أراهنك يا صديقي أنك لازلت تعاني من الأحلام المزعجة المتعلقة بالتعليم رغم أنك تخرجت من دراستك منذ فترة.
لي صديق يبلغ من العمر 45 سنة ومازال إلى الآن تأتي له كوابيس بخصوص الامتحانات، تعتقد لماذا يحدث ذلك؟ وكيف تتغلب على هذا النمط من التعليم الذي يسبب الكوابيس والأحلام؟

لا يخفى على أحد المشاكل التي تعاني منها نظم التعليم الحالية وقدر الخلل الموجود فيها، وكيف تقوم بتعليب الطلاب وليس تعليمهم، والكثير الكثير من المساوئ التي يعاني منها نظم التعليم التقليدية في مجتماعتنا.

التعليم التقليدي
التعليم التقليدي

من سلبيات التعليم التقليدي  الدور السلبي للطالب الذي يكون معتمداً كلياً على المعلم من طريق الحفظ والتلقين للمعلومات، إذ يتم التركيز على هذا الجانب ويترك الجوانب الأخرى لدى المتعلم؛ لأن المادة الدراسية ركزت في جانب الحفظ والتلقين، وأهملت جانب اكتساب الخبرة والمعرفة عبر اكتشاف المادة والمعلومة من الطالب نفسه، وأيضاً لا يمكن مراعاة الفروق الفردية بدقة؛ لضيق الوقت، وكثرة العدد في الصف الدراسي. وفي هذا النمط من التعليم يؤدي إلى طمس روح التفكير الناقد والابتكار لدى الطلبة؛ بسبب الاعتماد على الحفظ والتلقين للمادة واعتماد المعلم درجة الامتحان هي المعيار للنجاح؛ وبالتالي سيهمل أي نشاطات خارج غرف الصف الدراسي.

نجد الآن الكثير من الأباء يحاولون تفادي هذه المشكلة مع أبناءهم بسعيهم للتقديم لهم في بعض المدارس الدولية والتي تتطلب اجتياز الأبوين والطفل لمقابلة وبعض الاختبارات، وقد يكلفهم ذلك الكثير من المال والذي يصل إلى آلاف الجنيهات في الشهر الواحد للالتحاق بمثل هذه المدارس. ولكن تظل هذه المدارس ليست أفضل خيار وليست أفضل الحلول، لإنها تتمتع بالكثير من صفات التعليم التقليدي الذي يحجم العملية الإبداعية للطالب.

خط إنتاج الطلاب

ظهر نظام التعليم بشكله الحالي لأول مرة مع ظهور الثورة الصناعية لسد الاحتياجات الاقتصادية، فكانت المدارس هدفها الأول سد الفجوة الاقتصادية مما يجعل النظام التعليمي يخدم النظام الاقتصادي، ويتحكم النظام الاقتصادي في مسار النظام التعليمي.
مما يعني أنه لو افترضنا أن وظيفة المدرس أصبحت الأعلى دخلا فستصبح الرغبة الأولى بين الكليات وستكون على رأس الهرم من كليات القمة التي يسعى جميع الطلاب المتخرجين من الثانوية للالتحاق بها.

مع الأسف تطور سوق العمل بسرعة كبيرة ولم يستطع النظام التعليمي الحالي مواكبة هذا التطور الضخم والسريع، مما جعل النظام التعليمي التقليدي الحالي غير كافي لمواكبة تطورات سوق العمل.

نشأت الكثير من التخصصات التي لا يوجد لها مسار تعليمي في النظام التعليمي التقليدي، وحتى بعض الوظائف تتطلب من الخريجين أن يحصلوا على بعض الدورات التدريبية والتأهيلية لسوق العمل ويحتاج دائما أن يعتمد على نفسه في التأهيل للوظيفة.

سؤال المليون جنيه

هل استثمارك لسنوات الكلية أفضل استثمار لوقتك وأموالك لتحصل على وظيفة تجني بيها ثمار هذه الاستثمار فيما بعد؟
هل استثمارك في مراحل التعليم المختلفة مثل الابتدائي والإعدادي والثانوي هو استثمار في محله؟
بالتأكيد لا، فما تتذكره الآن من هذه المراحل يعتبر لا شيء مقابل هذه المدة من الاستثمار، ولكن!
لقد اكتسبت مهارة مهمة وهي مهارة كيفية اجتياز الامتحانات، وكيفية العمل تحت ضغط عندما كنت تذاكر منهج سنة كاملة في أسبوع أو أيام قبل الامتحانات، وهذه بالطبع مهارة مهمة.
ولكن هل هذه المهارة تستحق إهدار 12 عام من عمرك؟ بالطبع يمكنك اكتسابها في أقل من ذلك، وعملية التعليم الحقيقية ليست وظيفتها تمرينك على اجتياز الامتحانات، بل من أهم وظائفها هو تعليمك بشكل حقيقي.
نستخلص من هذا أن التعليم الحالي لا يستطيع تأهيلك لسوق العمل الحقيقي إلا في بعض التخصصات الحساسة مثل الطب والتمريض وما يتعلق بروح الإنسان بشكل مباشر.

مالحل؟

من المشاهدات في الفترة الأخيرة والأحداث يمكنك ملاحظة أن هناك الكثير من الناس استطاعوا تحقيق التوازن العملي والمعيشي والنجاح في حياتهم العملية والحصول على عائد مادي جيد من خلال وظائف لم يدرسوها في التعليم التقليدي.
والكثير من هذه الوظائف لا تتطلب شهادة جامعية معتمدة للعمل في سوق العمل الخاص بها مثل التصميم والبرمجة وتحليل البيانات وصناعة المحتوى وصناعة الفيديو وكتابة المحتوى وغيرها من التخصصات الحديثة والتي يمكن لأي أحد أن يعمل فيها من أي مكان في العالم.
وجميع العاملين في هذه التخصصات قاموا باكتساب هذه المهارات عن طريق التعلم الذاتي عبر الإنترنت في مدة أقصر بكثير من التي يقضيها المتعلم في التعليم التقليدي.
فالحل يكمن يا صديقي في التعلم الذاتي، ولمعرفة كافية التفاصيل عن كيفية التعلم الذاتي أنصحك بمشاهدة نسخة الفيديو من هنا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *