أنت تحتاج إلى بعض الغباء في حياتك!

تقول د. كيمبرلي يونج في دراسة لها سنة 1996 بعنوان”إدمان الإنترنت: ظهور اضطراب عيادي جديد”:

“تشير النتائج الحالية إلى أن بعض مستخدمي الشبكة أصبحوا مدمنين على الإنترنت قريبًا من الحالة التي يصبح فيها الآخرون مدمنين على المخدرات والكحول والقمار، والتي تظهر في الإخفاق الدراسي، وتدهور الأداء المهني، بل حتى الانفصال الأسري… فإن إدمان الإنترنت يمكن تحديده بأنه حالة «اضطراب التحكم في الاندفاعية» والتي لا تطلب مواد مسكرة”.

إن كثرة استخدام الأدوات الذكية (الموبايل، اللابتوب، الآلة الحاسبة…)، يجعلك أكثر غباءً وأقل إنجازًا، واستخدام الأدوات الغبية أو الطرق البدائية (كحل العمليات الحسابية دون الاستعانة بآلة حاسبة) يجعلك أكثر ذكاءً وإنجازًا، وهذا معلوم بالتجربة والمشاهدة.

ولو نصحتك نصيحة واحدة تزيد ذكاءك لكانت:

قَلِّلْ استخدام الأجهزة الذكية.

 

وأثر هذا مشاهد بالتجربة، فتجد أن الشباب يواجهون صعوبة فس العمليات الحسابية، في حين تسهلُ على كثير من كبار السن الذين تعوّدوا على حلها ومرنوا أذهانهم على التفكير.

وتجد الطلاب بدل أن يتمرنوا على حل سؤال التعبير في اللغة العربية مثلًا بالتفكير والإبداع، تجدهم يحفظون قوالب ثابتة يكتبونها فتضعف بذلك مَلَكَتُهم في الكتابة، فلو طُلِب منهم الكتابة في موضوع جديد لم يعرفوا، وهذا عامٌ في كل الملكات، فهي تضعف بإهمالها.

فالتقدم التكنولوجي سلاح ذو حدين يفيد ويضر، حسب المستخدم، فللإنترنت فوائد كثيرة لا يُستغنى عنها، لكن إذا أسيء استخدامه كان له أسوأ الضرر على حياة الناس، وقد أفاد 20% من طلاب جامعة هارفارد أن استخدام الإنترنت بات يعرقل تحصيلهم الدراسي وأنهم يسألون عن علاج لهذه الحالة.

وفي عام 2007 بلغت عدد المراكز الاستشارية لعلاج إدمان الإنترنت في كوريا الجنوبية (140) مركزًا!

وللهاتف الذكي كذلك فوائد كثيرة: كالكتابة والقراءة عليه، واستعماله كمنبه، وآلة حاسبة، وللاتصال، والتصوير…

ويضر إذا استخدمه الإنسان بشكل غير واعٍ، كإفراط استخدام الأطفال له بما يؤثر سلبًا على مهارات التعلم والتواصل والإدراك.

والحل المقترح: ألا يضع الإنسان نفسه في اختيار بين استخدام المشتتات (الهاتف الذكي مثلًا) وبين غيره مما يؤدي الغرض ولا يشتت، كمن يضع نفسه في اختيار بين أكل حلوى لذيذة أو طعام مفيد لكنه ليس بحلاوة الأول، بالطبع سيختار الحلوى اللذيذة، والأسهل والأنفع ألا يضع نفسه في وسط هذه الاختيارات فيتشتت، فربما غلبته نفسه فاختار المُشتِّت.

فالحل: أن تعتمد على الأدوات (الغبية) دفعًا لإغراء وإلهاء الأدوات الذكية وتجنبًا لأضرارها.

هي الأدوات التي لها وظيفة واحدة محددة تؤديها بكفاءة، كالمنبه التقويم الورقي أو الآلة الحاسبة…

فبدلًا من وضع الهاتف بجانبك عند النوم كمنبه ليوقظك، ضع المنبه فهو لا يلهيك ولا يشغلك، ولن تتسلل يدك إليه للنظر في الرسائل والإشعارات!

وبدلًا من القراءة على الهاتف الذكي، اقرأ من الكتاب الورقي تجنبًا للتشتيت ودفعًا للملهيات.
وبمرور الوقت ستستغني عن الهاتف الذكي وتقصرُ استخدامه فقط على احتياجك منه.

ويمكن استخدام هاتف ليس به الكثير من ميزات الهواتف الذكية، ولهذه التجربة فوائد كثيرة، وكل من جربها أثنى عليها ولمس الفرق في حياته، وتجعله واعيًا أكثر في استخدام الأجهزة الذكية عند الحاجة إليها.

فالمقصود أن تستخدمها عند الحاجة إليها بما لا يضرك، لا ترك استخدامها مطلقًا، فهذا يحرمك فوائدها، فالمراد أن تستخدمها بشكل واعٍ.

«التكنولوجيا الجديدة ليست خيرًا أو شرًّا في ذاتها، إنما كيفية استخدام الناس لها».

ديفيد وونغ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *