Table of Contents
ما هو التسويف؟ هل فكرت من قبل أن تسأل عن معني التسويف وعن أسباب التسويف أو عن أعراضه ومؤثراته حتى لا تقع بها؟ ألا يشغل بالك معرفة الشئ الذي يقيدك من تحقيق النجاحات في كثير من الأوقات!
الآن وبعد بحث كبير عن معنى وعن أسباب التسويف وكيفية التخلص منه، جئت لك بهذا المقال الرائع الذي أتحدث فيه عن التسويف باستفاضة عبر مدونة دروس اونلاين التي قررت أن تكون بوابتي النقل معرفتي لك.
ما هو التسويف؟
لقد اختصر علم النفس التسويف في كلمة واحدة وهي “التأجيل” أي كل شخص يؤجل الأشياء من وقت لآخر أو المهام بشكل عام إلى وقت لاحق غير محدد للقيام به. كما يرى علماء النفس أن التسويف يلجأ له كل شخص يريد الفرار والابتعاد عن القلق أو التوتر الذي يُصاحب العقل عند بداية المهام أو إكمالها أو عند اتخاذ القرار تجاهها.
والمفهوم العام للـ التسويف هو عادة تجنب المهام العاجلة على الرغم من العواقب السلبية، كما إن التسويف هو أكثر من مجرد كسل أو سوء إدارة للوقت، فعندما يماطل الناس في أداء مهامهم، فإنهم غالبًا ما يؤخرون الأولويات ويركزون بدلاً من ذلك على مهام أقل أهمية وأكثر إمتاعًا وأبسط.
بالتالي يصابون بالـ التشتت والانشغال في نفس الوقت بأكثر من مهمة، الأمر الذي يؤدي لإقناع النفس بتأجيل المهمة لوقت أخر، مما يؤدي إلى خسارة الوقت من بين يديك وعدم انجاز المهمة في توقيتها ويؤثر حتمًا على جودة أدائك ورفاهيتك بشكل عام.
أيضًا في دراسة عن التسويف كشف الباحث الرائد جوزيف ر. فيراري كيف أن السلوك يشبه إلى حد كبير شكلاً من أشكال التخريب الذاتي، على سبيل المثال الخوف من الفشل أو القلق، ضبط النفس لإنجاز شيء ما.
الأمر الذي يجعل الناس يفضلوا تجنب مهمة ما تمامًا عن القيام بـ المخاطرة بالإذلال من ارتكابها بشكل خاطئ أو ارتكاب الأخطاء.
وعندما يماطل الناس فإنهم يعرفون أنه يجب عليهم العمل في مهمة معينة ولكنهم يختاروا بنشاط القيام بشيء آخر. وهو يختلف عن الكسل الذي يشير إلى اللامبالاة والخمول وعدم الرغبة في التصرف.
لكن هل يُمكن معالجة هذا الأمر؟ نعم فعندما تفهم أسباب التسويف بالتفصيل، يمكنك استخدام واحدة من الاستراتيجيات الخاصة بالقضاء على التسويف من خلال سطورنا الأخيرة حتى تستطيع توقف شعورك واتجاه ميلك إلى تأجيل الأمور.
لماذا انتشر التسويف؟
انتشر التسويف كثيراً منذ أن أصبح الطريق الذي يستخدمه الناس في المواقف المختلفة، ففي بعض الأحيان ينتج عن كثير من الضغط الأسري، ربما أثناء نشأتك في منزل متصلب الرأي والتوقعات.
على سبيل المثال، توقعات الأداء العالي من أبويك يمكنها أن تجعلك تؤجل مشروعاً خاص بك خوفًا من الفشل أو الانتقادات او انك تقوم وتستعيد حقك في القول ، “لا ، لا يمكنني أن أفعل ذلك الآن!” وهنا تكون اتجهت للتأجيل أي التسويف.
أسباب التسويف
على الرغم من أن كل شخص يمكنه المماطلة في بعض الأحيان، إلا أن التسويف هو مشكلة مختلفة تتعلق بـ عديد من أسباب التسويف والتي كالتالي:
- الإصرار على الكمالية.
