هل تذكر حماسك الأول بعملك؟ هل تتذكر كم الإنجاز الذي كُنت تُحققه في اليوم الواحد؟ تضاءل هذا مع الوقت، بات العمل ثقيل ومشاعر التبلد هي السائدة، فقدت الرغبة في الإنجاز، فقدت حماستك الأولى، قد يكون ما تُعاني منه هو فقدان الشغف ولا شك أن لهذا أسباب، تُرى ما هي أسباب فقدان الشغف؟ ما هي علامات ذلك؟ فقدان الشغف هل له علاقة بمرض الإكتئاب؟ ما هي أفضل طرق علاج فقدان الشغف؟ نتناول الإجابة على كل تلك التساؤلات بين سطور هذا المقال.
ما هو الشغف؟
لقد أردت البدء بتعريف ما هو الشغف ليكون مقالنا سلسلة مُتصلة تقودك في النهاية إلى علاج هذه المشكلة:
فقدان الشغف
إن الشغف هو عبارة عن رغبة داخلية وافع ذاتي نحو فعل شيء مُعين، يشعر الشغوف بأمر ما بالحماس كلما هم بهذا الفعل، يسعى دائمًأ إلى إحداث فارق كبير كل هذا بمنتهى الحب والسعادة والحماس دون النظر إلى كم الجهد المبذول.
على الجانب الآخر يعد فقدان الشغف هو النقيض، شعور بعدم الرغبة، فقدان الاهتمام، التبلد تجاه نفس الفعل، الشعور بالإحباط والتثاقل، عدم القدرة على إنجاز أي شيء، عدم الاكتراث لتدني مستواك بعدما كنت أفضل.
ما هي أسباب فقدان الشغف؟
لاشك أن هذا التبلد حدث على فترات لم تفقد حماستك فجأة ولكن هناك أسباب قادتك لهذا خلال فترة زمنية ليست بالقصيرة، وهذا ما يُعرف ب أسباب فقدان الشغف والتي تتمثل فيما يلي:
-
إنه لم يكن شغفك بالأساس
أوقات يُحركنا دافع ذاتي ورغبة في فعل أي شيء، وسُرعان ما ننقاد تجاه أول عمل يُصادفنا اعتقادًأ منا أننا وجدنا شغفنا، ولكن بعد فترة نشعر بالملل ونفقد سعادتنا بفعل هذا الشيء، على الأرجح لم يكن هذا شغفك خاصة وإن تبدل الحال في فترة قصيرة.
-
أنت لا تُضيف قيمة حقيقة
بعيدًا عن مشاعر السعادة التي تشعر بها خلال أداء عملك، قد يتسلل إلى داخلك شعور بأن هذا العمل لا ينطوي على قيمة أوفرق تُحدثه في حياتك أو حياة الآخرين، وهذا سبب كافي لفقدان الشغف، أنت تعمل بلا تقدير من أحد ولا حتى عبارات ثناء على جهدك.
-
الإجهاد المُبالغ فيه
أنت تعمل وتعمل وتعمل فقط، سيطر العمل على كافة جوانب حياتك، هذا سبب كافي لفقدان الشغف فأنت لا تعمل بل تحترق، وبعد فترة ستفقد القدرة على فعل 10% مما كنت تستطيع فعله في البداية، فقد استُهلكت طاقتك.
-
لا تتطور ولا تصل لشيء
أحد أسباب فقدان الشغف الهامة والرئيسية هو عدم إحراز تقدم أو تطور، إن التدرج الوظيفي أو حتى في الأعمال التجارية الخاصة يُعزز من شغفنا ورغبتنا في الاستمرار فهناك حافز لإحراز مزيد من النجاح والتقدم، والعكس صحيح.
-
الروتين
إنه القاتل الصامت كما أسميه، تستيقظ كل يوم لتفعل نفس الشيء دون أي ابتكار أو تجديد، لا جديد فقط ملل لا ينتهي.
-
غياب الدعم
نحتاج للحديث عن عملنا كيف يدور، المشاكل التي تواجهنا، خططنا نحو التطور، كل هذه الأمور نرغب بمشاركتها مع بيئة الدعم الخاصة بنا، عدم وجود تلك البيئة أحد أسباب فقدان الشغف.
-
قلة التقدير المادي
هل أنت راضي عن راتبك؟ هل تشعر أنه عادل إن تقاضي راتب منخفض أو تشعر بأنه غير عادل سبب طبيعي جدًا لفقدان الشغف خاصة مع استمرار الأمر لفترة طويلة.
كل تلك الأسباب وأكثر تقود صاحبها في فقدان شغفه بما يفعل وقد يصل الأمر إلى ما هو أبعد من فقدان الشغف مثل (الاكتئاب) مثلاً.
فقدان الشغف هل له علاقة بمرض الإكتئاب؟
يربط الكثيرون بين فقدان الشغف والاكتئاب، وفي الحقيقة هما بالفعل مرتبطان ولكن تُرى ما الفرق بينهما؟ وأيهما مُسبب للآخر؟
- يكمن الفرق بين فقدان الشغف والاكتئاب في كون الاكتئاب اضطراب عقلي يحدث لكمياء المُخ وهو مرض يحتاج لعلاج نفسي وكيميائي.
- على الجانب الآخر يعد فقدان الشغف عرض نفسي وليس مرض في حد ذاته يمكن علاجه باتباع بعض النصائح والسلوكيات مع وجود إرادة قوية لدى الشخص.
- فقدان الشغف إذا تمكن من صاحبه قد يقوده في النهاية إلى عواقب وخيمة ربما تصل إلى الانتحار، خاصة إن لم يطلب المساعدة واكتفى بمشاعره الخاصة.
ولكي تتخلص من فقدان الشغف وتشعر بالنجاح الدائم عليك مشاهدة الفيديو التالي لتجربة أحمد أبو زيد مع النجاح:
ما هي علامات فقدان الشغف؟
بعد أن تعرفنا على أسباب فقدان الشغف حان وقت التعرف على علامات فقدان الشغف والتي تتمثل فيما يلي:
- عدم القدرة على فعل أي شيء.
- التبلد والكسل.
- تُفضل النوم على أي فعل آخر.
- الرغبة في الانعزال وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين بشكل جيد.
- انعدام الدوافع الداخلية نحو التطور أو الابتكار.
- القلق المستمر.
- الشعور بالملل.
- مشاعر متكررة بالندم حيال انتهاج هذا العمل.
- الأرق المستمر.
- الخلاف مع المحيطين بك بشكل مستمر وبدون سبب حقيقي.
طرق علاج فقدان الشغف
إن علاج فقدان الشغف يبدأ من داخلك، من اتخاذك القرار، من رغبتك في إنهاء كل هذا التبلد والانطلاق نحو أفعال تشعر حيالها بالحماس والرغبة في التقدم.
والآن بعد أن اتخذت قرارك سيساعدك التعرف على أسباب فقدان الشغف الحقيقي لحالتك على العلاج، وبعد معرفة السبب يمكنك اتباع علاج فقدان الشغف من العناصر التالية:
-
ابحث عن شغفك من جديد
لابد أن هناك أمر ما يجعلك تشعر بأنك أفضل، لا تقلق من البدء من جديد فالأمر يستحق هذا العناء، وما دامت الإرادة ستصل وستعثر على شغفك الحقيقة.
-
اخلق هدف وقسمه لخطوات صغيرة
بعد أن تعرفت على شغفك الجديد اعلم أن النجاح وإحراز الإنجازات الكبرى يحتاج إلى بعض الوقت، قد يساعدك تقسيم هدفك إلى خطوات صغيرة بالشعور بالإنجاز وبالتالي تجنب أحد أهم أسباب فقدان الشغف.
-
احرص على اكتساب مهارات جديدة
لا تركن إلى مهارة واحدة تحرك، فالحركة ستقودك إلى إنجازات تجعلك تستعيد شغفك بالحياة وبالعمل وبالنجاح، تحرك دائمًأ واستكشف وتعلم مهارات جديدة ستُعرفك على قدراتك الحقيقية التي ستتفاجأ بها.
-
خطط دائمًا
الخطط اليومية والأسبوعية أحد الوسائل الهامة لأنه تُشعرك بقيمة ما أنجزته ويجعلك أكثر رضا عن نفسك وأكثر حماسًأ للانطلاق نحو المزيد.
-
نظم وقتك
حين يطغى العمل على كل شيء يتسلل الملل إلى نفسك، احرص على أخذ إجازة أسبوعية وأخرى نصف سنوية وأخرى سنوية، ومارس بهم هوايات تُحبها بعيدًأ عن العمل.
-
تواجد في بيئة صحية وعلاقات إيجابية
أحِط نفسك بأشخاص مُحفزين، يمنحونك الدعم الذي تحتاجه، فالاشخاص السلبيين أحد أسباب فقدان الشغف، البيئة المُحيطة إما أن تكون داعم ومُعين، وإما أن تكون هادم ومُحبط، ابحث عن الإيجابيين دائمًأ.
-
استشر طبيبك النفسي
وتلك هي المرحلة الأخيرة إن لم تُجدي كل النصائح السابقة نفعًا، حينها تأكد أنك بحاجة إلى التحدث إلى طبيب نفسي يُفتش داخلك على أسباب فقدان الشغف؛ ويُساعدك على علاج الأمر بطريقة صحيحة وبنصائح عملية.
وفي الختام تذكر عزيزي أن فقدان الشغف يبدأ ببعض الملل والفتور تجاه فعل كنت شغوف به من قبل، فور الشعور بهذا راجع نفسك واستكشف أسباب هذا واتخذ قرارك بعلاج الأمر قبل أن تتمكن أسباب فقدان الشغف منك.