكيف يكون حال صاحبها؟ هل بحثت مُسبقاً عن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أو الكرب وترغب في معرفتها لتجنبها والتعافي منها سريعًا عند ظهورها عليك؟

لا تقلق الآن سوف أجيبك عبر هذا المقال في موقع دروس أونلاين الذي نناقش فيه مختلف المواضيع النفسية وكيفية التعافي منها، فـ الصدمة النفسية تحدث للشخص عند التعرض لموقف أو مشكلة كبيرة، يجد نفسه عاجز عن مواجهتها مما يجعله يقع تحت عبء نفسي ثقيل ويصاب بالرعب والخوف الشديد.

ومن أنواع المواقف التي يكون من الصعب على الشخص مواجهتها بسهولة هي الكوارث الطبيعية وفقد شخص عزيز والإصابة بمرض خطير وغيرها من المواقف التي يمكن أن تسبب صدمات شديدة لمن يمر بها، والآن سوف نناقش كل ذلك بالتفصيل.

ما هي الصدمة النفسية؟

يتعرض الكثير من الأشخاص في حياتهم لمواقف صعبة مثل الاعتداء الجنسي أو حادث سيارة أو غير ذلك من المواقف الصعبة، والتي تشكل عبء نفسي كبير على أي شخص؛ مما يُصيبه بصدمة نفسية يحتاج إلى وقت للعمل على علاجها حتى تعود الحياة إلى شكلها الطبيعي.

ومن المعروف أن الصدمات النفسية لها تأثيرات سلبية كبيرة مثل: اضطراب النوم، وحدوث الآلام الجسدية، وحدوث اضطراب في علاقات الشخص العملية والشخصية، مما يتسبب في عدم قدرة الشخص على الاستمتاع بحياته لذلك لابد من العمل على مواجهة هذه الصدمات النفسية في أسرع وقت. 

"ما

أعراض الصدمة النفسية  

الصدمة النفسية التي يتعرض لها الشخص يكون لها عدد من الأعراض وهي كالتالي: 

  • عدد كبير من المشاعر التي تكون بعد الحادث بشكل مباشرة أو بعده على المدى الطويل.
  • يمكن أن تتضمن تلك المشاعر العجز والإرهاق وعدم القدرة على معالجة التجارب التي يمر بها الشخص. 
  • يمكن أن تؤدي الصدمة النفسية لعدد من الأعراض الجسدية والتأثيرات وإذا لم تنخفض حدة الأعراض واستمرت فترة طويلة يمكن ان نعتبر ان الصدمة تطورت إلى اضطراب ما بعد الصدمة.
  • يمكن أن يتعرض الشخص المصاب إلى انفعالات عاطفية.
  • يميل الشخص المصاب للانعزال عن الناس لأنه يجد صعوبة في التكيف مع ما يمر به. 
  • يحاول الأشخاص المصابين بالصدمة النفسية استرجاع ذكريات الماضي المؤلمة وتذكر الكوابيس والأحداث الصادمة.

يمكن أن يتعرض المصاب بالصدمة النفسية لعدد من الأعراض الجسدية والنفسية، ومن أهم هذه الأعراض الإحساس بالعار، الحزن، الخوف، الغضب، الإنكار، تشوش التفكير، القلق، عدم القدرة على التركيز والاكتئاب والشعور بالذنب. 

ومن الأعراض الجسدية التي يتعرض لها الشخص المصاب بالصدمة النفسية أيضًا:

  •  التعرق.
  • اضطرابات التنفس.
  •  سرعة دقات القلب.
  • حالة الضعف والوهن العام.
  • حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • الصداع. 

ومن خلال هذه الأعراض التي تكون مصاحبة للصدمة النفسية يمكن لأفراد الأسرة أو المحيطين بشخص ما معرفة إذا كان يمر بصدمة نفسية أم لا وبذلك يتم التعامل مع الصدمة في أسرع وقت حتى تمر بسلام.

تصفح أيضًا: أهم مهارات العمل هي أسرار للنجاح

مراحل الصدمة النفسية  

تمر الصدمة النفسية بعدة مراحل، والآن سوف أوضح مراحل الصدمة النفسية كالتالي: 

"مراحل

مرحلة الذكريات الاقتحامية أو الطوارئ 

تحدث هذه المرحلة بعد تعرض الشخص للصدمة النفسية مباشرة ويحاول الشخص في هذه المرحلة التعايش والتكيف مع الصدمة النفسية وخلال هذه الفترة يعاني الشخص من عدد من الأعراض وهي استرجاع الأحداث واليقظة والقلق والأحلام المزعجة التي تكون عن الحدث والشعور بالذنب في بعض الأحيان والضغط العاطفي الحاد وحدوث ردود أفعال جسدية للمصاب عند ذكر الحادث. 

مرحلة التجنب أو الإنكار 

هذه المرحلة يمكن أن يتعرض لها بعض الأشخاص المصابين بالصدمة النفسية وليس كل الأفراد وتشمل الأعراض الخاصة بها عدم التفكير في الحادثة وكل ما يتعلق بها والبعد عن الأشخاص والأنشطة والأماكن الذين يذكرون المصاب بالحادثة.

مرحلة التعافي على المدى القصير 

في هذه المرحلة يحاول الشخص المصاب بالصدمة النفسية العودة لحياته بشكل طبيعي ولكن الأفكار السلبية والكوابيس تستمر في هذه المرحلة مما يصعب من سير الأمور بشكل طبيعي، وخلال هذه المرحلة يتعامل الشخص المصاب مع الأمور بطريقتين وهما الأولى قبول الشخص مساعدة من حوله لكي يتخطى الصدمة والثانية السخرية والإحساس بخيبة الأمل من هذه المساعدة.

مرحلة التعافي على المدى الطويل 

خلال هذه المرحلة يعاني الشخص المصاب من القلق والكوابيس ولكن مع مساعدة الأسرة والأصدقاء والأخصائي النفسي يمكن تجاوز تلك الأعراض والعودة للحياة بشكل طبيعي.

وخلال كل مراحل الصدمة النفسية يكون للأسرة دور هام في مساعدة الشخص المريض على التعافي لذلك يجب على الأصدقاء والمقربين وأفراد الأسرة بذل كل مجهود لمساعدة من يعاني من صدمة نفسية حتى يرجع لحالته الطبيعية في أسرع وقت. 

تصفح أيضًا: التفكير السلبي

أنواع الصدمة النفسية وعلاجها  

توجد عدة أنواع للصدمات النفسية وهي كالتالي: 

  • الصدمة النفسية الحادة: وهي التي تحدث نتيجة لحدث واحد خطير مثل التعرض لاعتداء جنسي أو موت مفاجئ لشخص عزيز او حادث سيارة.
  • الصدمة النفسية المزمنة: وهي التي تقع نتيجة التعرض بشكل طويل ومتكرر لأحداث شاقة مثل العنف المنزلي أو التنمر أو إساءة معاملة الصغار.
  • الصدمة النفسية المركبة: وهي التي تحدث نتيجة تعرض الشخص لأحداث سيئة متعددة.
  • الصدمات غير المباشرة أو الثانوية: وهي التي تحدث نتيجة الاتصال بشخص مصاب بصدمة نفسية وأكثر الأشخاص المعرضين لهذه الصدمات غير المباشرة أخصائي الدعم النفسي لأفراد الأسر التي يعاني أحد أفرادها من صدمة نفسية.
  • صدمات الطفولة: حيث يكون الأطفال في مرحلة النمو والتطور، ويكونون معرضين لحدوث الصدمات النفسية. 

 ومن خلال التعرف على أنواع الصدمات النفسية يمكن التعامل معها بالشكل المطلوب لكي يتمكن الشخص من تجاوز الصدمة النفسية في أفضل حال.

أنواع الصدمات النفسية وعلاجها  
أنواع الصدمات النفسية وعلاجها

طرق علاج الصدمات النفسية 

الشخص المصاب بالصدمة النفسية لابد أن يحصل على العلاج المناسب لكي يتعافى في أسرع وقت حتى لا تتضرر حياته بسبب الصدمات التي تعرض لها وطرق علاج الصدمات متعددة وهي كالتالي: 

تغيير نمط الحياة 

يعتبر تغيير نمط الحياة علاج مبكر للصدمات النفسية ويتمثل هذا العلاج في البعد عن المخدرات والكحوليات وتناول الأطعمة الصحية وممارسة الأنشطة الرياضية والرعاية الذاتية لتخفيف الاضطراب والحصول على وقت كافي للراحة ومقابلة الأصدقاء والأقارب. 

العلاج النفسي 

ويساهم العلاج النفسي في:

  • زيادة المرونة لدى الشخص.
  • تطوير المهارات الخاصة بالتكيف عنده.
  • علاج المشاعر التي لم يتجاوزها.

كما يعتبر علاج اعادة التقييم المعرفي من الطرق الفعالة لعلاج الصدمات، كما تساعد الرعاية الواعية بالصدمات في التعرف على الصدمات السابقة التي تعرض لها الفرد في علاج شخصيته بالكامل.

 ويساعد العلاج النفسي على التعرف على الأسباب التي لم تمكن الشخص من النجاة من تجاربه الصعبة التي مر بها، كما يساعد العلاج السلوكي المعرفي في علاج الشباب الذين تحدث لهم اضطرابات ما بعد الصدمة.

تصفح أيضًا: سر النجاح في 10 خطوات

العلاج النفسي بالمشاركة مع الأدوية 

يساعد العلاج النفسي مع الأدوية في علاج الصدمات النفسية التي تكون عميقة ولكن يتم تنفيذ هذا العلاج تحت رعاية المعالج المختص.

يحصل الشخص المصاب على أدوية تحفز الدماغ مثل الأمفيتامين ( Amphetamin)  والذي يساعد المريض على التحدث عن تجاربه المزعجة التي حدثت له، كما يساعد هذا العلاج في تعليم المريض التحكم في مشاعره عن الذكريات التي مر بها.

العلاج باستخدام الكيتامين 

يتم حقن الكيتامين (Ketamine)  للمريض بإشراف المعالج لكي يساعد على تسريع الشفاء، وذلك يكون قبل بدء جلسة العلاج النفسي، وقد تحدثت الكثير من الأبحاث العلمية عن فعالية الادوية المحفزة للدماغ والكيتامين في علاج الصدمات النفسية. 

وبعد التعرف على أنواع العلاجات التي تستخدم في علاج المصابين بالصدمات النفسية، يمكن استخدام العلاج المناسب لكل حالة من الحالات لكي يتم الشفاء في أسرع وقت.

ويُمكنك التغلب على الحزن والصدمة النفسية من خلال الفيديو التالي لأحمد أبو زيد:

الكاتب: Noura Mohsen

أنا نورا محسن، عاشِقة لكتابة المحتوى بمختلف أنواعه، وسرد الأحداث بأسلوب مميز، وأحاول دائمًا التطوير لتحسين كِتاباتي؛ لكي أخوض الكتابة في تجارب جديدة دون قلق أو خوف.

اترك ردا