- الخوف من الفشل.
- الخوف من النقد.
- احترام الذات المتدني.
- الميل إلى هزيمة الذات.
- الإكتئاب.
- عدم التركيز.
- الانتظار الدائم حتى اللحظة الأخيرة.
- النفور من المهمة والخوف من نتائجها.
- عدم القدرة على التحديات والقرارات.
- صعوبة تحديد الأهداف.
- الانفصال عن الذات المستقبلية.
تَعُد تلك النقاط السابقة هي أسباب التسويف الأكثر شيوعاً، والتي من شأنها منعك من الوصول إلى إمكانياتك الكاملة في علاقاتك وحياتك المهنية وما بعدها.
كما إنها تعيق العمل الجماعي وتقلل من احترام الذات، بل تؤدي إلى الاكتئاب وفقدان الوظيفة في بعض الأحيان.
لذلك، من الأفضل وضع يديك على السبب الرئيسي الذي يجعلك تَقوم بالتسويف لكي تَضع استراتيجية لمنعه والتغلب عليه.
ما هي أسباب التسويف المزمن؟
أسباب التسويف عديدة فقد ذكرت في السطور السابقة أسباب التسويف الشائعة، والآن سوف أذكر أسباب التسويف الجذرية حتى يُمكنك تطوير الحلول للتغلب على التسويف، لذا دعني ألقي نظرة على المشكلات الأكثر شيوعًا في قلب التسويف المزمن، حتى تتمكن من البدء في خلق الحياة التي تريدها دون تسويف…
السبب الأول: السعي إلى الكمال
يسعى المثاليون إلى تحقيق معايير عالية وأن يكونوا الأفضل في كل شيء. ونتيجة لذلك يطورون خوفهم من الفشل لينتهي بهم الأمر بتأجيل الأمور، وذلك لشعورهم بأنهم لن يفعلوا شيئًا جيدًا بما يكفي أو يفعلونه بشكل صحيح.
وذلك بسبب ميل أصحاب الكمال إلى تطوير نهج “الكل أو لا شيء” والتفكير في التطرف مثل:
- أدائي إما رائع أو سيئ.
- أنا إما ذكي أو غبي.
- أنا إما مخطئ أو على صواب.
بالتالي لا يتركوا لنفسهم مساحة للتحقيق بكفاءة دون الكمال، وإذا كُنت تُعاني من هذه النقطة عليك التوجه للتخلص من هذا السبب عن طريق نهج الكل أو شيء ما.
أي استبدال وجهة نظرك من “تحقيق كل شيء أو لا شيء” بـ “تحقيق كل شيء أو أي شيء”.
السبب الثاني: تجنب المشاعر
ينتج التسويف عندك في شكل تجنب المشاعر غير السارة مثل الشعور بالذنب أو القلق. وذلك حتى لا تصبح محبطًا ولديك شعور بـ خيبة الأمل، وفي الحالات القصوى، يُمكن أن تُصاب بالاكتئاب أو القلق.
لذلك تجد نفسك تقوم بتأجيل الأعمال والمهام من أوقاتها لأوقات أخرى، وهنا أنصحك إذا وجدت شعور بعدم القبول للقيام بالمهمة عليك عدم اتباع الشعور والتركيز في إيجاد عامل مساعد لك أو الاستعانة بحل بديل لكن لا تؤجل عملها.
السبب الثالث: تدني احترام الذات
عديد من الأشخاص الذين يماطلون يعانون من وجود مستويات عالية من التوتر والقلق، مما يقلل من احترام الذات ويؤدي إلى الاكتئاب.
فنجدهم يؤخرون المهام بشكل مزمن و ينخرطون في أنماط تفكير استنكار للذات عن أنفسهم والآخرين مقارنة بـ غير المماطلين.
كما إنهم قد يفكرون في أشياء مثل:
- ماذا لو كانت لدي المشكلة كلها بشكل خاطئ؟
- ماذا لو أخطأت؟
- ماذا لو لم أكن جيدًا بما يكفي؟
والحل هنا هو بناء الثقة في ذاتك حتى لا تدني من احترامها منك أو من الآخرين، وعليك دئماً الاقتناع بأن (رؤيتك لذاتك هو رؤية الآخرين لك، فإذا أردت نيل الاحترام احترمها وإذا أردت التقليل منها احتكرها).
وعليك إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين بشأنهم أن يقدموا لك المساعدة على البقاء متحمسًا وتجنب حلقة النقد الذاتي.
السبب الرابع: الانتظار حتى اللحظة الأخيرة
عديد من المماطلون يدعون أنهم يؤجلون المهام لأنهم “يؤدون بشكل أفضل تحت الضغط“، وإنهم معتادون على الانتظار حتى اللحظة الأخيرة للحصول على هذا الاندفاع من النشوة عند إكمال مهمة في الوقت المحدد على عكس الصعاب.
لكن هذا نادرًا ما يعمل كما هو مخطط له، لأن الأشخاص الذين لديهم عقلية “سوف ألتف حول الأمر” لا يمنحون أنفسهم الوقت الكافي للقيام بشيء جيد.
كما يؤدي تأجيل العمل حتى اللحظة الأخيرة إلى حوادث مؤسفة وأخطاء غير ضرورية تهدد جودة عملهم.
وهنا الحل يكمن في عدة عادات يومية عليك اتباعها أثناء القيام بمهامك حتى تقوم بها دون الانتظار حتى اللحظة الأخيرة، وهذه العادات كالتالي:
- اختر المُهمة ذات الأولوية وفقًا للتخطيط اليومي.
- اضبط منبهك لمدة 25-60 دقيقة.
- ركز على المُهمة حتى ينطلق الوقت.
- بمجرد أن ينتهي الوقت، عليك التوقف وكتابة إلى أين توصلت أو ضع علامة على الجزء الذي انتهى.
- ثم خذ استراحة قصيرة لمدة 5 دقائق، بعد ذلك عد لتكرار الخطوة 2.
- بعد 4 فقرات عملية، خذ استراحة أطول (حوالي 30 دقيقة).
- ثم كرر حتى تكمل مهمتك.
باتباع هذه الطريقة في أداء المهام، فإنك تجعل مهمة كبيرة تنتهي بأقل إرهاقًا، وبمرور الوقت، ستجد أن تخصيص هذه الفقرات العملية الصغيرة من الوقت لمهمة ما سيؤدي إلى نتائج كبيرة.
السبب الخامس: عدم التركيز
بعض علماء النفس عند تحليلهم للتسويف وجدوا صلة قوية بين التسويف وصعوبة أو عدم التركيز، فنجد أن المماطلون عندما يقوموا بمهمة ما ويواجهون صعوبة في معرفة كيفية تحديد الأولويات والتخطيط والبقاء على المسار الصحيح، يقوموا بالهروب وتأجيل المهمة إلى وقت آخر.
لذلك إذا كنت تواجه مشكلة في بدء مهام مملة أو مهام تتطلب درجة عالية من التركيز، فعليك أن تقوم بما يلي:
- ابتعد عن المشتتات وقم بضبط هاتفك الذكي على “عدم الإزعاج” أو “الصمت” حتى تقوم بالتركيز في مهمتك.
- قم بالجلوس في مكان هادئ خالي من المشتات، وإذا كُنت في مكان مزدحم قم بارتداء سماعة الأذن واستمتع بالموسيقى الهادئة أثناء العمل.
- لا تعمل عدد ساعات كبير متتالية دون وجود استراحات تجدد طاقتك العملية.
- استخدام تطبيقات إدارة المهام في وقت محدد مثل Trello أو Toggle.
كل تلك العناصر إذا قُمت بتطبيقها في كل مهمة سوف تتغلب على قلة التركيز وعدم التأجيل للمهام، بالعكس سوف تشعر بأنك تقوم بإجراء المهام بتركيز مهما كان صعوبتها.
السبب السادس: إجهاد القرار
يمكن أن يحدث التسويف عندما يكون لدينا كثير من الخيارات، ويتطلب الأمر طاقة عقلية لاتخاذ قرار محدد من بين هذه القرارات.
حيث يمكن تأجيل الأمور إذا كانت قدرتنا على اتخاذ القرار مُشتتة وغير مؤكدة، فعندما لا تتمكن من معرفة ما يجب القيام به، فمن المحتمل أن تؤجل اتخاذ إجراء حتى لا تقوم باتخاذ القرار الخاطئ.
وهنا الحل هو تبسيط القرار واتخاذه.
فعندما تقلل من عدد القرارات التي يجب عليك اتخاذها كل يوم، سوف تجد أنه من الأسهل بكثير إنجاز الأمور، وذلك بسبب تقليل الطاقة التي يتم استهلاكها في خيارات أقل أهمية والتمكن من إعادة التركيز على الأشياء المهمة بالفعل.
كما يوجد بعض الخطوات التي من شأنها أن تجعلك تقوم بالإنجاز واتخاذ القرار بشكل سريع، وهذه الخطوات كالتالي:
- إيقاف تشغيل إشعارات تطبيقات الموبايل وذلك لتقليل الوقت الضائع في استخدام الهاتف.
- قم بممارسة التخطيط اليومي، والتركيز على المهام واحدًا تلو الآخر، وقسمها حسب مستوى الأهمية، حتى لا تضطر إلى التفكير باستمرار فيما يجب القيام به بعد ذلك.
- حدد أولويات والتزاماتك، وقم بوضع المهام الأكثر أهمية في أعلى قائمة المهام.
- خصص وقتًا للتحدث مع الأشخاص الذين تهتم بهم كثيرًا، وابتعد عن العلاقات السامة التي تستهلك نفسياً.
السبب السابع: مقاومة التحديات والمغامرات
يُعَد من أشهر أسباب التسويف هو مقاومة التحديات والخوض من المغامرات، غالبًا عندما يبدو التحدي صعبًا للغاية. يقوم الشخص بتجنب مواجهة التحدي خوفًا من عدم قيام بالعمل الجيد للتحدى بما فيه الكفاية.
هذا بالإضافة إلى التفكير في الجوانب السلبية بشكل أكبر وأعمق، وقول الجمل المحبطة لتجنب فعل شيء صعب، فقد يقول الأشخاص المماطلون لأنفسهم:
- لا أشعر بالقبول للقيام بذلك.
- ماذا لو فشلت؟
- سأفعل ذلك عندما يحين الوقت المناسب.
بالتالي يتجنبوا البحث عن التحديات التي تساعد على النمو، مثل بناء علاقات ذات مغزى أو السعي وراء الشغف خوفًا من الفشل أو الرفض.
وهنا الحل هو التخطيط اليومي وتحديد الأهداف طويلة المدى، ثم تقسيمها إلى خطوات صغيرة.
جميع هذه الاسباب وغيرها تم ذكرهم في فيديو أحمد أبو زيد عن التسويف يمكنكم مشاهدته بالتفصيل للاستفادة:
فقد ينجح نجح الأشخاص المنظمون في التغلب على التسويف لأنهم يديرون المهام باستخدام قوائم وجداول المهام وأيضًا استخدام التطبيقات التي تساعد في تحديد أولويات حياتك والوفاء بالمواعيد النهائية.
وهنا نكون انتهينا من مقالنا المُفصل عن أسباب التسويف المزمن بالتفصيل، كما يُمكنك معرفة طرق علاج التسويف الأخرى من خلال مقالنا عن التسويف وطرق التخلص منه فهو يرشدك خلال خطوات واستراتيجيات بسيطة وفعالة للغاية لتخطيط أيامك لتحقيق أهدافك طويلة المدى.
أنا نورا محسن، عاشِقة لكتابة المحتوى بمختلف أنواعه، وسرد الأحداث بأسلوب مميز، وأحاول دائمًا التطوير لتحسين كِتاباتي؛ لكي أخوض الكتابة في تجارب جديدة دون قلق أو خوف.